غزة معزولة عن العالم كليا والوضع خطير للغاية ومتفجّر
قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية إن قطاع غزة أصبح معزولا كلياً عن العالم
بعد إغلاق معابره مع إسرائيل ومصر.
وقالت "يديعوت"، في تقريرها في الجانب الجنوبي لقطاع غزة، إن مصر أغلقت معبر
رفح والحدود والجيش المصري منشغل الآن بتدمير منازل رفح المصرية لإنشاء منطقة
عازلة في حين إن إسرائيل أغلقت معبري كرم أبو سالم وإيرز، رداً على سقوط صاروخ
أطلق من غزة وسقط في مجمع "أشكول".
ووفقاً لـ"يديعوت"، فقد زاد الجيش المصري من وتيرة هدم المنازل في رفح المصرية
بعد أن أوضحت صورٌ التقطها قمرٌ صناعي مئات الأنفاق في الشريط الحدودي مع قطاع
غزة، وذلك وفقاً لمصادر مصرية فالجيش المصري يخطط لإقامة منطقة عازلة بطول
14 كيلو وبعرض نصف كيلو، وسكان رفح المصرية يتركون منازلهم والآن هناك خشية
من زجّ قطاع غزة إلى الزاوية مرة أخرى، ما يدفع إلى اشتعال الوضع مرة أخرى بين
إسرائيل وقطاع غزة.
ووفقاً ليديعوت، فالجيش المصري نجح حتى الآن في تدمير 1500 نفق للتهريب
والصور التي التقطها القمر الصناعي تظهر الآن وجود مئات الأنفاق بعضها حُفر تحت
مسجد في رفح المصرية وتحت غرف نوم وتحت محالّ تجارية وحتى الآن تم تدمير
800 منزل في رفح المصرية ورحّل سكانها بالقوة.
وكان هذا الوضع الخانق قد أثار الكاتب البريطاني جوناثان كوك الذي قال: "دلوني على
أي مكان في العالم مثل غزة تُحاصر وتُدمَّر ويبقى العالم متفرجا".
من جهتها، رأت صحيفة "هآريتس" الإسرائيلية أن تضييق مصر وإسرائيل الخناق على
رقبة حماس بإغلاق جميع المعابر الحدودية وتعطيل جهود إعادة الإعمار يعني أن
الطريق لتجدد الحرب ربما يكون أقصر مما يبدو.
وجاء في مقال للصحيفة، أمس الاثنين، أن الوضع في غزة يزداد سوءا بدرجة كبيرة.
كما أن حكومة نتنياهو التي اتهمها عدد من أعضائها قبل الحرب الأخيرة بالبطء الشديد
في مواجهة إطلاق الصواريخ أصبحت حريصة على أن تبدو أكثر حزما هذه المرة،
فعندما سقط صاروخ في النقب الغربي الجمعة الماضية قامت بإغلاق معبري كرم أبو
سالم وبيت حانون ردا على ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك الإسرائيلي جاء بعد أيام قليلة من قيام مصر باتخاذ
أقوى الإجراءات العقابية على الإطلاق: فبعد مقتل 33 جنديا أغلقت مصر معبر رفح
وبدأت تنفيذ خطة طارئة لإقامة منطقة عازلة بين رفح الفلسطينية والجانب المصري.
وأضافت أن جرافات السيسي تواصل تدمير مئات المنازل على الجانب المصري من
الحدود لإقامة منطقة "معقمة" بعرض مئات الأمتار بهدف جعل حفر أنفاق التهريب
أسفل الحدود أمراً شديد الصعوبة.
واعتبرت أن النتيجة العملية لهذه التطورات هي ذاتها: حصار غزة يزداد سوءا وجهود
إعادة إعمار الدمار الذي خلفته العمليات الإسرائيلية الصيف الماضي توقفت تماما
تقريبا. ولم يتأخر فقط نقل مواد البناء، وإنما أيضاً لم يتحقق أيّ تقدّم على مسار إعادة
فتح المعابر بين غزة وسيناء.
وأضافت "هآريتس": إلى حد ما، فإن هذه التطورات بدأت تحاكي نفس طريقة تطور
الأمور التي قادت إلى حرب الصيف الماضي. وحتى لو أنه من حيث الظاهر لا أحد يرغب
في جولة أخرى من الحرب، فإنه في الوقت الذي تشعر فيه حماس أن الخناق يضيق
عليها سيصبح الطريق إلى حرب جديدة ضد إسرائيل ربما أقصر مما يبدو.
الشروق اون لاين