من فرَّق ساد ولكنه طريق الفساد
قال الصولي في كتاب الوزراء: إن الحدث الذي ارتفع به أمر أحمد بن يوسف هو :
لما قُتل محمد الأمين على يد جيش المأمون الذي بعثه وبقي بحمى أخواله في خراسان وعلى رأس ذلك الجيش - طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين - ،
أمر طاهر بن الحسين الكتَّاب أن يكتبوا بذلك إلى المأمون ، فكانوا يكتبون ويطيلون بالشرح ، فقال طاهر :
أريد أحسن من هذا كله وأوجز ، فوُصِفَ له أحمد بن يوسف فأمر بإحضاره ، فحضر وكتب فقال :
أما بعد فإن المخلوع وإن كان قسيم أمير المؤمنين في النسب واللحمة ،
فقد فرق كتاب الله بينهما في الولاية والحرمة ، فيما قص علينا من نبأ نوح وابنه ، حيث قال تعالى :
(يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)
ولا صلة لأحد في معصية الله ، ولا قطيعة ما كانت في ذات الله ،
وكتب إلى أمير المؤمنين وقد قتل الله المخلوع ورداه رداء النكبة ، ووجهت إلى أمير المؤمنين الدنيا والآخرة ،
أما الدنيا فراس المخلوع ، وأما الآخرة فالبردة والقضيب ،
فالحمد لله الآخذ له ممن خان عهده ، ونكث على عقده ، حتى رد لأمير المؤمنين الألفة ، وأقام به الشريعة ، فرضي طاهر في ذلك وأنفذه ،
وقد تقرَّب إلى المأمون بعد هذا الكتاب حتى نال أحمد بن يوسف ثقة المأمون ، وعلا قدره ، وصار وزيراً في عهده .
ربنا إننا نعوذ بك من الفساد والفتنة بين العباد وأنت أعلم بمن هو كفء وساد ..
منقول