هذه هي 5 وظائف التي ستكون الأعلى دخلا في
المستقبل
حينما كُنا أطفالاً، كان دائماً يُطرح علينا السؤال نفسه: “ماذا تُريد أن تصبح عندما تكبر؟”، وكانت إجابات الصبية الصغار تتلخّص في طيّار، أو ضُابط، أو رُائد فضاء، أما الفتيات، فكانت الإجابات دائماً ما تدور حول مِهنتي الطبيبة، والمُدرِّسة.
طبعاً، هذه الإجابات لا تمنع من وجود بعض الإجابات الطفوليّة البريئة، مثل: “أريد أن أكون عصفوراً”، أو “فراشة”، أو “أريد أن أكون أبي!”.
لكن بعد مرور سنوات قليلة، يكبر الأطفال، وتبدأ مرحلة اختيار المواد التعليميّة التي ستؤهِلهم لدراسة مجال مُعيّن، فتبدأ رغبات الآباء في السيطرة على آراءهم وأحلامهم، وتنحصر الوظائف “الجيّدة” مِن وجهة نظرهم في الطب والهندسة، ومادون ذلك لا يُعوّل عليه.
فيما يلي، نعرض 5 مِن الوظائف الأهم والأعلى دخلاً في المُستقبل، التي رُبّما تنجح في أن يُغيّر الآباء طريقة تفكيرهم قليلاً، ويبدأوا في النظر إلى المُستقبل بعيونٍ مُختلِفةٍ.
1- مُخترِق أخلاقي (Ethical Hacker)
هل توجد وظيفة بهذا الاسم أصلاً؟ نعم. وهي مِن الوظائف التي يُتوقع لها الازدهار في المُستقبل القريب، لكن قبل أن نُحدِّد لكم لماذا، علينا أن نعرف أن ماذا يفعل “المُخترِق الأخلاقي” مِن البداية. العديد مِن الشركات الكبيرة، تقوم بتعيين مُخترِقي حاسب، حتّى يُقدِموا بُكل الطرق على مُحاولة اختراق الأنظمة التكنولوجيّة لديها، فيتخذوا الاحتياطات اللازمة، ويتمكنّوا مِن معرفتها قبل أن يستغلها أي مُخترِق آخر مِن خارج الشركة.
بمتوسِّط دخل سنوي يصل إلى 000,92 دولاراً، يتمكّن أصحاب هذه الوظيفة مِن أن يحظوا بحياةٍ مُستقرةٍ، وهادئة، ما يُقلِّل مِن فرص استغلال مهاراتهم في أعمال اختراق غير قانونية.
لكن على أي حال، مِن الضروري أن تبدأ الشركات في وضع أسس وقوانين صارمة ومُحددة؛ ليتم من خلالها تحديد ما هو أخلاقي، وماهو غير أخلاقي.
2- خبير إحصائي
إذا كانت لديك المهارة في استخدام الأرقام، ولديك المقدرة على توقُّع النتائج بشكلٍ دقيق، ولديك شهادة دراسيّة تُمكِّنك مِن توظيف هذه المهارة بشكلٍ علمي، فأنت، لا شك، مِن أكثر مِن سيكون عليهم طلباً لشغل هذه الوظيفة في المُستقبل.
الخبير الإحصائي يستخدم الرياضيات والإحصاء لمُحاولة حساب وتوقُّع العواقب والأخطار الماليّة التي مِن المُمكِن أن تتعرّض لها شركات التأمين، والبنوك، والشركات الاستشاريّة، والحكومات أيضاً، بعد اتخاذهم لقرارات مُعيّنة.
يجني الخبير الإحصائي ما يُقارب 000,88 دولاراً سنوياً، وبُمعدِّل زيادة في هذا المجال يصل إلى 27% خلال السنوات السبع القادمة، وستصل طلبات توظيفهم لتشمل مجالات لم يعملوا فيها مِن قبل مثل مجال التأمين الصِّحي.
3- اختصاصي أوبِئة
رُبما تكون قرارات الأهل في أن يصبح أبنائهم أطباء صحيحة، ولكن فقط إذا كان اختصاصه سيكون الأوبئة. اختصاصيّو الأوبِئة هُم أول مَن يكتشفون السبب وراء ظهور فيروس أو وباء مُعيّن، وتحوّره مِن شكل إلى آخر، ويعملون على إيجاد الأسباب وراء مُختلف الأمراض والأوبئة، باستخدام تقنيّات، وأساليب تعقيم مُختلفة، وجلسات عصفٌ ذهني عن أفضل العلاجات لاحتواء مرض، أو عدوى في المُستشفيات، وشركات تصنيع الأدوية، ومعامل الأبحاث.
في الخارج، لا يتطلّب العمل في هذا المجال الحصول على شهادة طبيّة، وإنما يكفيك أن تُحصُل على درجة ماجيستير في الصحة العامة، حتى تجني سنوياً ما يُقارِب 220,64 دولار بمُعدّل زيادة في الطلب على هذه الوظيفة يصل إلى 8,35% بحلول العالم 2020.
4- مُهندِس برمجة واجهات
تبدو تسميّة هذه الوظيفة صعبة للغاية، ولكن دعنا نُسهِّلها عليك قليلاً. إذا قُمت بزيارة موقعك المُفضل، وقُمت بالضغط على مُفتاح ما في الصفحة، ستأخذك هذه الضغطة إلى صفحةٍ أُخرى، أليس كذلك؟ هذا بالضبط ما يفعله.
مُهندس برمجة الواجهات، وبخلاف الأكواد وعمليات البرمجة الطويلة التي يقضون فيها أوقاتاً تصل لأيام طويلة، على مُهندِس برمجة الواجهات أن يتمكّن مِن ابتكار أفكار مُختلفة عن أفضل ما سيناسب العميل الذي يقوم بإعداد موقعٍ ما له، وليس فقط كتابة الأكواد.
بحلول العام 2020، تتوقّع الإحصائيات زيادة الطلب على هذه الوظيفة بنسبة أكثر من 22%، وهي نسبة أعلى مِن تلك التي يتوقعها مُبرمجين برامج السوفت وير، بمُرتب سنوي يصل إلى 670,82 دولار.
5- كيميائي طعام
انتشرت في الآونة الأخيرة قنوات الطبخ إعداد الطعام بمُختلِف اللغات على التلفاز، والصفحات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، وهذه الوظيفة محدودة لهؤلاء مِمّن لديهم “موهبة” الطبخ، وقاموا بصقلها عن طريق التجربة، والتعلٌّم، وتناقُل الخبرات.
أما كيميائي الطعام، فالأمر هُنا مُختلِف تماماً؛ لأننا نتحدُّث عن تخصص كامل، ودراسات مُعقِّدة عن كيمياء الطعام، والعناصر العلمية والكيميائيّة التي إن استطعت أن تقوم بها بالضبط، ستحصُل على أفضل كعكة مُعدّة بالمنزل.
ستُصبح هذه الوظيفة مِن أكثر الوظائف انتشاراً في المستقبل القريب، بفضل العديد من الأسباب، أهمها: ظهور حميات غذائيّة جديدة كُل يوم، وتقدُّم التكنولوجيا، وظهور تقنيّات جديدة تُساعد على تغيير شكل الطعام، مثل تقنيّة الطباعة ثُلاثيّة الأبعاد، والتي ستُتيح لنا أن نقوم بإعداد الطعام عن طريق استخدام الحاسب والأجهزة المُبرمجة.
سيصل متوسط عائدها السنوي لما بين 50 و100 ألف دولاراً أميركياً لحاملي الدكتوراة في التخصص!
لا يُمكِن لأي شخص أن يُنكِر أن لهذه الوظائف مُستقبلٌ واعِد، لكن هذا لا يعني أنها الوظائف الوحيدة التي ستكون مُتاحة في المُستقبل؛ لأن الكثير مِن المِهن والوظائف الأخرى لاتزال لأهميّتها أولويّة، حتّى لو لم يتم الإشارة إليها في التقرير أعلاه. ولهذا، يكفي أي شخص أن يُحاول بذل المجهود اللازم في أي وظيفة اختارها، حتّى يترك بها أثراً مُفيداً للبشريّة بأكملها.
المصدر: هافينغتون