قرأتُ على أحد المواقع اللادينية قولهم بأن القرآن الكريم هو من تأليف رجل عاش في القرن السابع الميلادي وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم يستطيعون تأليف نصوص مشابهة لنصوص القرآن ! وقدموا نماذج من نصوص نسجوها من خيالهم، ويسألون أنفسهم ما الفرق بين هذه النصوص وبين القرآن ؟ ...
ولكن الأعجب من ذلك أن أحد قراء هذا المنتدى "اللاديني" قد أعجبته هذه النصوص وقال: إنها تتفوق على القرآن بأسلوبها وبلاغتها ! وما زاد من حيرتي أنه جاءتني رسالة من أخ مؤمن يسألني لماذا تكتب عن إعجاز القرآن وعن وحدانية الله تعالى وهل لديك شك أن الله واحد ؟ وأقول لهذا الأخ ولكل مؤمن لم يقتنع بفكرة "الإعجاز" بعد، أقول لهم: إنني أكتب في الإعجاز ليس لأنني أشك في القرآن، ولكن لأقنع من يشك في هذا القرآن، وما أكثرهم في عصر كهذا.
ولذلك فقد رأيت أن أقدم لهؤلاء الشاكّين بصدق كلام الله تعالى ومن يقول بأن القرآن نص تاريخي، أن أقدم لهم هذا التحدي الإلهي، وأرجو منهم أن يتقبّلوا الحوار والتحدي وأن يستجيبوا لهذه الدعوة ليثبتوا لنا صدق ادعائهم. فهم يقولون إنهم استطاعوا تأليف نصوص تشبه القرآن وتتفوق عليه بيانياً، وقد رأينا محاولة "لقرآن بشري" أسموه "الفرقان الحق"، ولكن لم يقرأه أحد!! والهدف من هذه المحاولة هو إقناع الناس بأن القرآن كتاب عادي يمكن لأي إنسان أن يأتي بمثله.
ونحن بدورنا نقول لهم: سوف نقدم لكم معجزة في عبارة قصيرة تتألف من ثلاثة أحرف ألفبائية! وأتمنى فقط أن تحاولوا تقليد هذه العبارة لتدركوا أن كلام الله غير كلام البشر.
يقول تعالى متحدثاً عن وحدانيته : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد: 19] ، هذه العبارة هي خير ما قاله النبيون ، هكذا أخبرنا سيد البشر عليه الصلاة والسلام ، فمن كان آخر كلامه من الدنيا (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) دخل الجنة ! وهي كلمة التوحيد ، وعليها يقوم الإيمان وهي مفتاح الجنة، فما هي الأسرار وراء هذه العبارة العظيمة؟
لقد بدأت أتدبر هذه العبارة العظيمة ووجدتُ بأن هذه العبارة تتألف من ثلاثة حروف ألفبائية هي «الألف واللام والهاء» ، والعجيب أن اسم (الله) تعالى يتألف أيضاً من ثلاثة أحرف ألفبائية وهي «الألف واللام والهاء»، أي أن حروف (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) هي ذاتها حروف (الله) !!
وهنا تتجلى معجزة لغوية عظيمة، حيث إن الله تعالى اشتق من اسمه (الله) عبارة عظيمة تعبر تماماً عن صفة الله تعالى ووحدانيته فقال: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ).
ولذلك نطرح السؤال على كل من يظن أن باستطاعته أن يأتي بمثل القرآن ونقول له:
هل يمكن لأعظم مؤلف في العالم أن يؤلف عبارة عظيمة مثل (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) يتحدث فيها هذا المؤلف عن نفسه وعن صفاته بدقة بيانية كبيرة، كما تحدث الله تعالى عن نفسه بدقة مذهلة، وتأتي هذه العبارة لتدل دلالة واضحة على صفات هذا المؤلف ، تماماً كما تدل (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) على وحدانية الله تعالى ، ويؤلف هذه العبارة من ثلاثة حروف فقط هي الحروف ذاتها التي يتألف منها اسم هذا المؤلف ؟!
ثم نقول بأن معجزة هذه العبارة لم تنته بعد، فالإعجاز لا يقتصر على الإعجاز البلاغي، إنما هنالك نظام عددي مبهر في حروفها. فلو تأملنا الآية السابقة: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد: 19]. نلاحظ أن رقم هذه الآية هو 19 ، وأن عدد كلماتها هو 19 كلمة أيضاً !! (بحساب واو العطف ككلمه مستقله ، أنظر هنا لمعلومات لإضافيه حول هذا الموضوع) فتأمل هذا التناسق والتطابق العددي المذهل! هل هذا من صنع بشر؟
ولكن السؤال: هل يمكن أن نجد نظاماً مذهلاً لعدد حروف (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) ؟ إذا كان البشر يعجزون عن تنظيم حروف يتحدثون بها عن أنفسهم، فإن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. ولذلك فقد فكرتُ أن أكتب هذه الكلمات الإلهية الرائعة وتحت كل كلمة عدد حروفها:
عبارة التوحيد: لا إله إلا الله
عدد حروف كل كلمة: 2 3 3 4
وقمتُ بقراءة العدد الناتج كما هو دون جمعه أو تغييره بل نقرأه كما هو فيكون العدد الذي يمثل حروف هذه العبارة العظيمة هو: 4332 والسؤال من جديد: إذا كان رقم الآية 19 وعدد كلماتها 19 فهل يمكن أن نجد في حروف هذه العبارة صدى للرقم 19 ؟
لذلك فقد قمتُ بمعالجة العدد الذي يمثل حروف هذه العبارة وهو 4332 بتحليله رقمياً وكانت المفاجأة! فقد وجدتُ بأن هذا العدد يساوي:
4332 = 19 × 19 × 12
ولكن ماذا تعني هذه الأرقام؟ إن الأمر لم يتطلب إلا تفكيراً بسيطاً حتى استنتجت بأن الرقم 19 الأول يشير إلى رقم الآية، والرقم 19 الثاني يشير إلى عدد كلماتها، والرقم 12 هو عدد حروف (لا إله إلا الله) !!!
لنكتب هذه المعادلة مع دلالة كل رقم فيها:
4332 = 19 × 19 × 12
(لا إله إلا الله) رقم الآية ، عدد كلمات الآية ، عدد حروف (لا إله إلا الله)
وكذلك نجد بأن هذه الأعداد الثلاثه (19, 19 و 12) كيفما رتبناها نجدها من مضاعفات العدد سبعه وبالإتجاهين!!
الإحتمال الأول: العدد 121919 من مضاعفات السبعه هو ومعكوسه:
121919 = 7 × 017417
919121 = 7 × 131303
الإحتمال الثاني: العدد 191219 من مضاعفات السبعه هو ومعكوسه:
191219 = 7 × 027317
912191 = 7 × 130313
الإحتمال الثالث: العدد 191912 من مضاعفات السبعه هو ومعكوسه:
191912 = 7 × 027416
219191 = 7 × 031313
ولكن السؤال: ماذا عن حروف اسم (الله) تعالى في عبارة (لا إله إلا الله) ؟ أي هل هنالك علاقة بين حروف (لا إله إلا الله) وبين حروف قائل هذه الكلمات وهو (الله) ؟
لقد أودع الله تعالى في هذه العبارة معجزة عظيمة تدل على أنه هو من أنزلها. لنحلل هذه العبارة من حيث عدد حروفها الألفبائية لنجد:
عدد حروف الألف في (لـا إله إلـا الله) هو 5 أحرف.
عدد حروف اللام في (لـا إله إلـا اللـه) هو 5 أحرف.
عدد حروف الهاء في (لا إله إلا اللـه) هو 2 حرفان.
وبدأتُ أتساءل من جديد: ماذا يمكن أن نرى إذا كتبنا اسم (الله) وأبدلنا كل حرف من حروفه بعدد مرات تكراره في (لا إله إلا الله) ؟ لنفعل ذلك ونكتب حروف اسم (الله) أي الألف واللام واللام والهاء، ونكتب تحت كل كلمة رقماً يعبر عن تكرار هذا الحرف في (لا إله إلا الله) أي نبدل الألف بالرقم 5 ونبدل اللام بالرقم 5 ونبدل الهاء بالرقم 2 :
ا لـــــلــــــه
5 5 5 2
وهنا نحصل على عدد جديد هو 2555 وهذا العدد يساوي:
2555 = 7 × 365
ولكن ماذا يعني الرقم 7 وماذا يعني الرقم 365 ؟ إن الرقم 7 هو عدد أيام الأسبوع، والرقم 365 هو عدد أيام السنة !! وبقي رقم آخر وهو عدد حروف (لا إله إلا الله) وهو 12 حرفاً، والعدد 12 هو عدد أشهر السنة !!
إذن رأينا في هذه العبارة إشارة إلى عدد أيام الأسبوع وعدد أيام السنة وعدد أشهر السنة، فهي عبارة التوحيد لله تعالى أبد الدهر !!
وأخيراً نقول لكل من يظن أن باستطاعته الإتيان بمثل القرآن، أرجو أن تنظر لحروف اسمك وتحاول أن تؤلف عبارة واحدة فقط (وليس قرآناً) تأتي حروفها بهذا التناسب المعجز لغوياً ورقمياً.
ونذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى، بل ونطمئنهم بأنهم لن يستطيعوا ذلك لأن حروف اللغة سوف تقف عاجزة أمام هذا التحدي الإلهي، ولن يجدوا حروفاً تسعفهم في ذلك: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 23-24].
المزيد من المشرف العام ، وسيم مصري :
عجائب القرآن لا تنتهي أبداً فعندما نأخذ عدد تكرار حروف عبارة "لا اله الا الله" (حرف الألف واللام والهاء) ونقوم بمضاعفتها بتكرار الحروف في سورة الفاتحه نحصل على المجموع 230 والذي يساوي 23 × 10. العدد 23 يمثل عدد سنوات نزول القرآن وهنا نتذكر الحديث النبوي الشريف بأن الفاتحه تعدل القرآن كله.
الحرف تكراره بـ "لا اله الا االله" تكراره بسورة الفاتحه
الالف 5 22
اللام 5 22
الهاء 2 5
مجموع حواصل الضرب 230
وكذلك نجد بأن نفس المجموع لسورة الإخلاص "قل هو الله أحد .. " هو 98 ، العدد المساوي لمربع السبعه + مربع السبعه (7² + 7²) والعدد سبعه هو ثابت إعجاز قرآني.
الحرف تكراره بـ "لا اله الا االله" تكراره بسورة الإخلاص
الالف 5 6
اللام 5 12
الهاء 2 4
مجموع حواصل الضرب 98
هذه الظواهر كلها تشهد على التنسيق الرائع والبناء الرياضي المحكم لكتاب الله. للمزيد من الظواهر الرياضيه الرابطه بين سورتي الفاتحه والإخلاص أنظر هنا.
المصادر:
- القرآن الكريم
- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
- ريد فيرس - أفضل باحث للقرآن الكريم على الويب
- الأستاذ عبد الدائم الكحيل
منقول