الكثير مِن الأشخاص يتساءلون عن كيفيّة نصرة النبيّ عليه أفضل الصلاةِ والسلام، فلننصر رسول الله علينا أوّلاً اتّباع هديه وأوامره الكثيرة التي أمرنا بها بعد أمر الله سبحانه وتعالى له، يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ " آل عمران 31 " وهُنا اشارة واضحة لنصرة رسولنا الأمين من خلال اتّباعه والامتثال لأوامره.
طرق نصرة الرسول
هناك الكثير من الطرق لنصرة رسول الله؛ فعندما تمتثل لأوامره وتتبع سنته تنصره وتُظهر الدين الإسلاميّ بأبهى صورة كما هو، واعلم أنك عندما تميط الأذى عن الطريق تكون قد نصرت رسول الله لأنك بهذا امتثلت لأوامره وأبرزت الصورة الحقيقية للدين الإسلاميّ. لا يطلب منك الإسلام في هذه الأوقات أنْ تخرج بفرسِ وسيف وما إلى ذلك، فما يطلبه الآن هو نصرتك الحقيقيّة، فعندما تنصر أخاك تنصر نبيّك، ولديك إشارة واضحة في حديثه صلوات الله عليه حيث قال: " انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا " .
لأنَّ الجزاء من جنس العمل، بنصرتك هذه تُنصر من الله ورسوله. يقول رسول الله في هذا الصدد " الرَّاحمون يَرْحمهم الرحمن ". طرق النصر كثيرة فلا تجزع أيّها المسلم من شيءِ هو زائلُ بنصرك النبيّ العربيّ الأمين، انصره بصلاتك الكثيرة عليه فلا يستغرق منك ذلك شيئًا، وانصره بغضّ بصرك، ومساعدة أخيك المسلم، وانصره بصدقتك؛ فعن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال: " ما نقصت صدقة من مال".
تحدّث أيها المسلم أيضاً عن نبيّك بِكُلّ صدقٍ، وافرح بمقعدك في الجنة لحديثك عن أفضل الخلق وأطهرهم، فلا يتطلّب منك الأمر مجهودًا ذلك لأنّك تنصره بحسب استطاعتك ومقدرتك وبأيّ فعل يمكن أن تجده بسيطًا إلّا أنه كبيرًا بحق رسولنا الأمين وعند الله جلّ وعلا، وإذا كنت مُحبّاً لنبيّك محمّد عليه الصلاة والسلام عليك أيضاً ترك الفاحشة والمعاصي، وعليك أن تساعد والديك وتبرّهما، وأن ترضَى بجميع نعم الله تعالى عليك وتشكره عليها؛ فاتّباعك لجميع ما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام هو نصرة له.
ننوّه إلى أنّ بيان فضل الرسول " صلّى الله عليه وسلّم " ونصرته من أعظم الواجبات التي يجب أن يعمل عليها المسلم والمسلمة جاهدين لتحقيق نصرته بشتّى السبل والوسائل، وقد ذكرنا العديد من هذه الطرق في السابق إلّا أننا يجب أن نعلم أنَّ نُصرة رسولنا الأمين لا تتطلب منك التفكير كثيرًا لأنَّ هذا واجب عليك اتّباعه واتّباع هدي محمد أعظم الخلق، تذكّر قول الله تعالى " وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ، وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" الأنعام 153.
منقول