في مرحلة من المراحل عانت الدول العربية من الضعف والتفكك مما جعل الغرب يتسارعون في تقسيمها بينهم للسيطرة على خيراتها ونهب ثرواتها ، فقامت فرنسا باحتلال مصر فى عام 1798 وحتى عام 1801 ، كما أنها احتلت الجزائر عام 1830 الى عام 1962 ، وفي عام 1831 احتلت فرنسا تونس الى عام 1956 ، ثم احتلت فرنسا وبريطانيا المغرب عام 1912 الى عام 1956 ، إيطاليا احتلت ليبيا عام 1911 الى عام 1951 ، وبناءاً على اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916 احتلت فرنسا لبنان وسوريا عام 1922 الى عام 1945، واحتلت بريطانيا العراق والأردن وفلسطين، حيث استقلت العراق عام1958 واستقلت الأردن عام 1946 ،وانتهى الانتداب البريطانى على فلسطين عام 1948 ، غارساً الدولة الإسرائيلية في قلب فلسطين.
عندما إحتلت فرنسا بلاد الجزائر عام 1830م ، اتبعت سياسات جائرة ضد الجزائر وشعبها شأنها شأن كل المتعمرين منها :
عملت على إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي للجزائر ، و محاولة طمس هوية الجزائريين الوطنية.
كما أنها حاولت القضاء على الدين الإسلامي في الجزائر من خلال السياسة التبشيرية.
كماعملت على فصل اللغة العربية عن الدين الإسلامي، وإحلال اللغة الفرنسية مكانها.
ولكن لم يقبل الشعب الجزائري هذه السياسات الجائرة ورفضها بكل الوسائل والطرق ،و قاموا بمحاربة سياسة التفرقة الطائفية التي اتبعها الإستعمار برفع شعار "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا" الذي أعلنه العالِم والمجاهد الجليل عبد الحميد بن باديس، بهدف تنشئة جيل على تعاليم الإسلام يقود الجهاد ضد الإستعمار.
وبدأت الأمور تتصاعد في الجزائر بعد انهيار فرنسا أمام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، وقيام فرنسا بتجنيد إجباري للجزائرين من أجل المشاركه إلى جانبهم في الحرب العالمية الثانية، مما أدى ذلك إلى تدمير الإنتاج في الجزائر وزيادة الأمور سوءاً ، لذلك طالب الجزائريون بحق تقرير المصير من خلال تقرير رفعوه إلى السلطات الفرنسية ، ولكن السلطات الفرنسيّة رفضت التقرير ، مما أدى إلى رد فعل عنيف من الجزائريين.
في الأول من نوفمبر عام 1954اندلعت ثورة التحرير الجزائرية ضد المستمرين الفرنسيين، وقد بدأت بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزودين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد ، حيث لجأ الجزائريون إلى طريقة حرب العصابات ضد الجيش الفرنسي، وذلك لأنهم لم يكونوا بحجم الجيش الفرنسي ولا مسلّحين بقدر تسليحهم.
واستمرت الثورة برغم صعوبتها مدة سبعة سنوات ونصف ، و انتهت بانتصار المقاومة الجزائرية و إعلان استقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962، وأثمرت الثورة عن سقوط أكثر من مليون ونصف مليون شهيد جزائري ، ولهذا أخذت الجزائر لقب بلد المليون ونصف المليون شهيد في الوطن العربي.
منقول