facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم التاريخ الاسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-10-10, 12:35 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 1.99 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي الحدائق في الإسلام

روعة الحدائق في الإسلام
مجمع بايزيد تركيا"إنَّ منظر الحدائق يبعث في القلب البهجة والنشاط والحيوية، وتَأَمُّل هذه البهجة والجمال الناضر الحيِّ الذي يبعثها - كفيلٌ بإحياء القلوب، وتَدَبُّرَ آثار الإبداع في الحدائق كفيلٌ بتمجيد الصانع الذي أبدع هذا الجمال العجيب، وإن تلوين زهرة واحدة وتنسيقها ليَعْجَز عنه أعظم رجال الفنون من البشر، كما أن تموُّجَ الألوان، وتداخل الخطوط، وتنظيم الوريقات في الزهرة الواحدة ليبدو معجزة تتقاصر دونها عبقرية الفنِّ في القديم والحديث، فضلاً عن معجزة الحياة النامية في الشجر، وهي السرُّ الأكبر الذي يعجز عن فهمه البشر..."[1].


انتشار الحدائق في مدن الإسلام
كان لامتلاء القرآن والسُّنَّة بالصور الباهرة انعكاس ملموس على الحضارة الإسلامية، إذ لم تَخْلُ حاضرة أو مدينة من مدن الإسلام في المشرق ولا المغرب من الحدائق الرائعة، التي تميَّز بها الحسُّ المعماري الإسلامي؛ منها ما كان في الأندلس، وتركيا، والشام، وفارس، ومصر، وسمرقند، والمغرب، وتونس، واليمن، وعُمان، والهند، وغيرها.

رصافة الاندلس

في الأندلس[2]

- قرطبة: أنشأ عبد الرحمن الداخل رحمه الله الرصافة، والتي تُعَدُّ من كبرى الحدائق في الإسلام، وكان قد أنشأها على غرار الرصافة التي كانت بالشام، وأسَّسها جدُّه هشام بن عبد الملك رحمه الله، وقد أتى لها بالنباتات العجيبة من كل بلاد العالم، "نقل إليها غرائب الغروس وأكارم الشجر من كل ناحية، وأودعها ما كان استجلبه يزيد، وسفر رسولاه إلى الشام من النوى المختار والحبوب الغريبة حتى نمت بيمن الجد وحسن التربية في المدة القريبة أشجارًا معتمة، أثمرت بغرائب من الفواكه انتشرت عما قليل بأرض الأندلس، فاعترف بفضلها على أنواعها"[3].

قصر الحمراء- غرناطة[4]: كان يلتف حول سور غرناطة بساتين وحدائق حتى لكأنها سور آخر[5]، هذا في خارج المدينَة. أما القصور، فتعتبر حدائق قصر الحمراء أفضل مثال يمكن أن يقدم لحدائق الحضارة الإسلامية.
منقول

وفي غرناطة كذلك نجد (جنـة العريف) التي أقيمت على سفح ربوة، وصمَّمها المسلمون على هيئة مدرَّجات لا يتعدَّى عرضُ أوسعها ثلاثة عشر مترًا، ولا يزيد عددها على ستَّة مستويات، ويلعب الماء دورًا أساسيًّا فيها؛ إذ ينهمر من أعلى الحديقة من عيون تصبُّ في قنوات تمرُّ عَبْرَ الأشجار، بما يدل دلالةً واضحة على التأثُّر بآية {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} [الواقعة: 31][6].



حديقة اندلسية - غرناطة- وحتى لما انتهى العصر الذهبي لقرطبة وبدأ عصر ملوك الطوائف، تصف إكسبيراثيون سانشيز[7] المشهد عن الحدائق في الأندلس فتقول: "عقب تفسخ الخلافة ونشوء ممالك الطوائف لم يتأخر الحكام الجدد في تقليد عادات الخلفاء المخلوعين، فكثرت تلك الحدائق "التجريبية" في كل قصر من قصور الحكم الجديدة... وكان لكل واحد من تلك البساتين عالم في الفلاحة يشرف عليها[8].





وفي الأندلس كانت الحدائق بعدد البيوت، إذ كان في كل بيت حتى الصغير منها حدائق، ويعترف جيمس دكي[9] حين حديثه عن الدُّور الصغيرة في غرناطة بأنه "مع أن أغلب تلك الدور صغير إلا أن فيها جميعًا مياهًا جارية وزهورًا وورودًا عبقة وشجيراتٍ ووسائلَ راحة كاملة، تبرهن على أن هذه الأرض عندما كانت في يد الموريين (المسلمين) كانت أكثر جمالاً مما هي عليه اليوم"[10].





إسلام بول[11]

مجمع بايزيد - تركيافإذا يمَّمْنَا شطر المشرق الإسلامي الأوسط؛ لنصل إلى حاضرة الخلافة العثمانية، فسنجد أنه بمجرَّد دخول الإسلام إليها أخذت الحدائق في الانتشار في ربوع البلاد، وتميزت الحدائق الأناضولية بأنها كانت تُخطَّط أوَّلاً ثم يُبنى عليها بعد ذلك؛ ولذلك فقد كانت قصور إستانبول تُسَمَّى بـ(الحدائق) على الرغم من وجود القصور داخلها! وكانت هذه الحدائق تُسْتَعْمَل للتسلية، أو الحفلات الرسمية، كما كانت تَطُلُّ غالبًا على ساحل البحر كما في إستانبول.





وقد أُدخلت المسطحات الخضراء على التكوين المعماري للمساجد في عصر الخلافة العثمانية بهدف وقايتها من أخطار الحرائق، مثل مسجد السليمانية بإستانبول؛ فقد جرى التعارُفُ على أن النار تشتعل في المنازل التي كانت تُبنى بالخشب، ثم تمتدُّ منها إلى المساجد المجاورة؛ ممَّا حَدَا بالمعماري (سنان) أن يحيط الجامع وملحقاته بسور خارجي، بينه وبين التكوين الداخلي للمسجد مساحات كبيرة خالية، غُرِسَتْ بها أشجار باسقة، وأنواع من زهور مختلفة؛ تعزل المسجد عن المنازل المجاورة، وتُحَقِّق في الوقت ذاته قيمة جماليَّة رائعة.



حدائق قصر توب كابيوقد كثر في العهد العثماني أن تُزرع الأشجار في صحن المساجد الكبرى، ومن أمثلة تلك المساجد صحن المسجد النبوي الشريف، ومسجد (بايزيد) بتركيا.



وتعْتَبَرُ حدائق قصر (توب كابي) الذي بدأ بناؤه في عهد السلطان (محمد الفاتح)، وكان مَقَرًّا للسلاطين العثمانيين ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجريين (من السادس عشر إلى التاسع عشر الميلاديِّ)، وكان القصر بحدائقه يُغَطِّي مساحة 69 ألف متر مربع، بمحيط خمسة كيلو مترات، وقد خُطِّطت هذه الحدائق فيه على شكل ممرَّات مكشوفة تحيط بالقصر من الشمال والغرب والشرق، وكان فيها حدائق للفاكهة والخضراوات، ومساحة واسعة تُركت للصيد[12].



مصر

حدائق القاهرةوصف ابن سعيد "بركة الحبش" وهي جزء من الفسطاط (العاصمة الأولى لمصر الإسلامية) فقال: "وكانت (يعني بركة الحبش) في ملك أبي بكر محمد بن علي المادرائي وزير آل طولون بجميع ما تشتمل عليه من المزارع والجنائن خلا الجنان التي في شرقيها، وأظنها الجنان المنسوبة إلى وهب بن صدقة وتعرف بالحبش... والحد الشرقي لهذه البركة ينتهي إلى الفضاء الفاصل فيما بينها وبين جنان الحبش... وفي قبلي بركة الحبش جنان قتادة بن قيس بن حبش الصدفي (وهو) شهد فتح مصر، وبه تعرف الجنان والبركة"[13].



وفي عهد خمارويه بن أحمد بن طولون -عصر الدولة الطولونية- يروي المقريزي ما كانت عليه العاصمة المصرية "القطائع" فيقول: "أقبل على قصر أبيه وزاد فيه، وأخذ الميدان الذي كان لأبيه فجعله كله بستانًا، وزرع فيه أنواع الرياحين وأصناف الشجر، ونقل إليه الوادي اللطيف الذي ينال ثمرة القائم، ومنه ما يتناوله الجالس من أصناف خيار النخل، وحمل إليه كل صنف من الشجر المطعم العجيب وأنواع الورود، وزرع فيه الزعفران، وكسا أجسام النخل نحاسًا مذهبًا حسن الصنعة، وجعل بين النحاس وأجساد النخل مزاريب[14] الرصاص، وأجرى فيه الماء المدبر، فكان يخرج من تضاعيف قائم النخل عيون الماء فتنحدر إلى فساقي معمولة، ويفيض منها الماء إلى مجارٍ تسقي البستان، وغرس فيه من الريحان المزروع على نقوش معمولة وكتابات مكتوبة، يتعاهدها البستاني بالمقراض[15] حتى لا تزيد ورقة على ورقة، وزرع فيه النيلوفر[16] الأحمر والأزرق والأصفر...". واستمر المقريزي في وصف تلك البدائع[17].



بغداد

لما بنى أبو جعفر المنصور مدينة بغداد (من 145هـ- 149هـ) ونقل إليها الخلافة العباسية، سمى قصره فيها "الخُلد"، وقال الخطيب البغدادي: "إنما سمى قصر المنصور الخلد تشبيهًا له بجنة الخلد، وما يحويه من كل منظر رائق ومطلب فائق وغرض غريب ومراد عجيب"[18].



وبغداد في عصر العباسيين أعظم مدن الأرض قاطبةً، وهي عاصمة العالم كله حضارة وثقافة وعمارة، وتأتي بعدها مدن كقرطبة والقاهرة والقسطنطينية، ثم تذكر باقي البلاد فيما بعد.



معالم بغداد القديمةيصفها ياقوت الحموي فيقول: "بغداد جنة الأرض، ومدينة السلام، وقبة الإسلام، ومجمع الرافدين، وغرة البلاد، وعين العراق، ودار الخلافة، ومجمع المحاسن والطيبات، ومعدن الظرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات في كل فن، وآحاد الدهر في كل نوع، وكان أبو إسحاق الزجاج يقول: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية"[19].



ويصف القزويني حديقة قصر المقتدر فيقول: "ومن عجائبها دار الشجرة من أبنية المقتدر بالله (282-320هـ)، دار فيحاء ذات بساتين مؤنقة، وإنما سميت بذلك لشجرة كانت هناك من الذهب والفضة في وسط بركة كبيرة أمام أبوابها، ولها من الذهب والفضة ثمانية عشر غصنًا، ولكل غصن فروع كثيرة مكلَّلة بأنواع الجواهر على شكل الثمار. وعلى أغصانها أنواع الطير من الذهب والفضة، إذا هبَّ الهواء سمعت منها الهدير والصفير. وفي جانب الدار عن يمين البركة تمثال خمسة عشر فارسًا، ومثله عن يسار البركة، قد ألبسوا أنواع الحرير المدبَّج مقلَّدِين بالسيوف، وفي أيديهم المطارد يحركون على خط واحد، فيظنّ أن كل واحد قاصد إلى صاحبه"[20].



الهند

حديقة تاج محلبلغت الحدائق الهندية أكبر إنجازاتها في ضريح تاج محل الذي شيدة الإمبراطور شاه جيهان لزوجته تاج محل، فحديقة الضريح الفخمة الواسعة مصمَّمة بأسلوب المحاور الرئيسية والفرعية المعروف باسم "تشار باغ"، ومثلها أيضًا حديقة ضريح "اعتماد" في آجرا، فالضريح يقع في أعلى شرفة في مركز الحديقة المربعة، وفي كل جهة من الجهات الأربع يوجد حوض ماء، أمام واجهات الضريح، وتنقسم الحديقة إلى أربعة أجزاء مزروعة بالمسطحات الخضراء والأشجار.



ونفس التصميم يتكرر في ضريح (همايون) في دلهي، حيث يتوسط الضريح الحديقة، وتنقسم الحديقة بالأحواض والقنوات المائية إلى محاور وقطع مربعة[21].



المغرب

مدينة مراكشوفي عهد الموحدين كانت العاصمة مَرَّاكش أكثر بلاد المغرب جنات وبساتين وأعنابًا وفواكه وجميع الثمرات، وكان من بساتينها: بستان المسرة والصالحية وأنشأهما عبد المؤمن بن علي، والبحائر ومنها البحيرة التي أنشأها يعقوب المنصور والتي طولها 380 ذراعًا، على جانبها الواحد أربعمائة شجرة من النارنج، وبين كل شجرتين شجرة من الليمون أو الريحان[22].



ولم تكن بساتين مَرَّاكش هي الوحيدة بالمغرب، فقد كانت بساتين أخرى بمكناس وفاس والمقرمدة وتازا[23] وسلا وسبتة[24].



ويصف العمري ما كان في سبتة من الحدائق فيقول: "وفي بر العدوة أماكن للفرجة متعددة آخذة هكذا بمجامع القلوب، وأزِمَّة الأبصار، ببلونس متنزهة بظاهر سبتة على البحر في نهاية من حسن الوضع وانحدار المياه التي لها على الصخور دويّ والتفاف الأشجار..."[25].



وفي النهاية فلا تَزِيدُنَا تلك الرحلة الممتعة مع الحدائق في الحضارة الإسلامية إلاَّ يقينًا بعظمة تلك الحضارة، وعظمة ما تركته -إلى اليوم- من معالم للرُّقِيِّ الإنساني والبيئي؛ الأمر الذي يدلُّ دلالةً أكيدة على ذلك الانسجام الكامل بين دين الإسلام وفطرة الإنسان، التي تَسْكُن بطبيعتها إلى اللون الأخضر وتناسق الأشجار والثمار.


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحدائق, الإسلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحدائق في الإسلام
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذا نبي الإسلام ح25 hakimdima قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 0 2016-08-29 12:33 PM
هذا نبي الإسلام ح26 hakimdima قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 0 2016-08-29 12:31 PM
هذا نبي الإسلام hakimdima قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 0 2016-08-29 12:30 PM
أول من بنى المدارس في الإسلام hakimdima قسم ثقف نفسك 0 2016-07-23 10:28 PM
حديقة أشيكاغا,Ashikaga Flower Park,أجمل الحدائق حول العالم nadjofeva قسم عالم الصور والكاريكاتير 8 2014-09-06 06:39 PM


الساعة الآن 01:53 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML