- الـمـفاجـــأه ..
كان (سامى) نائماً فى سريره ، وبجواره كان (وائل) يستذكر دروسه على مكتبه ، وفى الردهه كانت (نسمه) ووالدتها يجلسان فى الردهه ، حيث تسائلت الوالده :
- من هذا الــ .. من...
وفجأه وضعت يدها على بطنها ، ثم أتت بكل ما بجوفها ، وهى تصرخ فى ألم ، فاندفعت (منى) وشقيقها (وائل) للردهه ، فى حين قالت (نسمه) فى قلق :
- أمى .. أمى .
فى نفس الوقت الذى خرج فيه (وائل) من المنزل جرياً ، ثم صعد لمنزل (حامد) الذى استقبله فى دهشه قلقه ، ولم يلبث أن أخبره (وائل) بما حدث لوالدته ، وبعد ثوانى معدوده كان (حامد) الطبيب و(وائل) فى منزل الأخير ، و...
وكانت مفاجأه ..
* * *
كان (محمد وائل) يعمل كعادته أيضاً فى هذا اليوم مع زميله وزميلته ، عندما وقف فى هذه الغرفه الواسعه التى تضم الثلاث مكاتب ، ووقف فى منتصف الحجره (فوزى) رجل الأعمال صاحب الشركه ، وبعد أن انتهى (فوزى) صاحب الشركه من التفتيش السريع ، نظر إليهم وابتسم قائلاً :
- عظيم .. إنكم تؤدوا عملكم على أكمل وجه .
كان فى الواحد والأربعون من عمره ، يمتلك عدة شركات ، ومخلص فى عمله ، إلا أنه يشك فى كل شئ ولا يثق بأحد ، وهذا ما جعله يأتى يفتش الشركه بنفسه ، والتفت ناحيه الباب لكى يخرج ، إلا أن الباب انفتح فجأه فى عنف ، فهتف (فوزى) فى استنكار وغضب وسخط لمقتحم الشركه :
- تباً .. ما هذا ؟! .. كيــف تقتحمين هكذا الشركه ؟! ألا يوجد هنـ ..
قاطعته (نسمه) التى اقتحمت الشركه :
- آسفه .. ولكنى ابنة الموظف (محمد وائل) .
التفت (فوزى) إلى والدها الذى ينظر لها فى دهشه ، ثم قال :
- أحقاً ؟!
تجاهل الوالد السؤال ، وقال فى قلق وتوتر ، و(نسمه) تندفع نحوه :
- ماذا حدث ؟!
نظر إليها (فوزى) فى إعجاب ، وابتسم لجمالها الساحر ، وهى تهتف فى انفعال ومزيج ما بين الدهشه والتسائل والسعاده :
- أمى .
هتف الوالد وكاد قلبه يقع :
- ماذا عنها ؟!
هتفت :
- حامل .
* * *
لم يكن يعلم أحد من الأسره سوى (سامى) و(منى) أن (حامد) الذى يريد الزواج من (نسمه) ، أم الأم فهى تعلم أنه هناك فقط زوج فهى لم تعرف اسمه ، ولقد انصرف (حامد) بعد أن بارك لهم ، ولم يتحدث عن أمر زواجه ، بينما سعدت الوالده بالخبر ، وبدت أنها لم تكن تتوقع هذا ، أو أنها كذلك بالفعل ، وهى فى الردهه وسط (سامى) و(فتحى) و(وائل) و(منى) و(نسمه) وزوجها (محمد زويل) ، وابتسمت الأم ، و(سامى) يقول بعد أن لم يعد يشعر بألم :
- كم أنا سعيد يا أماه .. لماذا لم تخبرينا مسبقاً ؟
ابتسمت الأم فى خجل ، بينما أضافت (منى) :
- أم أنكى تفاجئتى ؟!
كانت الوالده فى الثانى والأربعون من عمرها ، وكانت حامل فى الشهر الثالث ، ونست أمر زوج (نسمه) التى لم تعرفه بعد ، وقررا (نسمه) و(حامد) ألا يذكرا هذا الأمر إلا بعد عدة أيام ، وفى اليوم المقبل ، كانت الأسره كعادتها فى أماكنها المختلفه ..
كتبت (نسمه) مذكرات حياتها التى تحرص على كتابتها ، ثم نهضت تعتنى بالمنزل ، بينما أخذت (منى) تستذكر دروسها ، وكذلك (وائل) ، بينما ذهب (سامى) الجامعه صباحاً وأخذ يبحث عن (سلمى) التى لم يجد لها أثر ، وبعده ذهب (فتحى) الجامعه بعده بساعتين ، وذهب الوالد للعمل ..
وهناك فى الجامعه بحث (سامى) عن (سلمى) دون أن يجد لها أثر ، فققر أن يصل لها أثناء المحاضره ، وبعد انتهاء المحاضره وفى المخرج من القاعه أخذت عينا (سامى) تفحص كل الوجوه بحثاً عن (سلمى) ..
لا ليست هذه ..
ولا هذه ..
ولا هذه ..
أين (سلمى) ؟!
أين هى ؟!
لماذا تركته ؟!
خشى أن يكون حدث لها مكروه ، فاقترب من صديقتها المقربه (ساميه) ، وقال :
- (ساميه) .. معذره .. ألم ترى (سلمى) ؟!
نظرت له فى ازدراء ، وتركته دون أن تتحدث فجرى خلفها واستوقفها قائلاً :
- ماذا ؟! .. ماذا حدث ؟!
هتفت به فى غضب واحتقار :
- ألا يكفيك أن سوئت سمعتها ؟! .. ألا يكفيك خداعها طوال عام كامل وفى النهايه تصطنع هذه الإشاعه ؟!
نظر إليها فى دهشه ، وقال :
- أنا خدعتها ؟! .. ماذا حدث ؟! .. ماذا حدث أمس أثناء مرضى ؟!
أدركت أنه كان مخادع بالفعل ، عندما وجدته يكذب وهى تظن أنه كان بالاسكندريه ، فهتفت به :
- أيها الكاذب .. لقد كنت بالاسكندريه أمس .
قاطعها فى دهشه أكثر :
- ماذا تقولين ؟! .. لقد كنت مريض .. ماذا يجرى هنا ؟!
وفى نفس الأثناء كانت (وفاء) تتحدث مع (فتحى) الذى ابتسم لها فى ظفر ، وقال :
- الآن اكتمل انتصارى .. (سلمى) لم تأتى اليوم الجامعه .. وربما غداً أيضاً .. ولن تتحدث معه ابداً .. وأصبحت سمعتها سيئه .
نظرت إليه فى دهشه ، ثم قالت :
- عجباً .. ألست تحبها ؟!
اومأ ، وهتف فى غضب :
- ولكنها لا تحبنى وفضلت (سامى) عنى .. ولم أكن اهدأ ابداً لو لم تنتهى هذه العلاقه لأستعيد ثقتى بنفسى .
اومأت فى لامبالاه ، وغمغمت :
- هذا شأنك .. كل ما يهمنى هو ..
واقتربت منه ، وقالت فى عمق :
- المال .. حقى .
قال فى ارتباك :
- هذا صحيح .. ألم تحصلى على نصف حقك اليوم من المال الذى طلبتيه .
قالت (وفاء) فى دهاء :
- والباقى ؟!
أجابها :
- عندما تنتهى العلاقه تماماً .. لا تنسى أن (سامى) سيحاول إعادة العلاقه وربما تصدقه .
هزت رأسها نفياً وقالت :
- لا .. لن يحدث هذا .. ثم أننى لن أكف عن المحاوله أكثر فى انهاء العلاقه .
قالتها وعادت تبتسم فى دهاء ومكر ..
وخبث ..
وأخذت ابتسامتها تتسع وتتسع ..
ابتسامه أفعى ..
* * *
دخل (محمد وائل) المنزل هذا اليوم عند انتهاءه من العمل ، وبالداخل استقبله الجميع ..
ومرت دقائق من الدعابات وجو الألفه بين الأسره ، ونسى (فتحى) تماماً ما يفعله بـ(سامى) ، ولم يتذكر سوى أن الأخير شقيقه ، وأنهم أسره مترابطه متماسكه ، واخيراً وهم يشاهدوا فلم جميل على شاشة التلفاز ، وأخذوا يضحكون ، وقال الوالد (محمد وائل) :
- ما رأيكم أن تكون الفرحه فرحتين .. الفرحه الأولى أن والدتكم حامل أم الثانيه ...
قالها ونظر إليه الجميع فى لهفه ، وأخذ هو ينظر لـ(نسمه) وابتسامته الأبويه تزاداد اتساعاً وهو يقول :
- زواج (نسمه) .
تذكرت الأم موضوع (نسمه) وزوجها التى لا تعلم اسمه حتى هذه اللحظه ، وتذكر (سامى) (حامد) عندما تحدث عنه عن هذا الأمر ، وتذكرت (منى) (حامد) عندما أخبرتها (نسمه) بأمره ، بينما ظل (فتحى) و(وائل) مترقبين ، وصــــورة (حامد) فى خيال (نسمه) تكبر وتكبر وهى تفكر ..
حتماً تحدث (حامد) معه ، ووافق والدها ..
ياللسعاده التى تشعر بها !!!
وابتسمت (نسمه) فى حياء ، وهتفت فى فرحه :
- أحقاً يا أبى ؟!
اومأ الأب مبتسماً ، وقال :
- نعم يا بنيتى .. والمفاجأه الشخص الذى يريد طلب يدك منى .. لقد أحبك منذ أن رأكى كما أخبرنى .. إنه (فوزى) .. رجل الأعمال الثرى الذى يمتلك الشركه التى أعمل بها .
وكانت مفاجأه ..
ويا لها من مفاجأه ..
* * *
يتبع........
انا انتظر ردودكم ايمان انت لازم تكتبي 5 ردود وحدك باش نكمل لوووووووول