|
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#31 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الثلاثون
عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها )) . حديث حسن . رواه الدارقطني وغيره. المفردات : فرض : أوجب وألزم . فرائض : وهي ما فرض الله على عباده ، وألزمهم القيام به . فلا تضيعوها : بالترك أو التهاون فيها حتى يخرج وقتها ، بل قوموا بها كما فرض عليكم . وحد حدودا : وهي جملة ما أذن الله في فعله ، سواء كان على طريق الوجوب أو الندب أو الإباحة . فلا تعتدوها : فلا تجاوزوا ما حد لكم بمخالفة المأمور وارتكاب المحظور. فلا تنتهكوها : لا تتناولوها ولا تقربوها . وسكت عن أشياء : فلم يحكم فيها بوجوب ولا حل ولا حرمة . رحمة لكم : بعدم تحريمها حتى يعاقب على فعلها ، وعدم إيجابها حتى يعاقب على تركها . غير نسيان : لأحكامها _ لا يضل ربي ولا ينسى . فلا تبحثوا عنها : لا تفتشوا عنها ، لأن ذلك ربما يفضي إلى التكليف الشاق . يستفاد منه : تقسيم أحكام الدين إلى أربعة أقسام : فرائض حقها ألا تضيع ، ومحارم حقها أن لا تقرب ، وحدود حقها عدم مجاوزتها ، ومسكوت عنه حقه ألا يبحث عنه ، وهذا يجمع أحكام الدين كلها ، ومن عمل به حاز الثواب وأمن العقاب ، ولهذا قال بعض العلماء : ليس في الأحاديث حديث واحد أجمع بانفراده لأصول الدين وفروعه من هذا الحديث . |
![]() |
![]() |
![]() |
#32 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الحادي والثلاثون
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، فقال : (( ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس )) . حديث حسن ، رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة . المفردات : دلني : أرشدني . ازهد في الدنيا : اقتصر على قدر الضرورة منها . يحبك الله : لإعراضك عما أمر بالإعراض عنه . وازهد فيما عند الناس :من الدنيا . يحبك الناس : لأن قلوبهم مجبولة على حب الدنيا ، ومن نازع إنسانا في محبوبه كرهه و قلاه ، ومن لم يعارضه فيه أحبه . يستفاد منه : 1-أن الزهد في الدنيا من أسباب محبة الله تعالى لعبده ، ومحبة الناس له . 2-أنه لا بأس بالسعي فيما تكتسب به محبة العباد مما ليس بمحرم ، بل هو مندوب إليه ، كما يدل عليه الأمر بإفشاء السلام ، وغير ذلك من جوالب المحبة التي أمر بها الشارع . |
![]() |
![]() |
![]() |
#33 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الثاني والثلاثون
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( لا ضرر ولا ضرار )) حديث حسن . رواه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما مسندا ، ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم _ فأسقط أبا سعيد ، وله طرق بقوي بعضها بعضا . المفردات : لا ضرر: لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئا من حقه . ولا ضرار : لا يجازي من ضره بأكثر من المقابلة بالمثل ، والانتصار بالحق . وفي تفسير (لا ضرر ولا ضرار ) أقوال غير هذا لا نطيل بذكرها . يستفاد منه : 1-أن الضرر يزال ، وينبني على ذلك كثير من أبواب الفقه ، كالرد بالعيب ، وغيره مما يدخل تحت هذه القاعدة المأخوذة من الحديث . 2-منع التصرف في ملك الإنسان بما يتعدى ضرره إلى الغير على غير الوجه المعتاد ، مثل أن يؤجج في أرضه نارا في يوم عاصف فيحترق ما يليه ، فإنه متعد بذلك وعليك الضمان . 3-النهي عن المجازاة بأكثر من المثل . 4-أن ما أمر الله به عباده هو عين صلاح دينهم ، ودنياهم . وما نهاهم عنه هو عين فساد دينهم ، ودنياهم ، ولم يأمرهم بشيء يضرهم ، ولذلك أسقط الطهارة بالماء عن المريض ، وأسقط المطالبة بالدين عند إعسار المدين إلى الميسرة ، إلى غير ذلك مما يدل على أن شريعتنا سمحة . |
![]() |
![]() |
![]() |
#34 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الثالث والثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ، لكن البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر )) حديث حسن ، رواه البيهقي وغيره هكذا ، وبعضه في الصحيحين . المفردات : بدعواهم : بمجرد إخبارهم عن لزوم حق لهم على آخرين عند حاكم ، لا ادعى رجال خصوا بالذكر لأن ذلك من شأنهم غالبا . دماء رجال وأموالهم : فلا يتمكن المدعى عليه من صون دمه وماله . المدعى : هو من يذكر أمرا خفيا يخالف الظاهر . واليمين على من أنكر : لأن الأصل براءة ذمته ، مما طلب منه وهو متمسك به . يستفاد منه : 1-أنه لا يحكم لأحد بمجرد دعواه . 2-أنه لا يجوز الحكم إلا بما رتبه الشرع ، وإن غلب على الظن صدق المدعى . 3-أن اليمين على المدعى عليه مطلقا |
![]() |
![]() |
![]() |
#35 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الرابع والثلاثون
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )).رواه مسلم . المفردات : رأى : علم . منكم : معشر المسلمين المكلفين . منكرا : شيئا قبحه الشرع فعلا وقولا ، ولو صغيرا. فليغيره : فليزله . بيده : حيث كان مما يزال بها ، ككسر آلة لهو ، وآنية خمر . فإن لم يستطع : الإنكار بيده ، لكون فاعله أقوى منه ، ويلحقه الضرر بالتغيير باليد . فبلسانه : بالقول : كالتذكير ، أو بالتوبيخ . فإن لم يستطع : ذلك بلسانه لوجود ما نع ، كخوف فتنة ، أو خوف على نفس ، أو نحو ذلك . فبقلبه : ينكره وجوبا بأن يكرهه به ، ويعزم أنه لو قدر يقول ، أو فعل لقال وفعل . وذلك : الإنكار بالقلب . أضعف الإيمان : أقله ثمرة . يستفاد منه : 1-وجوب تغيير المنكر بكل ما أمكنه مما ذكر ، فلا يكفي الوعظ لمن تمكنه إزالته بيده ، ولا القلب لمن تمكنه إزالته باللسان . 2-أن الإنكار إنما يتعلق بتحقيق الشيء ، وليس على الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر اقتحام الدور بالظنون ، إلا إذا أخبره من يثق بقوله : أن رجلا خلا برجل ليقتله ، أو بامرأة ليزني بها ، أو نحو ذلك مما لا يتدارك ، فإنه يجب عليه البحث خوف الفوات . 3-أن من قدر على خصلة من خصال الإيمان ، وفعلها أفضل ممن تركها عجزا ، كما يدل عليه أيضا قوله صلى الله عليه وسلم في النساء : أما نقصان دينها فإنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي ، فدل على أن من قدر على الواجب وفعله أولى ، وأفضل ممن تركه عجزا ، أو معذورا . 4-أن عدم إنكار المنكر بالقلب دليل على ذهاب الإيمان منه ، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله ع نه : (( هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر )) |
![]() |
![]() |
![]() |
#36 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الخامس والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ولا تباغضوا ،ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره . التقوى ههنا _ ويشير إلى صدره ثلاث مرات _ بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه )) . رواه مسلم المفردات : لا تحاسدوا : لا يحسد بعضكم بعضا . ولا تناجشوا : لا يزد بعضكم في ثمن سلعة لا يريد شراءها . ليخدع بذلك غيره ممن يرغب فيها . ولا تباغضوا : لا تتعاطوا أسباب التباغض . ولا تدابروا : لا يعط أحد منكم أخاه دبره حين يلقاه مقاطعة له . ولا يبع بعضكم على بيع بعض : بأن يقول لمن اشترى سلعة في مدة الخيار : افسخ هذا البيع ، وأنا أبيعك مثله بأرخص منه ثمنه ، أو أجود منه بثمنه . أو يكون المتبايعان قد تقرر الثمن بينهما وتراضيا ، ولم يبق إلا العقد فيزيد عليه ، أو يعطيه بأنقص ، وهذا بعد استقرار الثمن ، أما قبل الرضا فليس بحرام . وكونوا عباد الله أخوانا : كالتعليل لما تقدم ، أي تعاملوا معاملة الأخوة في المودة ، والرفق والشفقة والملاطفة ، والتعاون في الخير ، ونحو ذلك مع صفاء القلوب . المسلم أخو المسلم : لأنه يجمعهما دين واحد ، قال تعالى : (( إنما المؤمنون أخوة )) . لا يظلمه : لا يدخل عليه ضررا في نفسه ، أو دينه ، أو عرضه ، أو ماله بغير إذن شرعي . ولا يخذله : لا يترك نصرته المشروعة ، لأن من حق حقوق أخوة الإسلام : التناصر . ولا يكذبه : بفتح ياء المضارعة ، وتخفيف الذال المكسورة على الأشهر ، ويجوز ضم أوله وإسكان ثانية _ لا يخبره بأمر خلاف الواقع . ولا يحقره : بالحاء المهملة والقاف _ لا يستصغر شأنه ويضع من قدره ، لأن الله لما خلقه لم يحقره بل رفعه وخاطبه وكلفه . التقوى : اجتناب عذاب الله بفعل المأمور ،و ترك المحظور . بحسب امريء من الشر : يكفيه من الشر . عرضه : حسبه ، وهو مفاخره ومفاخر آبائه ، وقد يراد به النفس . يستفاد منه : 1- تحريم الحسد ،والتباغض ، و التدابر ، وبيع البعض على بيع البعض . 2- النهي عن أذية المسلم بأي وجه من الوجوه من قول أو فعل . 3- النهي عن الأهواء المضلة ، لأنها توجب التباغض . 4- الأمر باكتساب ما يصير به المسلمون إخوانا على الإطلاق ، ويدخل في ذلك أداء حقوق المسلم على المسلم : كر د السلام ، وابتدائه ، وتشميت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، والنصح . 5- تحريم الظلم . 6- أن من حقوق المسلم على المسلم نصره إذا احتاج إليه ، سواء كان ذلك الأمر دنيويا مثل أن يقدر على دفع عدو يريد أن يبطش به ، فيجب عليه دفعه ، أو دينيا مثل أن يقدر على نصحه عن غيه بنحو وعظ فيجب عليه حينئذ النصح ، وتركه هو الخذلان المحرم . 7- التحذير من تحقير المسلم ، فإن الله لم يحقره إذ خلقه ، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض ، وسماه مسلما ، ومؤمنا ، وعبدا ، وجعل الرسول منه إليه محمدا صلى الله عليه وسلم . فمن حقر مسلما من المسلمين فقد حقر ما عظمه الله تعالى . 8- إن عمدة التقوى ما في القلب من عظمة الله ، وخشيته ومراقبته ، ولا اعتبار بمجر د الأعمال الصالحة بدون ذلك . 9- تحريم دماء المسلمين ، وأموالهم وأعراضهم . |
![]() |
![]() |
![]() |
#37 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث السادس والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من نفس عن مؤمن كربة ن كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) رواه مسلم بهذا اللفظ . المفردات : نفس : أزال وفرج . كربة : شدة عظيمة ، وهي ما أهم النفس ، وغم القلب . ومن يسر على معسر : بإنظاره إلى الميسرة ، أو بإعطائه ما يزول به إعساره ،أو بالوضع عنه إن كان غريما . يسر الله عليه : أموره ومطالبه . ومن ستر مسلما : لم يعرف بأذى ، أو فساد ، بأن علم منه وقوع معصية فيما مضى ، لم يخبر بها أحدا . ستره الله في الدنيا والآخرة : بألا يعاقبه على ما فرط منه . من سلك طريقا : بالمشي بالأقدام إلى مجالس العلم ، ويتناول أيضا الطريق المعنوي : كالحفظ والمذاكرة والمطالعة والتفهم . يلتمس : يطلب . علما : شرعيا ، قاصدا به وجه الله تعالى. سهل الله له طريقا إلى الجنة : بتيسير ذلك العلم الذي طلبه والعمل بمقتضاه أو علوم أخرى توصله إلى الجنة ، ويحتمل أن يراد به تسهيل طريق الجنة الحسي يوم القيامة وهو الصراط . من بيوت الله : المساجد . السكينة : الطمأنينة والوقار . غشيتهم الرحمة : شملتهم من كل جهة . حفتهم الملائكة : أحاطت بهم بحيث لا يدعون للشيطان فرجة يتوصل منها للذاكرين . وذكرهم الله : أثنى عليهم . فيمن عنده : من الملائكة . بطأ : قصر ، لفقد بعض شروط الصحة أو الكمال . لم يسرع به نسبه : لم يلحقه برتب أصحاب الأعمال الكاملة : لأن المسارعة إلى السعادة بالأعمال لا بالأحساب . يستفاد منه : 1- فضل قضاء حاجات المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم . أو جاه أو مال ، أو إشارة ، أو نصح ، أو دلالة على خير ، أو إعانة بنفسه ، أو بوساطته ، أو الدعاء بظهر الغيب . 2- الترغيب في التيسير على المعسر . والأحاديث في فضل ذلك كثيرة ، منها خبر مسلم : (( من سره أن ينجيه الله تعالى من كرب يوم القيامة ، فليقض عن معسر أو يضع عنه )) . 3- الترغيب في ستر المسلم الذي لم يكن معروفا بالفساد أما المعروف الذي لا يبالي ما ارتكب منه ، ولا بما قيل له ، فلا يستر عليه ، بل ترفع قضيته إلى ولي الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة ، لأن الستر على ذلك يطغيه في الفساد وانتهاك الحرمات ، ويجزيء غيره على مثل فعله . وهذا كله إنما هو في معصية انقضت ، أما التي رآه عليها وهو بعد متلبس بها فتجب المبادرة بإنكارها ، ومنعه منها على من قدر على ذلك، ولا يحل له التأخير ، فإن عجز لزمه رفع ذلك إلى ولي الأمر إذا لم تترتب على ذلك مفسدة. 4- أن العبد إذا عزم على معاونة أخيه فينبغي له أن لا يجبن عن إنفاذ قوله وصدعه بالحق ، إيمانا بأن الله تعالى في عونه . 5- فضل الاشتغال بطلب العلم . 6- الحث على الاجتماع على تلاوة القرآن في المساجد . 7- أن الجزاء إنما رتبه الله على الأعمال لا على الأنساب . 8- أن الجزاء تارة يكون من جنس الفعل . |
![]() |
![]() |
![]() |
#38 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث السابع والثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : (( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة )) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف . المفردات : تبارك : تعاظم . وتعالى : تنزه عما لا يليق بكماله . كتب الحسنات والسيئات : قدرهما في علمه على وفق الواقع . بين ذلك : للكتبة من الملائكة . كتبها الله : للذي هم بها ، أي أمر الحفظة بكتابتها . حسنة كاملة : لا نقص فيها ، وإن نشأت عن مجرد الهم . ضعف : بكسر الضاد مثل وقيل مثلين . إلى أضعاف كثيرة : بحسب الزيادة في الإخلاص وصدق العزم ، وحضور القلب ، وتعدى النفع . سيئة واحدة :تفضلا منه سبحانه ، حيث لم يأخذ عبده بمجرد الهم في جانب السيئة ، ولم يضاعفها عليه بعد وقوعها . يستفاد منه : 1-بيان فضل الله العظيم على هذه الأمة ، إذ لو ما ذكر في الحديث لعظمت المصيبة ، لأن عمل العباد للسيئات أكثر . 2-أن الحفظة يكتبون أعمال القلوب ، خلافا لمن قال إنهم لا يكتبون إلا ألأعمال الظاهرة . 3-أن الهم بالحسنة يكتب حسنة كاملة . 4-أن من هم بالحسنة فعلمها كتبها الله عنده عشر حسنات ، إلا أن يشاء الزيادة على ذلك . 5-أن الهم بالسيئة من غير عمل يكتب حسنة ، لكن الترك الذي يثاب عليه هو الترك مع القدرة لوجه الله عز وجل ، لما في بعض روايات هذا الحديث ((......إ،ما تركها من جرائى )). 6-أن السيئة تكتب بمثلها من غير مضاعفة ولا ينافي ذلك أنها تعظم بشرف الزمان والمكان ، أو قوة معرفة الفاعل لله وقربه منه . 7-أن التضعف لا يتقيد بسبعمائة . |
![]() |
![]() |
![]() |
#39 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الثامن والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى قال :من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )). رواه البخاري . المفردات : عادى : من المعاداة ضد الموالاة ، وفي رواية : (( من أهان )) وليا : وهو العالم به ، المواظب على طاعته ، المخلص في عبادته . آذنته بالحرب : أعلمته بأني محارب له . عبدي : هذه الإضافة للتشريف . يتقرب إلي : يطلب القرب مني ، وفي رواية : (( يتحبب إلى )) بالنوافل : التطوعات من جميع أصناف العبادات . كنت سمعه إلخ : المراد بهذا حفظ هذه المذكورات من أن تستعمل في معصية ، فلا يسمع ما لم يأذن له الشرع بسماعه ، ولا يبصر ما لم يأذن له في إبصاره ، ولا يمد يده إلى شيء لم يأذن له في مدها إليه ، ولا يسعى إلا فيما أذن الشرع في السعي إليه . لأعطينه : ما سأل . ولئن استعادني : بنون الوقاية وروي بباء موحدة تحتية , والأول أشهر . لأعيذنه : مما يخاف . يستفاد منه : 1-أن الله سبحانه وتعالى قدم الإعذار إلى كل من عادى وليا أنه قد آذنه بأنه محاربه بنفس المعاداة . ولا يدخل في ذلك ما تقتضيه الأحوال في بعض المرات من النزاع بين وليين لله تعلى في محاكمة أو خصومة راجعة لاستخراج حق غامض ، فإن هذا قد وقع بين كثير من أولياء الله عز وجل . 2-أن أداء الفرائض هو أحب الأعمال إلى الله تعالى ، وذلك لما فيها من إظهار عظمة الربوبية ، وذل العبودية . 3-أن النافلة إنما تقبل إذا أديت الفريضة ، لأنها لا تسمى نافلة إلا إذا قضيت الفريضة . 4-أن أولياء الله تعالى هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه ، فظهر بذلك بطلان دعوى أن هناك طريقا إلى الولاية غير التقرب إلى الله تعالى بطاعاته التي شرعها . 5-أن من أتى بما وجب عليه ، وتقرب بالنوافل وفقه الله بحيث لا يسمع ما لم يأذن به الشرع ، ولا يبصر ما لم يأذن له في إبصاره ، ولا يمد يده إلى شيء لم يأذن له الشرع في مدها إليه ، ولا يسعى إلا فيما أذن له في السعي إليه . وهذا هو المراد بقوله : (( كنت سمعه إلخ )) لا ما يذكره الاتحادية و الحلولية . تعالى الله عن قولهم . 6-أن من كان بالمنزلة المذكورة صار مجاب الدعوة . 7-أن العبد ولو بلغ أعلى الدرجات لا ينقطع عن الطلب من ربه لما في ذلك من الخضوع له ، وإظهار العبودية . |
![]() |
![]() |
![]() |
#40 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث التاسع والثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله تجاوز لي عن أمتي : الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )) حديث حسن رواه بان ماجه ، والبيهقي وغيرهما . المفردات : تجاوز : رفع . عن أمتي : أمة الإجابة . الخطأ : وهو أن يقصد بفعله شيئا فيصادف غير ما قصد . والنسيان : بكسر النون _ ضد الذكر . استكرهوا عليه : حملوا عليه قهرا . يستفاد منه : رفع الإثم عن المخطىء والناسي والمستكره ، وأما الحكم فغير مرفوع ، فلو أتلف شيئا خطأ ، أو ضاعت منه الوديعة نسيانا ضمن ، ويستثنى من الإكراه : الزنى والقتل فلا يباحان بالإكراه ، ويستثنى من النسيان : ما تعاطى الإنسان سببه ، فإنه يأثم بفعله لتقصيره . |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ملخص وحدة التحولات النووية | سيف الدين | ركن شعبة العلوم التجريبية | 2 | 2014-11-06 09:38 PM |
بحث حول التجارب النووية و آثارها و تجارب رقان و مخلفاتها | number47 | قسم البحوث | 0 | 2014-10-26 09:54 PM |
مخلص الوحدة الثانية في مادة الفيزياء التحولات النووية باكالوريا | Man Of Chemistry | قسم تحضير شهادة الباكالوريا BAC 2017 | 0 | 2014-03-16 11:16 PM |
وثائقي حول الغواصات النووية | سيف الدين | قسم الأفلام الوثائقية | 0 | 2014-03-11 06:20 PM |
تمارين حول التحولات النووية للسنة الثالثة ثانوي | مسك الختام | ركن شعبة العلوم التجريبية | 1 | 2013-07-29 05:46 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |