19 أغسطس 2013
موسكو 2013: ميداليتان “يتيمتان” حصيلة العرب
حصدت العاب القوى العربية ثاني أسوأ حصة لها في تاريخ مشاركاتها في بطولات العالم باكتفائها بميداليتين يتيمتين في النسخة الرابعة عشرة التي اختتمت الاحد في موسكو, الاولى فضية عبر النجم القطري الصاعد معتز عيسى برشم في مسابقة الوثب العالي, والثانية برونزية بواسطة الجيبوتي الواعد عين الله سليمان في سباق 800 م.
وكانت أسوأ غلة عربية في النسخة الاولى في هلسنكي عندما اقتصرت على برونزية سباق 1500 م بواسطة المغربي سعيد عويطة.
ورفع الرياضيون العرب رصيدهم الى 59 ميدالية في مختلف المعادن منذ انطلاق بطولة العالم الاولى في هلسنكي عام 1983
. والميداليات ال59 هي 25 ذهبية و18 فضية و16 برونزية موزعة على المغرب (27) والجزائر (9) والبحرين (7) وقطر (5) وجيبوتي (3) وسوريا (2) وتونس (2) والصومال (2) والسعودية (1) والسودان (1). وكان العرب جمعوا رقما قياسيا من الميداليات (8) في غوتبورغ 1995 (3 ذهبيات و3 فضيات وبرونزيتان). وكانت الاغلة الاثمن في هلسنكي عام 2005 عندما حصد العرب 6 ميداليات بينها 4 ذهبيات وفضيتان, ثم 6 ميداليات في طوكيو 1991 (2 ذهبية و1 فضية و3 برونزية) والامر ذاته في اشبيلية 1999 (ذهبيتان وفضيتان وثلاث برونزيات).
تراجع مغاربي مخيف لكن شتان بين العصر الذهبي للعرب في النسخ السابقة الذكر والنسختين الاخيرتين اللتين خرجت منهما ام الالعاب العربية بميداليتين يتيمتين (فضيتان في دايغو 2011 عبر السوداني ابو بكر كاكي في 800 م والتونسية حبيبة لغريبي في سباق 3 الاف م).
وتبقى خيبة الامل الابرز لالعاب القوى المغاربية الممثلة في المغرب صاحب حصة الاسد في البطولات العالمية منذ عام 1983 حيث جمع 27 ميدالية بينها 10 ذهبيات و11 فضية و6 برونزية, وجارته الجزائر صاحبة 9 ميداليات بينها 6 ذهبية و3 برونزية. ولطالما اسعد ابطال وبطلات المغرب والجزائر الملايين من عشاق هذه الرياضة في العرس العالمي ليس في العالم العربي فقط بل في العالم بأسره بأسماء رنانة من طينة سعيد عويطة وهشام الكروج ونزهة بدوان وصلاح حيسو ونور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة وجابر سعيد القرني, لكن الامور اختلفت كليا ولم تعد هناك رهبة وخوف من عدائي هذين البلدين خصوصا في المسافات المتوسطة والطويلة.
وخرج المغرب للمرة الثالثة على التوالي خالي الوفاض وفشل جميع ممثليه في فك النحس الذي يلازمهم منذ فضية حسناء بنحسي في سباق 800 م في اوساكا, فيما واصلت الجزائر غيابها عن منصات التتويج في البطولات العالمية منذ عام 2003 عندما نال سعيد جابر القرني ذهبية سباق 800 م في نسخة باريس.
وهي المرة الرابعة التي يخرج فيها المغرب خالي الوفاض في تاريخ مشاركاته في البطولة العالمية بعد الاولى في شتوتغارت عام 1993, والثانية في برلين عندما تلطخت سمعته بحالتي منشطات بعدما ثبت تناول العداء جمال الشطبي لمادة منشطة محظورة هي “كلينبوتيرول”, والعداءة مريم العلوي السلسولي لمادة “الإرتروبوتين”, والثالثة في دايغو قبل عامين.
وشارك المغرب ب19 عداء وعداءة في نسخة موسكو نجح منهم 3 فقط في بلوغ الدور النهائي هم محمد موستاوي وسهام الهلالي (1500 م) وسليمة الوالي العلمي (3 الاف م موانع), فحل الاول تاسعا والثانية ف يالمركز الاخير والثالثة في المركز الحادي عشر, فيما لم يكمل حفيظ الشاني ومحمد بلال سباق الماراتون.
وعزا العديد من العدائين والعداءات عدم تحقيق النتائج الجيدة الى المشاكل التي يعانون منها مع الاتحاد المحلي بالاضافة الى التهميش والاستبعاد من قائمة المنتخب الوطني. وتساءل موستاوي في تصريح لوكالة فرانس برس: “كيف يمكن لعداء او عداءة تحقيق نتائج جيدة بمعنويات مهزوزة وبدون دعم من الاتحاد المحلي الذي همشني وابعدني عن مركز التدريبات (في العاصمة الرباط) وحرمني من المعسكرات التدريبية الاعدادية للبطولة حتى الاسبوعين الاخيرين من انطلاقها”.
واضاف بأسى “تحملت شخصيا مصاريف استعداداتي للبطولة وبلوغي الدور النهائي فذلك اعتمادا على مجهودات شخصية”.
وتابع موستاوي “العاب القوى المغربية في تراجع بعدما كانت في الريادة. ناشدت المسؤولين مرات عدة لانصافي لكن دون جدوى. كنت أتمنى التتويج بميدالية كي أؤكد لهم أحقيتي بالتواجد ضمن صفوف المنتخب المغربي”.
من جهته, اشتكى عبد العاطي ايغيدير صاحب برونزية اولمبياد لندن من تصرفات الاتحاد المحلي, وقال “أناشد المسؤولين عن الرياضييين المغاربة للتدخل لانقاذ هذه الرياضة التي ابلى فيها المغرب بلاء حسنا. العاب القوى المغربية تغرق واصبحت في الحضيض”.
وعلق “ملك” سباق 1500 م هشام الكروج بطل العالم 4 مرات متتالية وبطل اولمبياد أثينا, عن المشاركة المغربية قائلا: “ما يحصل مؤسف, يجب اعادة النظر في العاب القوى المغربية”, معربا عن اسفه لغياب المغرب عن منصات التتويج وتحديدا سباق 1500 م.
واكتفت مواطنته نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الاولمبية الدولية بالقول: “جرى التقليد بان يتوج المغرب في بطولة العالم او على الاقل يصعد منصة التتويج, لم تكن الحال هنا وهذا محزن, أتمنى أن يحصد المغرب الالقاب في مونديال بكين 2015″. وخيبت البحرين الامال ايضا بخروجها خالية الوفاض وكانت افضل نتيجة حلول شيتاي ايشيتي سادسة في سباق 10 الاف م.
وحلت تيجيتو دابا حادية عشرة في سباق 5 الاف م وجاء ديجين ريغاسا في المركز ذاته لدى الرجال, ولم يكمل مواطنه اليمو بيكيلي سياق 10 الاف م, والامر ذاته بالنسبة الى ادم اسماعيل خميس في سباق الماراتون. وحلت الجزائرية ياسمينة العمراني تاسعة عشرة في السباعية, ولم يكمل مواطنها الطيب الفيلالي سباق الماراتون.
وفي غياب لغريبي, اكتفى حاتم غولة صاحب برونزية اوساكا 2007 بالمركز السابع والعشرين في سباق 20 كلم مشيا, ولم يكمل مواطنه وسام حسني سباق الماراتون. تألق برشم وسليمان ووسط النتائج المخيبة لام الالعاب المغاربية, بزغ نجم برشم وسليمان اللذين أنقذا ما وجه العرب.
وأكد برشم بما لا يدع مجالا للشك تسلقه المراتب تدريجيا, فبعد برونزية دورة الالعاب الاولمبية في لندن الصيف الماضي, حفر اسمه باحرف من فضة في موسكو, وستكون الذهبية هدفه المقبل. وقال برشم “أنا سعيد بالميدالية الفضية. دائما ما اضع الاهداف واحاول تحقيقها, في عام 2010 قلت بانني اريد تخطي ارتفاع 35ر2 في العام التالي وقد نجحت في ذلك, وفي هذا العام كان هدفي الرقم القياسي الاسيوي (39ر2 م) وحققته (40ر2 م) وبالطبع تكرار انجاز لندن او تحقيق الافضل ونجحت بالفعل”.
وأضاف “كنت أطمح إلى الأفضل بطببعة الحال في موسكو, لكن الفضية نتيجة رائعة أيضا. انه تتويج لرياضة العاب القوى القطرية والعربية, كانت المنافسة قوية مع ابطال كبار, فالطريق لا يزال طويلا امامي لكن المستقبل مشرق”. من جهته, أعاد سليمان تدوين اسم بلاده جيبوتي في سجلات بطولة العالم ومنحا الميدالية الاولى منذ 22 عاما وتحديدا منذ بطولة العالم عام 1991 عندما توج احمد صلاح بفضية الماراتون, والثالثة في تاريخ المونديال بعد فضية صلاح ايضا في الماراتون عام 1987 في روما. وكان سليمان يمني النفس باضافة ميدالية ثانية الى رصيده عندما خاض سباق 1500 م لكنه خرج من نصف النهائي بسبب “التدافع الذي أعاق تحركاتي في الامتار الاخيرة” بحسب رأيه.
مستقبل مشرق لمسرحي والسيد وشهدت البطولة بزوغ نجم ابطال واعدين ستكون لهم الكلمة في المستقبل, في مقدمتهم السعودي يوسف مسرحي في سباق 400 م والمصري ايهاب عبد الرحمن السيد في مسابقة رمي الرمح. وبلغ مسرحي الدور النهائي لسباق 400 م بتحقيقه رقما قياسيا عربيا قدره 61ر44 ثانية, وحل سادسا في الدور النهائي.
وتابع مسرحي, الذي كانت تعقد عليه امال لمنح السعودية ميداليتها الثانية في بطولة العالم والاولى منذ تتويج سعد الشمري ببرونزية سباق 3 الاف موانع في مونديال غوتبورغ 1995, تألقه اللافت هذا الموسم, فبعد رقمه القياسي العاربي والخليجي والسعودي في الدوحة, احرز المركز الاول في لقاء اوسلو ضمن الدوري الماسي بزمن 33ر45 ثانية.
وينتظر مواطنه مواطنه عبد العزيز لادان مستقبل واعد في سباق 800 م والذي بلغ دوره النهائي عن جدارة قبل ان يحل في المركز الاخير. من جهته, حقق السيد انجازا رائعا في دور الاربعة بتسجيله 62ر83 م في محاولته الاولى, وهو رقم قياسي وطني وعربي, وحل ثامنا في الدور النهائي.
بطولة العالم لألعاب القوى تختتم بفوز المنتخب الروسي
احتل المنتخب الروسي المركز الأول بعدد الميداليات الذهبية التي فاز بها، في بطولة العالم لألعاب القوى. وفي اليوم الآخير من المسابقات تمكن المنتخب من الفوز بميداليتين ذهبيتين وميداليتين برونزيتين: حيث أحرزت الرياضية الروسية سفيتلانا شكولينا الميدالية الذهبية في مسابقة الوثب العالي للسيدات، وأحتلت سفيتلانا شكولينا المركز الأول في مسابقة الوثب العالي مسجلة 03, 2 متر. الأمر الذي أدى إلى تغلب المنتخب الروسي على المنتخب الأمريكي في الحساب النهائي للبطولة.
بطولة العالم لألعاب القوى 2013: التغلب على أمريكا
كانت الحصيلة النهائية فوز روسيا ب7 ميداليات ذهبية و 3 فضية و 5 برونزية، مقابل 6 ذهبية و11 فضية و3 برونزية أحرزتها الولايات المتحدة.
وقد اختتمت بطولة العالم لألعاب القوى في موسكو في الـ18 من هذا الشهر بحفل كبير، في ملعب "لوجنيكي" جنوبي العاصمة. وحضر مسابقات البطولة التي استمرت أيام حوالي 300 ألفا من المشاهدين. هذا وسلمت موسكو علم البطولة إلى بكين التي ستستضيف بطولة العالم القادمة لألعاب القوى في 2015.