ثــعــلــب وأفــعـــــى ..
كان (وائل) يعرف جيداً أن حب (سامى) و(سلمى) قوى غير قابل للكسر ، وأنهما سيواجها كل شئ وسيعودا لبعض ، وسريعاً ما حصل على نمرة هاتف (وفاء) من هاتف (فتحى) دون أن يعرف الأخير ..
فلــــقد قرر أن يبتز (فتحى) دون أن يعلم الأخير !!
وبسرعه اتصل بـ(وفاء) وأخبرها بكيفيه معرفته بالأمر وأخبرته هى كل شئ ، فأخبرها بخطه بالغه الخبث ، للحصول على مال أكثر ..
لقد قرر أن يتعاون معها ..
وكانا عقلهما يفكر نفس التفكير ..
الشيطانى ..
وكما خطط (وائل) الثعلب ، نفذت (وفاء) الأفعى فـها هى فى طريقها لمنزل (سلمى) لتحصل منها على مبلغ من المال ، وتخبرها بالحقيقه ، لأن (سلمى) لم تعـرف الحقيقه بعد من (سامى) ، ولأنها لا تعرف أن (وفاء) أفعى على هذا الأساس وضعا (وائل) و(وفاء) الخطه ..
لذا فاستقبلت (سلمى) (وفاء) التى لاحظت أن (سلمى) تحيا فى اكتئاب وحزن ، ولم تكد تدخل (وفاء) غرفة (سلمى) وأصبحا بمفردهما ، هتفت الأفعى :
- (سلمى) .. (سامى) مظلوم .. إنه يحبك .
نظرت لها فى شرود وكادت تفرح ، إلا أن عقلها رفض كون (سامى) برئ بعد كل ما حدث ، لذا فلقد استمعت للأفعى فى صمت وهى تكمل :
- سأخبرك بالحقيقه كلها لكن المقابل أن أحصل على مبلغ من المال .
نظرت لها فى دهشه ، وقالت :
- مال ؟!
اومأت (وفاء) وقال :
- نعم .. هذا ما يهمنى .. ثم أنتى لا تعرفين ماذا فعلت أنا وكيف حاربت أنا (فتحى) لكى أعرف منه على الحقيقه وأصل لها .
قال (سلمى) فى دهشه أكبر :
- وما علاقة (فتحى) بالأمر ؟! ثم ألم تكنى تبادليه الحب ؟!
تظاهرت (وفاء) بالمراره ، وقالت :
- نعم .. ذلك الحقير .. ثم كشفت خيانته لى .. وذات يوم كشفت بالصدفه أنه يدبر أمر ما لينهى علاقتك بـ(سامى) .. ولقد بحثت طويلاً حتى لهثت عندما توصلت للحقيقه كامله وأتيت لكى لأخبرك بها .
وفتحت راحة يدها وقال فى طمع :
- مقابل المال .
انتعش قلب (سلمى) من جديد بأمل ، فأسرعت تأتى بمبلغ من حقيبتها ، ناولته لـ(وفاء) وقالت :
- اخبرينى بالله عليكى .. واحذرى من الكذب .. فوقتها سأأخذ منك المبلغ ثانيه .
وأخبرتها (وفاء) أن (فتحى) قد انتحل شخصية (سامى) وقد أنشأ الإشاعه ، وتسبب فى مرض (سامى) ..
وأخبرتها بكل شئ مشيره أن (فتحى) هو صاحب الخطه ، لا هى من الأصل ..
وانتهت (وفاء) من حديثها ، فهتفت (سلمى) فى سعاده وهى تلقى نفسها على هاتفها المحمول :
- حبيبى (سامى) .
بينما احتفظت (وفاء) بالمبلغ وأسرعت بالانصراف ..
وأخرجت (وفاء) هاتفها المحمول واتصلت بنمره ما وقالت :
- لقد نجحت خطتك يا (وائل) .. وها أنا سأتصل بـ(فتحى) لأبتزه قبل أن يعرف أن أمره قد انكشف لـ(سامى) (سلمى) .
ضحك وقال :
- لقد نجحت خطتنا إذن .. لقد أصبح معنا مبلغ كبير .. وخصوصاً عندما ستتصلى بـ(فتحى) وتحصلى منه على مال آخر .
وأنـــهت المكالمه معه ، وعادت تتصل بـ(فتحى) ..
أمرته بأن يأتى لها فى مطعم معين ، لأمر هام وقـــد فعل هو ، وهناك جلسا وقالت هى بصرامه :
- (فتحى) .. أنت تعرف أننى الوحيده التى أعرف بأمر الخطه .. وأريد أن أحصل على مبلغ آخر لتطمئن أننى لن أكشف أمرك .
قال هو بغضب :
- أيتها الحقيره .
قالت هى ببرود :
- كل ما يهمنى المال .. ثم أن الخطه التى أخطط لها لكى أضمن عدم إعادة علاقة (سامى) و(سلمى) خطيره بالفعل .. وأريد مبلغ لعدم إفشاء أمرك .. وأوعدك أن (سامى) و(سلمى) لن يعرفا أمرك ولن ترجع علاقتهما .
وبعد ربع ساعه خرج (فتحى) من المطعم ، فدخل (وائل) دون أن يراه (فتحى) وجلس أمام (وفاء) التى ابتسمت له قائله :
- لقد أعطانى مبلغ من المال .. دون أن يدرى أن (سامى) و(سلمى) قد عرفا بكل شئ بالفعل .
ابتسم لها فى خبث وقال :
- كم لدينا الآن من مال ؟!
أجابته :
- سبعة آلاف جنيه كامله .. هذا هو تجميع كل المال الذى أخذته من (فتحى) على أربع مراحل بالإضافه لمبلغ (سلمى) .
اتسعت ابتسامته وقال هو :
- منذ الآن سنقسم المبلغ الذى سنحصل عليه .
قالت فى دهشه وحذر :
- منذ الآن ؟! .. ماذا تعنى ؟! .. سنقسم الــ7 آلاف وفقط .
ابتسم لها فى سخريه وقال :
- ومن قال هذا يا عزيزتى (وفاء) ؟! .. صحيح أننى ما زلت فى الثانويه العامه لكن هذا لا يمنع أننى أفهم كل شئ ولا أطيع منى فرصه .
واقترب منها ، وقال فى دهاء أكثر :
- لذا فسنكنون أنا وأنتى معاً فقط عصابه .. هــدفها هو المال وحده .. (هننصب) بذكاء وحيله .
قالها وضحك ضحكه شيطانيه عاليــه فى المطعم ، وشهقت (وفاء) من عنف المفاجأه ..
* * *
لم يكد يعود (فتحى) لمنزله حتى استقبله (سامى) وجذبه لغرفتهما ، ودفعه ناحية فراشه ، وهتف به فى صوت خافت لكى لا يسمعه أحد أفراد أسرته ، إلا أن صوته أثار الرجفه فى قلب (فتحى) :
- هل دبرت الأمر كله لتنهى علاقتى مع (سلمى) ؟!
نظر له (فتحى) فى رعب ، وتلعثم وهو يقول :
- كلا .
إلا أنه صوته كان أشبه بالاعتراف ، فمسكه (سامى) من ياقته وهتف به :
- ايها الوغد الحقير .. لماذا فعلت هذا كله ؟! أوصل بك الحماقه إلى هذا ؟!
بكى (فتحى) فجأه نادماً ، وألقى نفسه على فراش وبكى داخل راحة يديه ، وقال :
- آسف يا (سامى) .. سامحنى أرجوك .. لقد كنت أحمق .. لست أدرى لماذا فعلت هذا ؟!
نظرت له (سامى) فى عدم تصديق ، وقال فى مراره :
- لم أتصور هذا ابداً .. لقد أظن أننا واحد .. حتى مظهرنا واحد .
بكى (فتحى) ولقد شعر بالندم بالفعل ، ثم قال :
- كيف عرفت يا (سامى) ؟!
أجابه :
- من (سلمى) .. لقد أخبرتنى أن زميلتها أخبرتها بكل شئ .
هتف به (فتحى) فى حذر :
- أهى (وفاء) ؟!
قال له (سامى) فى دهشه :
- كيف عرفت ؟!
هتف (فتحى) فى غضب وهو يضرب الفراش فى ندم ، بعد أن فهم خطة الأفعى :
- تباً .. تلك الحقيره .
وأخذ يقص له كل شئ ..
كل شئ ..
أخبره كيف أن (وفاء) أفعى ولقد حصلت منه على مبلغ كبير ، فأخبره (سامى) أن (وفاء) حصلت أيضاً من (سلمى) على مبلغ ، وبعدها اتفقا الإثنان على شئ واحد ..
الانتقام من الأفعى ..
(وفاء) ..
* * **
*
*
*
يتبع.........