إن من نعم الله تعالى على الإنسان أن خلقه حرا، كما قاله عمر رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!"، وقمة هذه الحرية أن يكون حرًّا من كل عبودية سوى عبوديته لله، فتلده أمه حرًّا سليم الفطرة، خِلْوًا من كل ما يصرفها أو يحرفها، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تُحِسون فيها من جدعاء»[متفق عليه]، ولكن بيئته هي التي قد تحرف من انحرف من البشر.. فكلُّ تَعلُّقٍ أو تبعيةٍ أو خضوعٍ لغير الله تعالى أو بغير إذنه ووفق شريعته فهو نقصان من الحرية بقدر ذلك المشاكس القائم في القلب، ثم في العمل، لأنه في النهاية خضوع مخلوقٍ لإرادة مخلوقٍ مثله في أصل الخلقة، مساوٍ له في الطبيعة، مأمور مثله بالعبودية لمن ليس كمثله شيء.. وهو الله وحده. ولا يُحِسُّ الإنسان بإنسانيته ويتمتع بكرامته في حياته وممارساته ومواقفه إلا أن يشعر بالحرية المطلقة من إرادة أي مخلوق في اختياره.. ومن ثم أكرمه الله تعالى بحفظ حريته بتخييره أمام البشرحتى في حرية الدخول في دين الله تعالى وعبوديته.. فقال تعالى: {لا إكراه في الدين}، وهذا خطاب للبشر من الرُّسل فمَن دونهم ألا يُكرهوا الناس على الدين، وألّا يسلبوهم حريتهم، وألا يرغموهم حتى على عبادة الله، وهي الغاية التي ما خَلَقَنَا الله تعالى إلا لأجلها: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: 56]، وهذا خطاب مباشر للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ألا يُكره الناس ولِيُحافظ لهم على حريتهم التي بدونها يفقدون إنسانيتهم: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[يونس:99]. وذاك الذي طبقه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لخصومه، الذين فعلوا به الأفاعيل بالأمس القريب فطرَّدوه وشرَّدوه وأخرجوه من أحب أرض الله إليه.. فلما أظهره الله-تعالى- عليهم ومكَّنه من رقابهم، استحضر أن الذي بينه وبين قومه ليس النكايات ولا الغلبة والانتقامات؛ بل ولا شخصنة للقضية أبدا-؛ وإنما مهمته الربانية في حفظ هذه الحرية ليكون إسلام من أسلم إسلاما لله تعالى عن حب وطوع واختيار، وكانوا قد استحقوا الإعدام قصاصا لما قتلوه من أصحابه في مكة وغزوة أُحُد.. وكان بإمكانه أن يجعل لهم الإسلام والدخول في الطاعة مقابل العفو.. لكنه عفا وتركهم أحرارا، فقال لهم: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ».. طليقة أيديكم وعقولكم وقلوبكم.. لا سلطان لي عليكم إلا في حدود قانون الدولة ودستور المجتمع.. إن كان لك دعوة أو رأيٌّ فالجميل بك أن تقدمه وتعرضه عرضا ولا تفرضه فرضا، وأسعد لحظاتك أن يتبنى غيرُك فكرتَك عن طواعية واختيار، حتى إنه يدافع عنها دونك، بل ولم يتركها حتى لو تركتها أنت، بل يواجهك بها حتى لو خالفتها أنت وتنكرت إليها.. لأنه امتلكها..
نيك اجنبي ساخن - افلام جنس فيديو - *** ساخن رومانسى - *** امراءة ثلاثينية - بنت شرموطه تتناك - نيك نسوان مصر
إغراء شراميط - *** محارم امهات - *** رومانسي - نيك ساره جاي - نيك مصرى ساخن - *** ساخن