الحلم
هو ثباتك أمام من ينهرك , وثقتك بنفسك قِبَلَ من يستصغرك , وسلاحك لمن أرد أن يقتلك 0
الحلم هو كظمك الغيظ , وعفوك عن المخطئ , وصبرك على الإساءة 0
الحلم سيّد الأخلاق , وعلامة للصابرين المحتسبين , وصفةٌ محبوبةٌ لرب العالمين
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال .قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأشج عبد القيس " أن فيك خصلتين يحبهما الله - الحلم والأناة - " رواه مسلم0
والحلم هو أساس الرفق , قال صلى الله عليه وسلّم " إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلاّ زانه , ولا يُنزع من شيءٍ إلاّ شانه " رواه مسلم 0
والحلم أصل الرفعة والأنفة . قال الشافعي رحمه الله :
ولو لم تكن نفسي عليَّ عزيزةٌ لمكّنتها من كل نذلٍ تحاربه
والحلم عنوان الصفح والعفو 0
قال تعالى :{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } الأعراف (119).
وقال علي رضي الله عنه :" أولى الناس بالعفو أقدرهم على العفويّة ".
وكان المأمون يحب العفو ويؤثره .
وقال الحسين بن مطير :
وأصفح عن سباب الناس حلماً وشرُّ الناس من يهوى السبابا
والحلم طبع الكرماء , وعادة الأجواد , وترجمان الأوفياء .
وقد قيل : من عادة الكريم إذا قَدِرَ غفر , وإذا رأى زلةً ستر .
والحلم تجاوزك عن أخيك , والتماسك له العذر , ودعائك له بالهداية والصلاح , وتفتيشك عن معايبك , وسؤالك نفسك عن خطأها , وردها عن تكبّرها .
إذا مرضتم أتيناكم نعودكم وتذنبون فنأتيكم ونعتذرُ
والحليم هو الذي لا يعشق الانتقام , ولا يحمل في قلبه الحقد والضغينة , ولا يأبه بهفوات الساقطين من الناس .
وأكثر ما يكون سديداً في رأيه , بطيئاً في غضبه , وجيهاً في كلمته ومشورته .
وقد قيل : ليس من عادة الكرماء الغضب والانتقام .
وقيل " الحليم عليم , والسفيه كليم "
وقال ابن عجلان : " ما شيء أشد على الشيطان من عالم معه حلم إن تكلّم تكلّم بعلم , وإن سكت سكت بحلم يقول الشيطان : سكوته أشد عليَّ من كلامه"0
وقال الشافعي رحمه الله :
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهةً فأزيد حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا
قال تعالى : {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } آل عمران (134)
منقول