العيد في "اسطنبول" يمر على السوريين المحرومين بلا ملامح
يميز الطفل "عدنان" أيام العيد عن الأيام العادية بازدياد أعداد السياح الراغبين بتجريب
طعمة المحار، الذي يبيعه على "بسطة" صغيرة في ساحة "تقسيم" وسط اسطنبول.
فرحة العيد لا تعني لبائع المحار الصغير، الحصول على عيدية أو على ملابس جديدة، وكل
ما يتمناه "عدنان" أن يكون طقس "اسطنبول" معتدلا خلال عطلة العيد، أملاً في أن تزدحم
"تقسيم" بالمارة؛ ما يزيد فرص توقف زبائن على بسطة "ميديا"، حسب مايسيمها
الأتراك.
"سميت"
تقيم عائلة الحاج "أبو محمود" في غرفة بسيطة في أحد أبنية منطقة "قاسم باشا"
الشعبية، وعلى الرغم من أن العائلة تتكون من 6 أشخاص، إلا أن جميع أفرادها اعتادوا
على النوم على فراشين مهترئين، معتمدين في مصروفهم على ماتجنيه العربة التي يبيع
عليها والدهم كعكة "سميت" الشهيرة في تركيا.
ويقول "أبو محمود" إنه باع خلال أيام عيد الأضحى الماضي كعكا بقيمة 100 ليرة تركية،
مكنته من شراء غداء فاخر وألعاب جديدة لأطفاله، ويأمل بائع "سميت" أن يرزقه الله
خلال العيد الكبير، بما يمكنه من شراء "فرشات" جديدة لتنام عليها عائلته.
لا يختلف حال "عدنان" و"أبو محمود"، عن أحوال كثير من السوريين الذين أجبرتهم
الظروف على احتمال تكاليف العيش المرتفعة في "اسطنبول"،ولأجل هذا ينظم مجموعة
من الناشطين السوريين حملة لجمع الملابس والتبرعات، ليتم توزيعها على عوائل سورية
تعيش تحت خط الفقر.
وعن ذلك تقول الناشطة "هُنادى": "بدأنا بجمع التبرعات العينية والمادية منذ شهر تقريباً،
ونحاول توزيعها قبل العيد".
وبحسب "هنادى" فقد تمكن الناشطون من جمع ألف دولار تقريباً، لإضافة إلى الكثير من
الملابس المستعملة، وتوضح الناشطة أنهم يغسلون الملابس ويعيدونها إلى أفضل حالاتها
بعد فرزها، ليتم توزيعها على العائلات حسب حاجاتهم، مبينة أنهم يقومون بجولات
لتسجيل أعداد العائلات المحتاجة، وحالة أفرادها.
لمى شماس - اسطنبول - زمان الوصل