متى يقرأ دعاء القنوت
دعاء الوتر
اتفق العلماء على أنّ النبي الكريم كان يقنت بعد أن يستوي من الركوع في الركعة الثانية بعد قوله: (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد)،[١] واختلف العلماء المسلمون في محل القنوت وأوقاته من الصلوات، فذهب الشافعي والطبري إلى أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قنت في صلاة الفجر دائما وفي سائر الصلوات حينما كانت تنزل بالمسلمين نازلة،[٢] والقنوت مشروع بعد القيام من الركوع في صلاة الوتر على ما صح من أقوال العلماء، كما أنّه مشروع عند النوازل التي تقع على الأمة، فيكون القنوت بعد الركوع في آخر ركعة من ركعات الصلوات الخمس حتّى يكشف الله النازلة ويرفعها، وقيل في مسألة الدوام على القنوت في صلاة الصبح بأنّه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنّه داوم على القنوت في صلاة الصبح أو خصها بذلك، بل كان يقنت عند النوازل بما يناسبها وهذا ما ثبت عليه، فكان يقنت في صلاة الصبح وفي غيرها من الصلوات، ومن ذلك دعائه على رعل وذكوان وعصية حينما قتلوا القرّاء الذين أرسلهم إليهم.[٣]
حكم من نسي القنوت
يقول مذهب الشافعية أنّ القنوت بعض من أبعاض الصلاة، فمن تركه عمداً أو سهواً فإنّه يسن له أن يسجد سجود السهو قبل أن يسلم من الصلاة، وإذا أنهى الصلاة وكان العهد بها قريبا سجد للسهو بعد الصلاة،[٤] وقد ذهب العلامة ابن باز رحمه الله على أنّ القنوت مستحباً وليس واجباً، فمن تركه عمداً في بعض الأحيان أو نسيانا فلا يلزمه سجود السهو، وإن سجد فلا بأس.[٥]
صيغة دعاء القنوت
كان يردد عليه الصلاة والسلام حينما كان يقنت في صلاة الوتر ويقول: (اللهمَّ اهْدِني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن توليتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّهُ لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربنا وتعاليتَ، لا مَنْجَا منك إلا إليكَ)،[٦] وهو الدعاء الذي علمه للحسن رضي الله عنه، وكذلك حديث: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يقولُ في آخرِ وترِهِ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ، وبمعافاتِكَ من عقوبتِكَ، وأعوذُ بِكَ منْكَ، لا أُحصي ثناءً عليْكَ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ)،[٧] كما ثبت عن بعض الصحابة كمعاذ الأنصاري، وأبي ابن كعب أنّه يصلي على رسول الله عليه الصلاة والسلام في آخر دعاء القنوت من صلاة الوتر.[٣]