نسبه ونشأته
جعفر بن أبي طالب، يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف[1].
وُلد جعفر بن أبي طالب بمكة، ثم هاجر إلى الحبشة بعد إسلامه، واستقر هناك إلى أن قدم المدينة في فتح خيبر؛ ليذهب إلى مؤتة ليستقر جسده هناك، وتصعد روحه إلى السماء مع النبيين والصديقين والشهداء.
وقد كان جعفر أشبه الناس خُلُقًا وخَلْقًا برسول الله صلى الله عليه وسلم .
أهم المعارك ودوره فيها
قال الزبير: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمانٍ من الهجرة، فأصيب بها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وقاتل فيها جعفر حتى قطعت يداه جميعا، ثم قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « رَأَيْتُ جَعْفَرَ بن أَبِي طَالِبٍ فِي الْجَنَّةِ ذَا جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ حَيْثُ شَاءَ». فمن هنا قيل له: جعفر ذو الجناحين.
وذكر ابن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، عن قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سالم بن أبي الجعد، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم جعفر بن أبي طالب ذا جناحين مضرجًا بالدم.
وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة، ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح. وقد روي أربع وخمسون جراحة، والأول أثبت. ولما أتى النبي صلى الله عليه وسلم نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس، فعزاها في زوجها جعفر، ودخلت فاطمة رضي الله عنها وهي تبكي وتقول: واعماه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَى مِثْلِ جَعْفَرٍ فَلْتَبْكِ الْبَوَاكِي»[2].
الوفاة
لقي جعفر بن أبي طالب ربه شهيدًا في غزوة مؤتة، ليلحق بركب الشهداء حيث يطير في الجنة مع طيرها بجناحين بدلاً من يديه التي قطعت في سبيل الله.
منقول