تعود بدايات تأسيس الاتّحاد السّوفييتي إلى الفترة التي أعقبت سقوط آخر قيصر روسي عام 1916م، وقيام الثّورة البلشفيّة في روسيا؛ حيث أحدثت تغييرًا كبيرًا في المشهد الرّوسي، واستندت تلك الثّورة إلى مفاهيم ماركس الشّيوعيّة الاشتراكيّة التي تؤكّد على عددٍ من المبادىء التي تخالف النّظام الرّأسمالي الّذي تبنّته عددٌ من الدّول الغربيّة مثل: الولايات المتحدة الأمريكيّة. وقد كان من أبرز زعماء الثّورة البلشفيّة الزّعيم الرّوسي فلادميير لينين الّذي أصبح زعيم جمهوريّة روسيا السّوفيتيّة الجديدة التي كانت النّواة الأولى لتأسيس اتّحاد الجمهوريات السّوفيتيّة عام 1922 ميلادي.
وقد تأسّس الاتحاد السّوفيتي من جمهوريّات أوكرانيا وبلاروسيا والقوقاز وجورجيا، وكان لكلّ واحدٍ من هذه الجمهوريّات ممثّل لها في الاتّحاد حتّى جاء الزّعيم السّوفيتي القوي جوزيف ستالين، وجعل معظم صلاحيّات الاتحاد السّوفيتي بيده، وفي عام 1956 ميلادي أصبح الاتحاد السّوفيتي يشمل كثيرًا من الجمهوريات التي انضوت تحت جناحه، وقد قدّرت مساحته بمساحة القارة الأمريكيّة الشّماليّة، وأصبح للاتّحاد السوفيتي نفوذ قوي في المشهد السّياسي العالمي؛ حيث أصبح ينافس الولايات المتحدة الأمريكيّة في جميع المجالات العلميّة والعسكريّة وعلوم الفضاء، وأصبح يمتلك حقّ النّقض الفيتو في مجلس الأمن، وقد تدخّل في بعض الصّراعات بشكلٍ غير مباشر لصالحه وصالح حلفائه، كما حصل في حرب الكوريتين وحرب فيتنام.
وفي يوم 25 ديسمبر من عام 1991م أعلن رسميًا تفكيك الاتّحاد السّوفيتي، وبقيت روسيا الاتحاديّة بقيادة بوريس يلتسين، وقد ساهمت عوامل عدّة في سقوط الاتحاد السّوفيتي منها: خروجه من حرب أفغانستان منهكًا مهزومًا بسبب وقوف الولايات المتحدة مع المجاهدين الأفغان؛ حيث ساهم تزويدهم بصواريخ ستينغر القادرة على إصابة الطائرات الحربيّة في حسم المعركة لصالح طرف الأفغان، كما أنّ الاتّحاد السّوفيتي قد أصابه نوع من التّرهّل والبيروقراطيّة الّتي أثّرت على مستوى معيشة النّاس بسبب تطبيق مبادىء الاشتراكيّة وعدم خلق بيئة تنافس حقيقيّة بين النّاس تشجّع على الابتكار والابداع.
وقد ساهمت الحرب الباردة التي كانت بين الاتّحاد السّوفيتي والولايات المتّحدة في اتجاه زيادة الإنفاق العسكري؛ بحيث شكّلت عبئًا على الميزانيّة الاتحاديّة، وأرهقت كاهل الدّولة، كما أنّ سياسة الاتّحاد السّوفيتي أخذت منحًا براغماتيًّا اتجاه عددٍ من الأزمات العالميّة؛ ففي حرب الخليج عام 1990م وقف الاتّحاد السّوفيتي موقفًا محايدًا من الأزمة، وقيل إنّ دول الخليج وعلى رأسها السّعودية قد أعطت الاتحاد السّوفيتي مليارات الدّولارات مقابل شراء سكوته اتّجاه دول التّحالف وحربها على العراق .
منقول