نورهان إبراهيم عبد الله
ملخص البحث
منذ بدء الخليقة والناس يناقشون قضية المساواة بين الرجال والنساء؛ هل هما متساويان؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل هذه المساواة مطلقة أم هي نسبية؟ وإذا كانا غير متساويين، فما مدى الاختلاف بينهما؟
وبالرغم من مرور زمن طويل على هذا النقاش، إلاّ إنّ حسم هذه القضية لا يزال بعيداً، فحوار الفرقاء فيها لم يأت بنتيجة، والقواسم المشتركة بين المتحاورين قليلة جداً، وأوجه الاختلاف بينهما كبيرة لدرجة أنّ المراقب يعتقد أنّ الإتفاق بين الفريقين ضرب من الخيال، وأنّه يستمع إلى حوار طرشان.
هذا الجدل العقيم والاختلاف السقيم، لا نجده غريباً نحن المسلمين. بل إنّ لدينا قناعة تامة بأنّ البشر لن يصلوا إلى نتيجة في قضية المساواة بين الجنسين، ولو اجتمعت كل طاقاتهم الذهنية، وتناقشوا الدهر كله. فخالق البشر وحده ولا أحد غيره -سبحانه- هو العالم بما يصلح البشر ويصلح لهم، وهو وحده –جل في علاه- الذي يعلم الجواب الشافي والوافي لحل هذا الخلاف المزمن المستعصي على البشر جميعاً، ومن خلفهم الجن أيضاً.
لقد بيّن القرآن الكريم القول الفصل في موضوع المساواة بين الجنسين منذ ما يزيد عن 1400 سنة، وفي آية معجزة واحدة ، هي قوله الحق تبارك وتعالى في سورة آل عمران (آية 36):
]فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى
[
هذه الآية المعجزة اشتملت الحقيقة الخالدة الدائمة عبر العصور كلها وهي أن المساواة المطلقة الكاملة بين الرجال والنساء غير ممكنة واقعاً لكنّ المساواة النسبية بين الجنسين هي التي يمكن تحقيقها على أرض الواقع.
لقد أخطأ كثير من الغربيين حينما تصوروا أنّ الفروق بين الرجال والنساء، ما هي إلاّ فروق تشريحية وعضوية (فسيولوجية)، تتمحور حول حجم الأعضاء فقط، فنظروا إلى المرأة على أنها "رجل صغير الحجم".
إنّ هذا البحث يهدف إلى مراجعة الدراسات والبحوث العلمية والطبية الحديثة، للوقوف على حقيقة المساواة بين الجنسين، هل هي مساواة مطلقة كما يراها الغربيون، أم هي مساواة نسبية كما يراها المسلمون؟ وما مدى السند العلمي الذي ترتكز عليه كل من المقولتين.
منقول