قصة التأريخ الهجري ..لماذا الهجرة ..ومحرم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد جعل الله تعالى أمراً مميزاً لهذة الامة تعرف به أوائل شهورها وانقضاء سنواتها وهو ما ذكره عز وجل في قوله:
"يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج".
ويتخبط الكفرة في السنين وفي ابتدائها وانتهائها والشهور في ابتدائها وانتهائها ويقولون عن هذا ثلاثين وعن هذا واحد وثلاثين وعن أخر ثمان وعشرين وليس عندهم بينة ولا دليل .
وعندنا نحن المسلمين البينة والدليل في ابتداء الشهر وانتهائه بظهور هلاله واختفاءه بعد ذلك وظهور هلال الشهر الذي يليله، فهذة أمة الدليل والبرهان ربطت عبادتها بهذة الشهور والسنين كما أمر الله عز وجل :
" وهو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ".
ولأجل ذلك صارت هذة الشهور القمرية وهذة السنة الهلالية صارت الأهلة هي المواقيت وهذة السنة القمرية هي التي نؤرخ بها هذا من خصائص هذة الأمة:
"قل هي مواقيت للناس "
وجعلت مواقيت ليس في العبادة فقط وانما حتى في أمور الدنيا المتعلقة بالدين :كعدد النساء ومدة الحمل ووقت الدَين وأجرة الأجير ونحو ذلك أما هذة السنة الهجرية ، فإن لبتدائها بالهجرة قصة وقد ذكر السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه:الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ،الاثار في سبب البدء بمحرم واعتماد بداية السنة وانتهائها وقد ذكر العلماء ذلك في كتبهم ايضاً اثار تدل علىقصة البداية في التأريخ الهجري :
فقد جاء في بعض الكتب المسندة من كتب أهل العلم ان أبى موسى الأشعري كتب الى عمر (رضى الله عنه) يأتينا منك كتب ليس لها تأريخ فجمع عمر الناس فقال بعضهم أرخ بالمبعث (مبعث النبي صلى الله عليه وسلم) وقال بعضهم أرخ بالهجرة فقال عمر :الهجرة فرقت بين الحق والباطل وذلك سنة سبع عشرة ثم اتفقوا علي التأريخ ان يكون من الهجرة فقال بعضهم ابتدئوا السنة برمضان وقال عمر بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم فتفقوا عليه .
أما التأريخ فلا بد أن يكون له بداية ، والبداية مرتبطة بنبي هذة الأمة فهو الذي بعثت على يديه وخرجت عل يديه فالتأريخ بذلك على أربعة إحتمالات :
1_ أن يأرخ بمولده .
2_أن يأرخ بمبعثه .
3_ان يأرخ بهجرته .
4_ أن يأرخ بوفاته.
فهذة الأحداث الأساسية في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) أما مولده فليس بأعظم من بقية المناسبات على الإطلاق ،فإن البعثة أعظم من المولد فإن مجرد الولادة لم يحدث فيها شيئ عظيم للأمة بحد ذاتها ، لكن المبعث حدث فيه نزول الوحي وهو تحول عظيم ،و الهجرة فرقت بين الحق والباطل وكانت بداية الإنطلاقة للسيطرة الإسلامية على العالم ، واما وفاته (عليه الصلاة والسلام) فإن التأريخ بها ليس فيه تلك المزية العظيمة ويُوقع من تذكر الأسف والحزن ما لا يحسن أن يُبتدأ به ،فبقينا بين المبعث و الهجرة فرأوا الصحابة (رضى الله عنهم) أن التحول الأعظم في تاريخ هذة الأمة والحدث الأجل والذي كان فعلاً بداية الإنطلاقة الكبرى والهيمنة الإسلامية هو هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) فلذلك اقترحوا الإبتداء بها .
فإن قيل ان الهجرة في ربيع الأول حدثت ،وقد ابتدؤوا بمحرم .
فقال العلماء ابتدؤوا به لأن العزم على الهجرة كان في محرم إذ أن البيعة التي وقعت من الأنصار كانت في ذي الحجة ،فابتدء عزم النبيى (صلى الله عليه وسلم) على الهجرة من محرم.
ثمإن عمر (رضى الله تعالى عنه) رأى مناسبة عظيمة جداً وهي ان ذلك منصرف الناس من حجهم وبعد الإنصارف من الحج يكون البدء بهذا الشهر الكريم ولذلك جمع عمر الصحابة فقال بعضهم : أرخ بالمبعث وقال بعضهم أرخ بالهجرة ،فقال عمر الهجرة فرقت بين الحق والباطل ثم قال ابدؤوا بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه ووافقه عثمان وعلي (رضى الله تعالى عنهما ) ومشى على ذلك الصحابة رضوان الله تعالى عنهم......
ولذلك قال علي (رضى الله تعالى عنه ) بل أرخ بالهجرة فإنها فرقت بين الحق والباطل وأظهرت الإسلام وقد كان الإسلام في مكة سراً وكان المسلمون مستضعفون وأظهرت الإسلام فاجتمع رأى المسلمين على الإبتداء بسنة الهجرة إذا هي السنة التي عز فيها الإسلام وأهله فلذلك صارت السنة هجرة بالشهور القمرية التي أرادها الله وكانت بدايتها من محرم .
ونحن الآن في اول يوم من السنة الهجرية الجديدة والذي نريد أن نأخذه من العظة والعبرة من نهاية السنة المنصرمة و هذه البداية الجديدة أيها الأخوة ان السنين التي تمضي وتنقضي من أعمارنا لا بد من ان يكون لنا معها وقفة حساب وتامل ....واتمنى ان تكون سنة خير على الجميع
اتمنى ان تستفيدو من المعلومات التي وردت في هذا الموضوع عن تأريخنا المشرف و ان تحبوه وتستعملوه بدلا من تاريخ غيرنا .......
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .