تاريخ العرب الحديث والمعاصر
بدأ التاريخ العربي المعاصر منذ مطلع القرن السادس عشر للميلاد، حيث شهدت تلك الفترة من تاريخ العرب الكثير من الأحداث على جميع الأصعدة السياسيّةِ، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، تخللتها العديد من فترات التخلف والضعف والعزلة والجمود، تلتها فترات اتسمت فيها الساحات العربيّة بالتقدم والنهضةِ والقوّة ومزيد من الاحتكاك بالعالم الخارجي.
بداية التاريخ العربي الحديث والمعاصر
اختلف المؤرخون حول البداية الفعليّة للتاريخ العربي الحديث أو حتى نهايته، حيث يرى البعض منهم أن هذا التاريخ قد بدأ مع بداية السيطرةِ العثمانيّة لدول المشرق العربي، أي في أواسط القرن السادس عشر للميلاد، وأن نهاية هذا التاريخ الحديث كان في بدايات القرن العشرين للميلاد، ويرى البعض الآخر بأن هذا التاريخ قد انتهى مع نهاية الحرب العالميّةِ الأولى.
هناك اختلاف في الرأي حول بداية التاريخ المعاصر، حيث يرى البعض منهم أن بداية التاريخ العربي المعاصر قد بدأ في القرن العشرين، ومنهم من رأى أنه ابتدأ مع بداية الحرب العالميّةِ الأولى التي اعتبرت نقطة تحولٍ في التاريخ العربي، وذكر آخرون أن التاريخ العربي المعاصر بدأ مع الحرب العالميّةِ الثانية.
في كل الأحول فإن الغالبيّة العظمى قد أجمعت على أن التاريخ العربي الحديث قد بدأ مع دخول وسيطرة العثمانيين على دول المشرق العربي، وكانت نهاية تلك الحقبة مع انتهاء الحرب العالميّة الأولى، ليبدأ بعدها مباشرةً التاريخ المعاصر للمنطقةِ العربيّة.
أبرز أحداث تاريخ العرب الحديث والمعاصر
يزخر التاريخ العربي الحديث والمعاصر بالعديد من المحطات الهامة والأحداث الجسام، والتي شكلت نقطة تحول على جميع الأصعدة في الساحات العربيّة. أدى ضعف الامبراطوريّة العثمانيّة التي حكمت المشرق العربي، إلى عجزها عن الدفاع عن المنطقة العربيّة التي تخضع لحكمها من أطماع الدول الاستعماريّة المتزايدة.
وقف العثمانيون عاجزين عن مواجهة هذا التنافس الاستعماري بين الدول الغربيّة، والتي كان جلّ همها من هذا التنافس فرض السيطرة على الأرض العربيّة للأهميّةِ الاستراتيجيّة والعسكريّة التي تشكله البلاد العربيّة، وذلك بهدف تحقيق أطماعها في المنطقة على اعتبار أنها تشكل نقطة انطلاقٍ لتحقيق أهداف أخرى.
كان لاكتشاف النفط في الساحات العربيّة سبباً آخر لازدياد حدة التنافس بين تلك الدول للسيطرة على حقول النفط وزيادة الرقعة الاستعماريّة فيها، وأدى هذا التنافس إلى فرض السيطرة على العديد من الدول العربيّة بدرجاتٍ متفاوتة وأشكال مختلفة، وتركت هذه السيطرة العديد من الآثار على المنطقة، حيث وصفت على أنها آثارٌ بعيدة المدى في العديد من المجالات.
لم ترضخ الدول للوجود الاستعماري فيها، بل قامت بالعديد من الثورات المقاومة للوجود الاستعماري في المنطقة، فتشكلت حركة المقاومة والتحرر الوطني في دول المغرب والمشرق العربي، وذلك بهدف السعي للاستقلال والتحرر.
منقول