انشر هذا في سبيل الله الى المنتديات الاخرى
بسم الله الرحمن الرحيم
بنك سويدي بتعامل مع زبنائه بدون فوائد ربوية في حين ان في دولنا المسلمة البنوك ربوية .هناك في السويد
مع الضربات المتلاحقة التي نالت النظام المصرفي العالمي
تعالت أصوات الكثيرين بأهمية إيجاد نظام جديد كبديل، لا يتعرض مرة أخرى لتلك الزلازل المالية القاتلة. والتي كان من أهم مسبباتها نظام الفائدة والذي يعتبر الهيكل العظمي للنظام المصرفي العالمي.
تلك الحقيقة التفت إليها منذ أمد بعيد كريستيان إنجلبرث ( kristian Englebrecht ) الشاب الدنماركي بعد أن عانى هو وأهله من وطأة فوائد الديون عن قرض لمزرعتهم بالدنمارك مما دفعه إلى تأسيس جمعية في عام 1931 تدعى "جاك".
وانطلقت هذه الجمعية من فكرة أساسية؛ مؤداها أن سعر الفائدة على القروض يؤدي إلى تركز الثروة في يد فئة قليلة بالمجتمع، وارتفاع نسبة البطالة، وزيادة المديونية. لكن الجمعية لم يكتب لها النجاح طويلا؛ لأن الطلب على القروض بمبالغ كبيرة في فترات متتابعة، وقصيرة أدى إلى إفلاس البنك، وانتهت الفكرة بعد وقت وقصير.
"جاك" السويدي
انتقلت الفكرة من الدنمارك إلى السويد؛ حيث التقطتها شاب سويدي يدعى "بير ألمجرين" (Per Almgren) استطاع تكوين جمعية تعاونية للادخار والإقراض الحسن عام 1965 تحمل أيضا اسم "جاك". ثم تحولت في عام 1997 الجمعية إلى بنك رسمي يخضع للبنك المركزي السويدي الذي يضمن الودائع للعملاء.
ومع تحول الجمعية إلى بنك ارتفع عدد أعضائها من 19 ألفا في عام 1991 إلى 26 ألفا عام 2004، ثم إلى 35 ألف عضو خلال 2008 بمعدل زيادة سنوي بمقدار 5% تقريبا. ويتعامل مع البنك أعضاء من ديانات مختلفة منها المسيحية واليهودية.وكذلك مسلمو السويد الذين يبلغ عددهم حوالي 400 ألف نسمة من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 8.5 ملايين نسمة.
ويسعى بنك "JAK" لتوفير القروض الخالية من الفوائد لمساعدة صغار المستثمرين. ويهدف لتوفير آليات تمويل للأفراد بلا فائدة تكون داعمة لاستقرار البيئة وخادمة للاقتصاد المحلي، وبلغ حجم ما أقرضه البنك حوالي 86 مليون يورو في عام 2008، فيما وصلت الودائع في نفس العام حوالي 97 مليون يورو.
فلسفة العمل
يرفض "جاك" طريقة البنوك الربوية في توليد الأموال، وبنى فلسفة عمله لتجنب المضار التي يحققها سعر الفائدة كـ:
الإضرار بالاستقرار الاقتصادي.
تسبب الفائدة البطالة والتضخم وتدمير البيئة.
تقوم الفائدة بنقل المال من حوزة الفقراء ليد الأغنياء.
تدعم الفائدة المشروعات التي تسعى للربح الأعلى بأقل وقت ممكن بغض النظر عن عوائدها على المجتمع وعلى النشاط الاقتصادي.
في المقابل أسس البنك رؤيته الاقتصادية على أن التنمية تقوم على ثلاثة عناصر أساسية هي: الأرض، والعمل، ورأس المال، بالإضافة للعنصر البشري بالطبع، وهذه العناصر يجب أن تكون حرة، وغير مقيدة أو مستغلة من خلال نظام ائتماني ربوي. وقد اشتق اسم "جاكJAK " من هذه العناصر الثلاث للتنمية باللغة السويدية: رأس المال Kapital، العمل Arbete، الأرض Jord.
إدارة الأموال
تختلف طريقة العمل داخل بنك "جاك" عن البنوك الربوية من حيث طريقة الإقراض، وعملية السداد، والمشروعات التي يدخل فيها البنك والاشتراطات المفروضة على العملاء.
غير أن الفارق الأهم الذي يجب فهمه هو أن "جاك" لا يقوم بعملية خلق أو توليد أو اشتقاق النقود
مثلما تفعل البنوك الربوية، والتي تتم من خلال وسائل عدة، منها إعادة الإقراض؛فمن يودعون النقود لدى البنوك التقليدية لا يسحبون في آن واحد ماأودعوا. بل يسحبون جزءًا يسيرًا منه في أي يوم معين، وهنا يكفي البنوك للوفاء بطلبات السحب أن تحتفظ باحتياطي صغير (مثلا 10%) من مجموع ما أودع لديها، وما زاد (وهو 90% من الودائع في مثالنا) تقرضه، وتنتفع بفوائده التي تتراكم ليصبح لدى البنك مال مشتق أو تم توليده من المال الأصلي
كما تتم أيضا عملية خلق النقود من خلال ما يسمى بالنقود الدفترية التي يمكن تعريفها بأنها نقود مسجلة في الدفاتر كأرقام، ولا وجود حقيقيا لها، ويمكن فهمها بالمثال التالي: إذا اقترض شخص ألف دولار من أحد البنوك، ثم قام بإيداع هذا المبلغ في بنك آخر؛ فهذا يعني أن الألف دولار أصبحت ألفي دولار في الدفاتر.
لكن بنك "جاك" لا يلجأ إلى هذا الأسلوب، إنما يقوم بإقراض أمواله دون فائدة؛ فمن يودع بالبنك أمواله يصبح عضوا، وعوضا عن دفع الفوائد على تلك الودائع يعطي للمودع الحق في الاقتراض من البنك ما دامت أمواله متاحة أيضا للاقتراض من قبل أعضاء آخرين بنفس البنك.
وعلى سبيل المثال إذا أودع أحد الأفراد 1000 دولار لمدة عام يمكنه ذلك من الاقتراض 1000 دولار لمدة عام، أو 2000دولار لمدة 6 شهور، أو 500 دولار لمدة عامين، ويسمى هذا النوع من القروض "القرض الأساسي للفرد". وقد يقوم البنك بإعطاء قروض إضافية قد تصل إلى تسعة أو عشرة أضعاف القرض الأساسي للمودع، لكن بشرط أن تكون نسبة الراغبين في الإقراض أعلى من المقترضين من البنك.
غير أن الأمر لا ينتهي عن ذلك؛ فبنك "جاك" يضع شروطا لعملية الإقراض؛ منها توجيهها إلى مشروعات عائدها الاجتماعي أكبر، كما يعطي أفضلية في الإقراض لأقارب المودع وعائلته. ويرفض أيضا هذا البنك توجيه قروضه إلى استثمارات عملاقة لا تمس حياة المودعين واحتياجاتهم المباشرة بصلة، إنما توجه إلى مشروعات في النطاق المكاني للبنك؛ وهو ما يؤدي إلى عدم تسرب الأموال من المناطق الفقيرة إلى الغنية، أو تركز الثروة في أيدي من لا يستفيدون منها.
السداد وتغطية النفقات
أما سداد القروض فيتم من خلال قيام المقترض بدفع القرض الخاص به، وبعد إتمامه يقوم بادخار إجباري لنفس مبلغ القرض؛ وذلك حتى يمكن للأعضاء الآخرين الاستفادة بأمواله المدخرة كما استفاد هو نفسه بتلك الأموال، وبعد انتهائه من الادخار الإجباري يمكنه سحب أمواله التي ادخرها.
وعلى سبيل المثال لو اقترض أحد المودعين قرضا بـ20 ألف دولار لشراء منزل فسيقوم بتسديد القرض للبنك، ثم يدخر مبلغا آخر مماثلا لما اقترضه، وبعد انتهائه من ادخار المبلغ يستطيع أن يسحبه من البنك إذا أراد ذلك، وما يحدث هنا هو تداول للأموال والمدخرات بشكل ودي يساعد الأفراد على قضاء حاجتهم.
أما تغطية بنك "جاك" لنفقاته فهي تختلف أيضا عن البنوك التقليدية التي تغطي مصروفاتها من خلال ما تحصل عليه من فوائد، بينما في هذا البنك السويدي الذي يعمل به 25 موظفا يتم الحصول على النفقات من مقابل الخدمات التي يقدمها البنك للقطاع العائلي والشركات، وكذلك الاشتراك السنوي للأعضاء الذي يصل لـ22 يورو. وهذا الاشتراك يدفع مقابل خدمات حسابهم البنكي، والحصول على مجلة البنك التي تجعل العملاء على اتصال بالبنك وأنشطته وكذلك نظير ورش العمل التعليمية التي ينظمها البنك لأعضائه. كما أن بنك "جاك" يفرض مصاريف إدارية على القروض الخالية من الفوائد وتتراوح ما بين 2.5-3%.
مشروعات البنك
وكنقطة تميز إضافية فإن بنك "جاك" يعطي الأولوية في التمويل للمشروعات ذات العائد المجتمعي الأكبر، وتتم عملية التمويل من خلال إنشاء حساب مصرفي بالبنك يفتح لمشروع معين، ثم يقوم المهتمون بالمشروع بوضع مدخراتهم به لدعم المشروع.
فعلى سبيل المثال قام البنك من خلال هذا الحساب بتمويل مشروع مذبح متوافق مع النظام البيئي يراعي المعايير الأخلاقية في معاملة الحيوانات، وبدأ الإيداع في حساب المشروع مجموعة بيئية محلية وصغار الفلاحين الذين يعيشون بالمنطقة التي أنشئ بها المذبح حيث قاموا بتحويل مدخراتهم لهذا الحساب. وتكون تلك القروض مضمونة كليا فلا يتعرض المدخرون لأية مخاطرة.ورغم أن المدخرين لا يحصلون على فائدة مباشرة من تلك المدخرات فإنهم يحصلون على عائد اقتصادي غير مباشر من المشروع وكذا تحسين البنية التحتية بمجتمعاتهم المحلية.
ولا يسعى بنك "جاك" إلى إنشاء فروع خارج السويد؛ حيث يملك فرعا رئيسيا في مدينة سكوفدي غرب العاصمة أستكهولم، ويقوم بالتعامل مع طلبات العملاء في أنحاء البلاد من خلال الجيرو، وهي طريقة تمكن عملاء البنك من السحب والإيداع ببنك"جاك" من خلال حساب بنكي آخر ويأمل البنك أن يكون هناك تعامل مستقبلي مباشر بينه وبين العملاء مع التقدم التكنولوجي وتغير البنية المالية التحتية، بحيث يوفر "جاك" خدمة الودائع مباشرة أو عن طريق شيكات، وكذلك توفير كروت ائتمانية لعملائها، وبهذا يوفر "جاك" على عملائه اللجوء لبنوك أخرى لسحب أو إيداع مدخراتهم.
ولأن قضيته هي لفت الأنظار للأضرار التي يخلفها نظام الفائدة، فالبنك يعلن أنه على استعداد لمعاونة أي مجموعة ترغب في إنشاء بنك بنفس الفكرة في دولتها، كما أنه يشارك في المنتديات الدولية للدفاع عن نظام القروض الخالية من الفوائد.