العالم لم ينته وعالم السياحة أحيى دول أمريكا الوسطى
الخبر لم يكن في عدم تحقق نبوءات شعوب المايا بنهاية العالم أول أمس الجمعة،
وإنما في كون طرق الترويج السياحي صارت من دون فرامل، حيث تمكنت الكثير من
الشركات السياحية التي ضربها الجفاف منذ أن أصبحت منطقة الشرق الأوسط غير
آمنة، وصارت تبحث عن دول أخرى خاصة في القارة الجديدة من الترويج لبضاعة
سياحية أصابها الكساد، فغواتيمالا البلد المنسي في وسط أمريكا اللاتينية شهد ولأول
مرة توافد خمسة آلاف سائح من أوروبا والولايات المتحدة وحتى من روسيا ودول
الخليج العربي لأجل انتظار نهاية العالم، في سياحة غريبة لم يحدث وأن خطرت على
بال أحد في كون السائح يتنقل إلى بلد آخر ويدفع أمواله من أجل أن يموت؟
واستغلت غواتيمالا الفقيرة جهل الأغنياء فقدمت منتوجا سياحيا مختلفا، إضافة إلى
اصطفاف الآلاف من المتسولين الذين طلبوا من الزائرين الصدقة حتى تكون نهايتهم
رحيمة، وخطف الهرم الموجود في جنوب شرق المكسيك، الضوء من أهرامات الجيزة
في مصر،،، لثلاثة أيام كاملة عندما أقيمت فيه احتفالية نهاية العالم، ورغم أن دول
أمريكا الوسطى مثل المكسيك وغواتيمالا وهوندوراس وسلفادور ونيكاراغوا، تقول أنها
معقل شعوب المايا إلا أن دول أمريكا اللاتينية عاشت كرنفالات استقطبت أثرياء العالم
الذين بدلا من أن يحتفلوا بنهاية العام في31 ديسمبر كما جرت العادة، احتفلوا بنهاية
العالم قبل عشرة أيام.
لم ينج بعض الجزائريين من المغتربين وحتى من السواح، وإن كان الفضول هو من
جذبهم للحدث من الوقوع في اللعبة، حيث رفع أحدهم العلم الجزائري رفقة الكثير من
الأعلام في قرية سيرينيتش التركية التي تجمّع فيها السواح، وأعلنت لأجلهم تركيا من
دون أن تنهرهم حالة طوارئ بتخصيص أكثر من 4500 شرطي لتأمين احتفالية خمر
وجنس في قلب عاصمة الخلافة العثمانية، رغم أن فرنسا منعت السواح من تحويل
مدينة بوغاراس إلى مزار، كما أراد أهلها الذين حاولوا أن يبنوا سياحة من الخزعبلات.
وبسقوط نبوءة المايا، لم يبق من خرافات الفناء الكثيرة التي تتحدث عن الفناء سوى
نبوءة العالم المصري الذي أصيب بالخرف رشاد خليفة، مكتشف معجزة الرقم 19
وعلاقته بالقرآن الكريم الذي قال عام 1980 أن نهاية العالم ستكون في أفريل 2280،
مدعيا أنه أخذ ذلك من القرآن الكريم، وقال أن الساعة ليست من الغيب بدليل قوله تعالى
"إن الساعة آتية أكاد أخفيها"، وقال أن كلمة بغتة ذكرت11 مرة في القرآن وكانت تعني
دائما الكفار وليس المؤمنين، قبل أن يتهمه كبار العلماء ومنهم القرضاوي وعبد العزيز
بن باز بالخبَل فمات عام 1990 في ظروف ما زالت غامضة بالولايات المتحدة.
المصدر: الشروق اليومي