حرب المزارع جاءت تتويجا لتوصيات مؤتمر الصومام من سنة 1956 لتعميم الحرب التحريرية على كل شبر من مساحة القطر الجزائري، بغية رفع الحصار و الخناق المضروب على بعض المناطق من طرف الجيش الاستعماري الفرنسي، حرب المزارع جاءت أيضا ضمن مخطط ضرب المصالح الاقتصادية للكولون الممون الرئيسي للآلة الحربية الفرنسية و لإرغام المعمرين الفرنسيين على مغادرة الوطن و الرجوع من حيث جاؤوا و بدون أية مساومة، الخطة هذه إذن تمثلت في تخريب و حرق مع تدمير العتاد الفلاحي ل 14 مزرعة من بين 70 مزرعة كانت مستهدفة عبر كامل تراب الولاية الخامسة من مجموع 300 مزرعة تم إحصاؤها في الغرب الجزائري انطلاقا من مدينة عين تمونشت، البداية كانت مع وصول عناصر من جيش التحرير الوطني تحت قيادة سي عبد الخالق إلى الناحية الأولى من المنطقة الرابعة للولاية الخامسة لإيصال الأسلحة الموجهة من طرف قيادة الجيش الذي تشكل في المنطقة، و الذي أشرفت عليه الجنة الخماسية و المكونة من عامر عبد القادر التراري و عبو المدعو عبد الإله الذي كان على رأس هذه اللجنة.
القائد عبد الخالق و بعد رحلة شاقة قادته من جبال تلمسان إلى ناحية تيغنيف مرورا بغابة زفيزف
و لاية سيدي بلعباس، أين اكتشف تحركه من طرف العدو الذي قامت قواته المدججة بالآلات الحربية من تمشيط المنطقة، و دوار سيدي دحو قرب مدينة معسكر و صولا إلى قرية ترارة على بعد 1 كلم من مدينة تيغنيف ليلة العشرين من سبتمبر1956. و كانت أول محطة للجيش بقيادة سي عبد الخالق بالناحية الأولى من المنطقة الرابعة بيت المجاهد عامر عبد القادر ليقضي ليلته ثم توجه إلى دوار الدراويش ليلتين متتاليتين تم فيهما تحضير و بدقة متناهية العملية الحربية المبرمجة و المعروفة بحرب المزارع بإشراف المسؤولين عن الحركة النضالية بالمنطقة و بمشاركة حوالي 200 مواطن من الدواوير المجاورة تم تجنيدهم لهذه العملية.
خطة حرب المزارع
شارك في هذه العملية الحربية المبرمجة إلى جانب عناصر من جيش التحرير الوطني، مواطنون مخلصون لهذا الوطن من سكان المنطقة، ليتم تقسيمهم ألى ثلاث فصائل كانت على النحو التالي
- الفصيلة الأولى: بقيت عناصر هذه المجموعة أو الفصيلة بمركز أولاد سيدي أحمد البشير تحت قيادة سي بلغزال.
-الفصيلة لثانية:توجهت هذه الفصيلة إلى دوار اولاد الخامسة بمركز أولاد النعام تحت قيادة سي المجدوب.
- الفصيلة الثالثة: توجهت هذه المجموعة إلى دوار سيدي الصافي بمركز السيد زمولي المختار تحت قيادة بن يقدومي المدعو سي لزرق.
· تنقسم كل فصيلة إلى أفواج من مناضلين بقيادة جنود من جيش التحرير، و قد أوكلت إلى كل فوج مهمة تدمير و حرق مزرعة معينة من بين المزارع التي تضمنتها هذه العملية، لتعطي بعدها منتصف الليل كإشارة للإضرام النيران، و يتعالى لهيبها و بدت ناحية تيغنيف كنهارها من كثرة النيران، معلنة بذلك أن ساعة النصر قريبة، و بعد تنفيذ العملية بنجاح تم تعيين ضريح سيدي إبراهيم مكان اللقاء لكل الافواج، لتعطى بعدها الأوامر لجميع المناضلين الذين شاركوا في هذه العملية بالرجوع إلى بيوتهم و أن يلتحقوا بصفوف جيش التحرير في حالة ما إذا اكتشف أمرهم من قبل قوات العدو.
المزارع التي مسها الحرق و الدمار بهذه المنطقة
01 مزرعة شاران كلود
02 مزرعة شاران فرنوس
03 مزرعة فانتوني هنري
04 مزرعة شاران إدوارد
05 مزرعة براغوان
06 مزرعة دودان
07 مزرعة كومبلو
08 مزرعة باتانا
09 مزرعة نيكولا سيمون
10 مزرعة براستر
11 مزرعة فراشيكيتو
12 مزرعة شارلو
13 مزرعة بيمون
14 مزرعة كاف كوبيراتيف
منقول