هل سمعت يومًا عن الكنز الذي لا يفنى؟ إنّه الصداقة، نعم فالصداقة تعني الكنز الذي نجد فيه حُسن الرفقة، ونعيش معها أجمل الأوقات التي يملؤها الحُبّ، الصداقة هي صندوق الأسرار والمغامرات التي لا تُنسى، هي ذكرياتنا الراسخة في الذاكرة والتي لا يمحوها الزمان مهما مرّ عليها، وهي صدق الشعور المبنيّ على الإخاء والوفاء وتبادل الثقة والتفاهم، كيف يكون غير ذلك وهي التي تُهدينا الصديق رفيق الروح والوجدان؟، ذاك الذي نتشارك معه اللحظات في السرّاء والضرّاء، والذي يمنح علاقة الصداقة قيمتها الحقيقيّة التي تتميز عن المعاني الإنسانيّة الأخرى بكلّ جماليّاتها...
حوار بين شخصين
إنّ الصداقة الحقيقيّة لا تُبنى إلا على النيّة السليمة والإخلاص والوفاء بالعهد، فهل هناك أجمل من صديق يحمل همّك دومًا حتى ولو أبعدته المسافات عنك؟! حيث تجده يشاركك في كلّ ما تمر به، يقدم لك يد العون، كما يحثّك على فعل كلّ ما يفيدك، ويشجعك على تحقيق أحلامك وطموحاتك، فكم يكون تأثير الصديق علينا كبيرًا وعميقًا، إذ تجد المرء منّا يأخذ بنصيحة صديقه ويحبّ مشاركة اهتمامته ورغباته، ولهذا الأمر بالتحديد حثّنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم على حُسن اختيار الصديق إذ قال: (المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ) (حديث صحيح).
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
سلامٌ على الدّنيا إذا لم يكن فيها صديق صادق، يحافظ على صديقه في غيابه وحضوره، ويجعلنا نكتفي بمئات الصداقات الأخرى، الذي إذا شعر الإنسان بالوحدة وضاقت عليه الدنيا يجده أمامه، فيكون بذلك أقرب للأخ من أن يكون صديقًا لك، فكما قالوا: (رُبّ أخٍ لم تلده لك أمّك!)، فالصداقة هي ملح الحياة وسكّرها، وهي التي تزيّن الطرقات بالضحكات وأحلى المواقف والتضحيات، وهي السند والعون والوجه الجميل من الحياة، فهذه العلاقة تهديك الشخص الذي يكون بجانبك عندما يرحل العالم كلّه عنك.. فلنحافظ عليهم ولنتمسّك بهم جيداً..