بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تُبنى جسور الثقة
تُبنى لتعبر عليها المشاعر و الأحاسيس
تُبنى ليكون هناك طعمٌ للحياة
و ما أصعب بنائُها !!!!!؟
بناء يحتاج عزيمة و ثبات
بناء طوبتهُ الإخلاص و الوفاء
بناء مونتهُ التفاني و العطاء
بناء مساميره الطهر و النقاء
و لكن ما اشد المرارة
حين تنتهي من هذا البناية الشامخة العظيمة
فيأتي خلفك من يهدها و يآآآآ للأسف
ما أيسر هدها !!!!؟
و لكن هل نيأس و نصابُ بالإحباط
و نأوي إلى ركن الآلام و الأحزان !؟
أم نُعيدُ الكرَّة و ننسى ما فات و ما قد كان !؟
هنا تكمن صفات التحلي بالإيمان
وهنا تتجلى شخصية المؤمن الصابر
على الشدائد و المحن و الذي يعلم
أن هذا ما هو إلا ابتلاء
و إلا فلما حٌلقت الجنةُ ولماذا سُعرت النيران
أحيانا أتساءل
لما تصعُب حياتنا
في حين أنها ابسط ما يكون
نرمى حملنا على الدنيا
و بريئة الدنيا من أفعالنا
نقذف بهمومنا على الزمان
و لو نطق الزمان لقال
تباً لك أيها الإنسان
حياة مهما طالت
في النهاية الكل إلى زوال
فلما الخيانة و لما الغش و الخداع !؟
لما القطيعة و لما البعد و الجفاء !؟
فأجد الإجابة
لولا الخيانة.... ما عرفنا الوفاء
لولا الجفاء..... ما وجدنا الصفاء
لولا الخداع.... ما شعرنا بالنقاء
صدمات هي ؛؛؛؛ ما تواجهنا في كل حين
غفوات تلك ؛؛؛؛ نُغيب فيها عقولنا
لنفر بها من ويلات الأنين
و ما بين مستسلم للآلام
و متهور في ردة فعله بالغضب و الطغيان
تكونُ هناك مساحات
يظلُ عندها متزنون
عرفوا كيف يواجهون الصعاب
فلحوا و ربحوا
زكت نفوسهم و طهُرت قلوبُهم
جُرحت كثيرا مشاعرهم
خُدعت بقسوة عواطفهم
و مع هذا ما ضعفوا و ما استكانوا
بل كانت لهم دافعا ليعطوا أكثر و أكثر
يعلمون أن الله يُحصى أعمالهم
فلا تضيعُ عنده الحقوق
يعلمون أن صفعات الحياة لهم حسنات
و الشدائد و المحن عن ذنوبهم مُكفرات
فهلم إخواني الكرام لنكون من مصاف هؤلاء
و لنبدأ بالبناء
و لنمد أيدينا
و لا نحقرن عملاً و لو قل
فأولِ الغيث قطرة
و تمامِ البدر هلالٌ أهل
منقول