في القصر العثماني
هي "خاصكي كوسِم ماه بيكر سلطان"، واسمها الحقيقي "أناستاسيا". وُلِدت في اليونان، وتذكر بعض المصادر أنّها ولدت في البوسنة عام 999هـ / 1590م.
أرْسِلت أناستاسيا إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية من قبل والي البوسنة، ومع دخولها الإسلام في قصر توبكابي غيَّرت اسمها لاسم "كوسِم". وسُمِّيت باسم "ماه بيكر" بفضل حُبِّ السلطان العثماني الرابع عشر أحمد الأول (1012هـ / 1603م - 1026هـ / 1617م) لها وتزوجت منه. وهي والدة السلطان مراد الرابع والسلطان إبراهيم الأول، وهكذا بدأت حياتها الجديدة في قصر توبكابي.
كوسِم سلطان كانت من أشهر وأقوى السلطانات في تاريخ الدولة العثمانية. ولما وصلت إلى سن الخامسة عشر من عمرها أصبحت من أهم الشخصيات المفضلة عند زوجها أحمد الأول وأثرت عليه بذكائها.
السلطانة الحاكمة
ولما وصلت كوسم سلطان إلى الثامنة والعشرين من عمرها أوجدت مكانا لنفسها في السلطنة العثمانية، فكانت تدير جلسات الديوان وكان لها دور خاص في الحكم العثماني في فترة حكم ابنها مراد الرابع، وذلك بسبب توليه الحكم وهو يبلغ 11 سنة ومن ثم ابنها إبراهيم الأول، وبسبب مرضه لم يكن قادرًا على إدارة الدولة ولذلك حكمت كوسم سلطان الدولة بدلا عنه وبعيدًا عن قصر توبكابي، ولكن بعد فترة من الحكم قُتِل ابنها أيضا. كما شغلت الحكم في فترة حفيدها السلطان محمد الرابع كذلك.
أعمالها الخيرية
واشتهرت كوسم سلطان بالأعمال الخيرية بتقديم المساعدات للفقراء في جميع أنحاء الدولة العثمانية، وفي كل سنة من شهر شعبان كانت تزور السجن وتدفع الديون عن المحكومين الذين حكم عليهم بالسجن بسبب ديونهم، وتطلق سراحهم من السجن كما ساعدت المسلمين الموجودين في مكة والمدينة.
اغتيالها
كانت كوسم سلطان تقوم في كل فرصة بعزل أبنائها وأحفادها من السلطة وإدارة الدولة، فقد أرادت استبدال محمد الرابع بحفيدٍ آخر إلا أنّ السلطانة خديجة تورهان أم السلطان محمد الرابع انزعجت من ذلك، ولم تكن مطمئنة من كوسم سلطان، فلذلك أمرت باغتيالها في عام 1061هـ / 1651م، ودُفِنت كوسم سلطان بجانب قبر زوجها السلطان أحمد الأول في منطقة سلطان أحمد.