قادم أنا
من حيث لا يهم
من حيث لا بيت ولا شارع
لا إقامة لي ...ولا عنوان ...تربة بلادي ...تربة أجدادي التربة الصلبة ...والهواء الأنقى قادم من الصميم أنا من حيث ينام الأطفال والشيوخ والنسوة في غيبوبة دائمة تحت الأنقاض ..تحت القهر والصحاب قادم أنا ...قادم وفي جعتي أحدث قصة ...قصة الجحيم قصة وطن يرفض أن يفنى لأنه ذاق طعم الحياة وصارت الحياة أعلى لكن حال وطني الأغلى يستدعي الآن كل إبن طال في النفى
وكل منسي في الديار ...وكل منبوذ يعاني إذا قادم أنا
لتغيير وجهة هذا الإعصار قادم لاستبدال لون الرماد برونق الأزهار قادم أنا لرد الاعتبار لحفر اسم وطني على الأحجار قادم للانتقام ..لأولئك الشيوخ العجزة والنسوة والأطفال الصغار
قادم أنا
للصلاة في قدسنا الشريف فقد نفذ صبري واستشهد انتظاري قلبي
قادم أنا لآخر وداع قبل أول لقاء لقاء مع الحرية
لقاء مع السلام
لقاء مع الذات والوطن قادم أنا
فانتظروني دفعة واحدة أو ترقبوني على دفعات متتالية
قادم أنا لأفجر حزني
قادم لأنسف يأسي ومللي وأهدي أشلائي لهذا الوطن بدل الورود
فالربيع هنا لم يحل من ربع قرن وأكثر
وصارت الأرض لا تزهر ولا تثمر
قادم أنا ...في ثوب اعتزازي متهاطلا رذاذا أحمر على طرقات بلادي ...
قادم أنا بعقيدة استشهادي ...بعزيمة مقاتل فدائي فالحية هنا واحدة ....والوطن واحد فلسطين واحدة إلا أنها لن تكون أبدا وحيدة
قادم أنا
لأرغمكم على الرحيل
لأنشد لكم معزوفة الليل الطويل فلترددوا لحن الطويل ولتبحثوا لأنفسكم عن بديل رتبوا حقائبكم وانتشلوا من هذه الأرض الزكية هذا الكيان اللعين
ارحلوا قبل أن يبلغ كل فلسطيني صغير وابحثوا عن أورشليمكم في بلاد أخرى
قادم أنا
لوضع الحروف على النقاط قادم لإحياء بعض النشاط قادم أنا ...لأفجر صمتي لأقتل يأسي لأبرهن حسي قادم لأغير همسي لأنظف قدسي
عائد أنا من معاقل الاضطهاد راجع من بعيد من عذاب شديد
عائد أنا انتقاما احرمة هذا المكان فقد قدمت كل ما أملك وكل ما أمتلك أهديت لهذا الوطن كل شيء ....حتى آخر رمق ولم يبق بحوزتي أي شيء لم يبق لي إلا نفسي وهذا الجسد المنهك من الحصار والتعب والحرب عائد أنا ...لأقدم نفسي قربانا لهذا البلد العتيق
عائد أنا لأشق الطريق نصبا عن الحواجز ونقاط المراقبة غضبا من الجدار الفاصل والأسلاك الشائكة لا شيء يمنعني عنكم هذه المرة
قادم أنا ..من أجل فلسطين ..من أجل أركان القدس المتين
نفوسنا لن ترضى غير هذا السبيل فشعاري نفسه قادم من غزة مثل الزئير صوت المظطهدين يتعالى من رام الله إلى مخيم جنين كانفجارات البراكين صوتنا صوت واحد شعارنا أيضا واحد
في كل بقاع فلسطين
عاشت فلسطين
لا حلول بعد الآن ..ولا اتفاقيات ولا أي نوع من الهدنة
لا سلام ولا كلام مع أحفاد الخنازير
...انتظروني يا غزاة القدس النبيل
لأني عائد لا محالة
عائد لأطهر نفسي
عائد أنا لأطهر وطني من حثالة البشر فالأهالي الأصليون لن يرضوا بغير الحق والنصر
عائد أنا ...بالنفس والدم لأدشن عهد السلام عهد الانتصـــــــــار