قصتي قصيرة..أحببناهم فرحلوا
أنا الآنسة زاي أو سمني ما شئت فالأسماء و الألقاب لا تهم عندما يصلبنا الحب على بوابة الحزن..
قصتي قصيرة و بسيطة لكنها موجعة فحتى كتابة هاته السطور مازال قلبي مجهشا بالبكاء و مازالت عيوني تحاول الحفاظ على كرامتها فتحبس الدموع فترات و تطلقها على وجنتي فترات أخرى..
في الحقيقة أتحمل قدرا كبيرا من الذنب في كل ما حصل لأنني طيبة و غبية و حالمة بإصلاح العالم..
قصتي قصيرة جاءني مجروحا فعالجته و حين طابت جراحه جرحني و مضى ǃ
جمعت بيننا صدفة "الفايسبوك" وأصبحنا معارف ثم أصدقاء.كان مختلفا .طيبا و رقيقا لكنه متسرع و يصبح قاسيا أحيانا.اتفقت معه في بدايات تعارفنا أن نبقى مجرد أصدقاء بغباء لا مثيل له اتفقنا متجاهلة أن الحب لا يأتي بإذن منا و لا تعنيه اتفاقاتنا البلهاء.بحذر أنثى جرحها الحب يوما تعاملت معه لكن صدقه اللامحدود معي ثقته الكبيرة بي إقحامه لي في كل تفاصيل حياته جعلني أتجاهل حذري و اتفاقاتنا و أتجاهلها حتى هي تلك الفتاة التي سرقت قلبه و مضت كان يحبها بجنون و أصبحت أنا دون وعي مني أحبه بجنون لكن بصمت .كان وحيدا مجروحا من فراق صعب و كان دوري أن أداوي جراحه آن أسمعه و أساعده ليتخطى الأمر و أيضا لأغيره كنت أريده أن يقترب من الله و أن يتوب و أن يتزوج.
في فترة وجيزة وجدتني اعرف عنه كل شيء وجدتني عالمه الصغير و صديقته العزيزة كان يتصل بي باستمرار ليل نهار ليخبرني بكل جديد أحيانا عنها و أحيانا فقط ليسأل عني و بأرق الأسماء يناديني فكيف كان باستطاعتي أن أقاوم سحره و أن لا أسقط في هواه. كيف كان باستطاعتي الهرب من عيونه و كلماته بل كيف ضعفت يومها و اعترفت له بحبي في رسالة.كيف خاطرت بصداقتنا لأجل الحب فخسرتهما معا.لكنه يتحمل الوزر معي فلماذا دللني لماذا ناداني "حبيبي" لماذا يقول لي انه يحبني و عندما اعترف بحبي يهرب.
هل كان معذورا أم هل كنت مخطئة.في الحقيقة كان لكل منا هدف مختلف أنا بتقليديتي أحببته و أردته زوجا و أبا لأطفالي هو الذي يعشق الأطفال و هو بانفتاحه أراد فقط أن يملأ فراغا تركته الأخرى أن يحرك احاسيسا قلت له أنا أنها ميتة كنت بالنسبة له تحديا و كان بالنسبة لي حلما. مختلفين كنا و سنظل لكل واحد منا نظرته للحياة و كنت في نظره "عاقلة بزاف" لكنني في الحقيقة مجنونة بمرتبة الشرف كيف لا و أنا أحب شخصا يحب غيريǃ
بعد أن تأكد من تعلقي به شعر بالذنب و بدا بالانسحاب شيئا فشيئا قلت الاتصالات و المحادثات و كثرت الشجارات كان يريدني أن اكرهه لكي أنساه بسرعة لكنه لم يعرف أن القلب الذي يحب لا يكره تماما كما لم يكره حبيبته رغم إهمالها و تجاهلها له كانت فترة مشوشة و صعبة و كأن كم الألم الذي كنت أتجرعه يوميا لم يكف لتعود هي و تعقد الأمور أكثر تتصل به بعد أن قتلته و ساعدته أنا ليحيا من جديد و يعودان معا على أنقاض حبي .
أما أنا...نفيت من حياته و من قلبه بل هل سكنت أصلا ذاك القلب؟
موجوعة أنا ..كنت اعرف كل شيء فلماذا أحس بهذا الوجع .لم أشعر أن قلبي يحاول الخروج من صدري لم تخنقني الغصة و تتحجر الدموع في عيوني .لم أستمر بالاتصال بك و كل اتصال يغرس خنجر الحزن في قلبي أكثر و لماذا تخليت عن من يحبني لأنني أحببتك متجاهلة نصائح صديقتي "تزوجي الذي يحبك و ليس الذي تحبينه" و كنت أجيبها بغباء عاشقة "لماذا لا أتزوج الذي يحبني و أحبه" متناسية انك لا تحبني..أو بعبارة أخرى لا تحبني كما تحبها .
أعترف لقد اخطات كثيرا كثيرا و هاأنا ادفع ثمن أخطائي غاليا جدا..لكني مع الكلمات أقتلك و أقتل ما كان بيننا بل ما توهمته بيننا و اعترف أيضا أن أبشع الكذب هو أن يكذب الإنسان على نفسه و أنا لفرط إعجابي بك و رغبتي في إصلاحك و العيش معك في الدارين كذبت على نفسي..
هاقد انتهى كل شيء و رسالتك الأخيرة أنهت النفس الأخير لقصتنا و مات كل شيء
لا تعتذر لي و لن اعتذر لك فكلانا اخطأ و لأني في مجتمع شرقي وحدي سأدفع الثمن
أينما كنت كن بخير و صحة و عافية لن أكون موجودة بعد الآن بعالمك و لن تسمع محاضراتي الطويلة عن الدين و الأخلاق فقد أدركت متأخرة "انك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء" أدركت متأخرة إننا لسنا لبعض..
سترتاح مني و من فضولي و من عصبيتي لكنك لن تجد فتاة بمثل جنوني و طيبتي و تفهمي لن تجد من تسمعك لساعات و تعطيك رأيها بصدق لن تجد فتاة تريدك لها في الدارين فتتجنب الانزلاق فتاة تحب عائلتك و تحترمها و تخاف عليك من نسمة الهواء فتاة تقف معك في الصحة و المرض في الشدة و الرخاء و لا تتذكرك فقط عند الحاجة فتاة لا تريد منك دينارا و لا درهما فقط أرادت قلبك و حلمت بان تحمل اسمك و تنجب أبنائك فتاة لم ترد كغيرها سهرات و إكسسوارات و هدايا و غرفة في المساء تغلق على اثنين في غفلة من الجميع. لم ترد ليال عابرة و علاقة عابرة فتاة أرادتك كلك و تمنت لك الأفضل لكنك للأسف لم تقدر هذا
سأنسحب فالمكان لا يسع كلانا أنا و هي ..سأكون وحيدة فكونا معا ربما ستجدان السعادة في غيابي لكنك لن تجد راحة البال فراحة البال و السكينة نجدها فقط بقربنا من الله و أنا أردتك زوجا صالحا نتقرب معا إلى الله "بغبائي" اعتقدت انك ستفهم هذا..
سأنسحب فلا شيء يدعو للبقاء..