تمكنت الشركات الصينية من افتكاك 29 صفقة في الجزائر بقيمة إجمالية تزيد عن 22 مليار دولار في الفترة بين جانفي 2005 و جوان 2016 حسب معطيات وإحصائيات رسمية، كما شكلت الجزائر الزبون الثاني للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد المملكة العربية السعودية.
وحسب أرقام رسمية كشف عنها المعهد الأمريكي “ تشاينا غلوبل انفستمنت تراكر” المختص في تقييم وقياس الاستثمارات الصينية في العالم، فقد افتكت الشركات الصينية 29 صفقة في مختلف المجالات بين جانفي من العام 2005 وجوان من العام الحالي، بقيمة مالية إجمالية وصلت إلى 22.22 مليار دولار.وحسب المعطيات التي قدمها المعهد سالف الذكر، فإن الحضور الصيني في الجزائر وصل إلى ذروته بين عامي 2011 و 2014 بتمكن الشركات الصينية في هذه الفترة من افتكاك 18 صفقة في الجزائر.وعن المجالات التي تنشط فيها الشركات الصينية في بلادنا يشير المعهد الأمريكي إلى قطاعات البناء، والطاقة، والفلاحة، والنقل، والسياحة و الصناعات الحديدية، و العقار والتسلية، والاشغال العمومية، مشيرا في ذات الوقت إلى مشاريع كبرى حصلت عليها الشركات الصينية مثل مشروع الطريق السيار في سنة 2006 بقيمة 6.25 مليار دولار، ومشروع بناء خطوط السكك الحديدية في سنة 2009 والذي بلغت قيمته في ذلك الوقت 2.57 مليار دولار أمريكي.وقد عادت حصة الأسد من المشاريع التي حصلت عليها الشركات الصينية في الجزائر للشركات العمومية بما مقداره 16 مشروعا في فترة العشر سنوات سالفة الذكر، وبقيمة مالية تساوي 8.89 مليار دولار حسب نفس المصدر دائما.في نفس السياق، اعتبرت الجزائر كثاني سوق بالنسبة للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد المملكة العربية السعودية، التي جاءت في المرتبة الأولى، والتي تحصلت فيها الصين على 38 صفقة في فترة العشر سنوات المذكورة، ثم الجزائر بـ 29 صفقة، فالإمارات العربية بـ 26 صفقة ثم مصر بـ 21 صفقة رفقة العراق، فالسودان بـ 17 صفقة. ونشير إلى أن الصين التي تربطها علاقات صداقة قديمة بالجزائر دخلت السوق الجزائرية بقوة منذ عقود من الزمن، لكن حضورها في المجال الاقتصادي كان لافتا في العشر سنوات الأخيرة من خلال مشاريع كبيرة على غرار الطريق السيار وغيره، وحصلت أيضا على مشاريع كبرى مثل مشروع بناء وتمويل جزء من الميناء الكبير لشرشال، ومشروع بناء الجامع الأعظم في الجزائر العاصمة، ومشاريع أخرى في مجالات الطاقة والاشغال العمومية، واستثمارات في مجال المناجم والحديد والصلب وغيرها.في سياق مرتبط، أعلنت سوناطراك في بيان لها أمس أنها عهدت لمجمع صيني مهمة إعادة تأهيل و إتمام محطة تكرير المحروقات للجزائر العاصمة بقيمة أجمالية تقدر بـ 45 مليار دينار، أي ما يعادل 410 مليون دولار.
وللإشارة فقد انطلقت الأشغال في هذه المحطة سنة 2010 ومنحت في ذلك الوقت للشركة الفرنسية “تكنيب” بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ 963 مليون دولار ، وأشار العقد بين الطرفين على تسليم المحطة كاملة من جميع الجوانب، في آجال زمنية لا تتعدى 21 شهرا فقط، لكن الشركة الفرنسية انسحبت من المشروع في سنة 2015 بعدما طلبت زيادة في القيمة المالية للمشروع بـ 300 مليون دولار لاستكماله.ولحد الآن أنجزت الشركة الفرنسية 70 بالمائة من أشغال المحطة، على أن تنطلق الشركة الصينية في إتمام ما تبقى في بداية سنة2017، ومن المتوقع أن تدخل المحطة حيز الخدمة في سنة 2019 حسب مصادر من سوناطراك. وتستورد الجزائر حاليا ما قيمته 4 ملايير دولار من مشتقات المحروقات وبخاصة منها المازوت.
منقول