الاختيار في الزواج ..!
قال تعالى :
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
وقال عليه الصلاة والسلام :
"ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" رواه ابن ماجه
وفي علم النفس ...أجمعت نظريات عديدة أن (السعادة الزوجية ) من أهم مصادر الصحة النفسية عند الرجل والمرأة ..
وأثبتت دراسات كثيرة ذلك ..منها
دراسة آركوف : تبين أن المتزوجين أفضل من غير المتزوجين في الصحة النفسية والجسمانية .
وكذلك
دراسة وايز : وجد أن غير المتزوجين أعلى من المتزوجين في الشعور بالوحدة والاكتئاب والقلق والإدمان بشتى أنواعه ..
الاختيار في الزواج:
هناك عدة نظريات تفسر السبب الرئيسي الذي يوجه الفرد في عملية اختيار شريك حياته :
1- نظرية المعايير :
عملية الاختيار هنا تتم وفق المعايير التي يضعها المجتمع ..
(العمر / النسب / الوضع المادي / التعليم / الوضع الاجتماعي ...)
حيث ينشأ الفرد على هذه المعايير في مجتمعه، فيضع هذه المعايير في ذهنه عندما يقبل على الزواج.
2- نظرية التجانس :
توجه الفرد إلى اختيار شريك حياة يشبهه..
من حيث ( السن /الصفات الشخصية / الدين /المستوى الاجتماعي / المستوى الاقتصادي / الاهتمامات / الهوايات/ الاتجاهات ...الخ ).
3- نظرية تكامل الحاجات :
توجه الفرد إلى شريك حياة يكمل حاجاته..
بمعنى شخص مختلف عنه ..فأساس الاختيار هنا الاختلاف في الصفات التي تكمل عند المرء النقص الذي لديه ..
4- نظرية التحليل النفسي :
دوافع لاشعورية - من غير أن تُدرك – تدفع الفرد إلى اختيار الزوج الشبيه بالأب أو المختلف عنه ، واختيار الزوجة الشبيهة بالأم أو المختلفة عنها، بحسب طبيعة التجربة مع الوالدين ..
5- نظرية القرب المكاني :
اختيار الفرد لشريك حياته نتيجة لتوفر فرص اللقاء في مكان ما ..(عمل / دراسة / زيارات ..)
العوامل الخارجية المؤثرة في عملية الاختيار :
1- الوالدين.
2- الأصدقاء.
3- الدين.
4- العادات والتقاليد.
5- وسائل الإعلام .
شروط الاختيار الجيد :
1- النية الصالحة :
أن يبنى الزواج على نية صالحة مثل : (إنشاء أسرة وابناء صالحين / تكملة نصف الدين / العفاف وتحصين النفس / التعاون على طاعة الله وعبادته ....)
2- الالتزام بالدين والأخلاق الفاضلة:
أي يكون الطرف الآخر ذا دين ( ولو الحد الأدنى من الالتزام بالدين ..)
" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي وغيره.
3- المنبت الحسن :
أي يكون الشخص قد نشأ في أسرة صالحة مستقرة ، فقد تبين أن (الاستقرار الزواجي ) ينتقل من جيل إلى جيل في الغالب ..
4- التقارب في السن :
(تقاربهما عمريا يجعلهما متقاربين فكريا وفي النضج ..)
5- توافق الثقافة والعقيدة والخلفية الاجتماعية :
فاحتمالات الاستمرار بالزواج تكون أعلى إذا كان الزوجان من ثقافة وعقيدة ومجتمع واحد ..
6- نضج الشخصية والقدرة على تحمل المسؤولية.
7- الجمال :
كما في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
"أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "( أي تدوم صحبتكما ) رواه الترمذي
8-المستوى الاقتصادي والاجتماعي :
الاقتصادي: حالة الفرد المادية.
الاجتماعي: نسبه ومكانته الاجتماعية.
اعتبار هذا الجانب مهم لكنه لايكفي ، حيث يجب اعتبار أمور أخرى أهم مثل الدين والخُلق وغيرها ..
كما في حديث الصحيحين:" تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك."
.....
المصدر: مذكرة التربية الأسرية / د. حمود المقاطع (أفضل أستاذ عرفته )^ ^