أسدل السباح التونسي اسامة الملولي الستارة على مشواره في العاب ريو دي جانيرو الاولمبية بتنازله الثلاثاء عن لقبه في ماراثون 10 كلم في المياه المفتوحة، اثر سباق مثير المح بعده الى اعتزاله عن المشاركة في البطولات الكبرى.
وقبل 350 م من خط النهاية في شاطىء كوباكابانا الشهير، تنافس 6 سباحين على مركز الصدارة، لكن الملولي (32 عاما) تراجع في الوقت الحاسم الى المركز الثاني عشر من اصل 23 سباحا بزمن 1ر06ر53ر1 ساعة.
قال الملولي بعد السباق: "اشعر بالمرارة لخسارة اللقب الاولمبي برغم اني بذلت قصارى جهدي من اجل اسعاد الشعب التونسي. اقدر ان هذا السباق سيكون الاخير لي... ساظل اعمل في مجال الرياضة لنقل خبرتي الى الشباب".
ونقلت وكالة الانباء التونسية ان الملولي قرر عدم النشاركة من الان فصاعدا في المنافسات الرسمية.
وتابع الملولي الذي اخفق في تحقيق "الحلم" الاولمبي واهدائه لعائلته خصوصا والدته خديجة وكل الذين رافقوه خلال مسيرته الرياضية الناجحة: "لقد كانت اخر 200 م قاتلة بالنسبة لي، فلم انجح بالصمود مع باقي السباحين. كما اني تعرضت للمضايقة والتدافع من بعض السباحين في الخط الاخير".
وانفرد الهولندي فيري فيرتمان (24 عاما) محرزا الذهبية بتوقيت 8ر59ر52ر1 ساعة، متفوقا بطريقة دراماتيكية على اليوناني سبيروس يانيوتيس (36 عاما) بعدما وصلا سويا الى خط النهاية، فيما راحت البرونزية الى الفرنسي مارك-انطوان اوليفييه (0ر02ر53ر1 ساعة).
في 2012، احرز الملولي السباق عينه بتوقيت 1ر55ر49ر1 ساعة ليضيفه الى ذهبية 1500 م حرة في بكين 2008 كما توج ببرونزية 1500 م في لندن.
- خيبة مزدوجة -
كان مشوار الملولي في ريو مختلفا للغاية ففشل الجمعة الماضي في التأهل الى سباق 1500 م ليحل في المركز الحادي والعشرين من اصل 45 سباحا.
وتكررت خيبة "قرش قرطاج"، ثاني أكثر رياضيي تونس تتويجا بميداليات في الألعاب الأولمبية (ذهبيتان وبرونزية) بعد العداء محمد القمودي (ذهبية وفضيتان وبرونزية في سباقي 5 و10 كلم خلال العاب 1964 و1968 و1972)، اليوم في سباق 10 كلم حرة في المياه المفتوحة الذي احرز لقبه في لندن.
وكان الملولي، المشارك في الاولمبياد للمرة الخامسة في مسيرته الرياضية، يهدف الى تحقيق انجاز جديد يهديه لعائلته و"تونس الحرة". اول سباح في تاريخ الاولمبياد يتوج بالذهب في مسابقتي 10 كلم و1500 م.
وكان هذه المرة مترددا في خوض السباقين لان الفارق بينهما 3 ايام، وكان يخشى ان يؤثر ذلك على جاهزيته، لكنه قبل التحدي في اللحظة الاخيرة وفشل بشكل ذريع في بلوغ الهدف المنشود.
وكان ابن مدينة المرسى (شمال العاصمة تونس) يدرك منذ البداية أن الرهان "صعب جدا" في اولمبياد ريو دي جانيرو، كما كان الأمر في البرتغال التي استضافت في حزيران/يونيو الماضي التصفيات المؤهلة لسباق 10 كلم في المياه الحرة في الالعاب الاولمبية. وفي تلك التصفيات حل الملولي في المركز الخامس.
بعد مضي 15 عاما على احرازه اول ميدالية فضية خلال دورة ألعاب البحر الابيض المتوسط التي اقيمت في تونس سنة 2001، وبعد ذهبيتين اولمبيتين في 2008 و2012 ولقبين عالميين في روما 2009 ضمن 1500 م وبرشلونة 2013 ضمن 5 كلم مياه مفتوحة، اسدل القرش التونسي الستارة على مسيرة رائعة احب ان يختتمها على منصات التتويج في ريو فلم ينجح.
منقول