الوطن هو المكان الذي يعيدنا إلى ذكريات الطفولة، ويذكرنا بحنان الأمهات، ويشعرنا بأمان الآباء، وحب الأجداد، هو المكان الذي احتضن أحلامنا وأمنياتنا ورسمنا فيه مستقبلنا، هو المكان الذي يجسد الدفء والأمان، كيف لا وقد غُرِس حبه في قلوبنا منذ الصغر.
حديث عن حب الوطن
حبنا لأوطاننا لا يحتاج إلى تعلّم أو تكلّف، حب الوطن يأتي بالفطرة، فمن منا لا يحب المكان الذي إليه ينتمي والذي يعبر عن كيانه، وقد حثت الأديان السماوية على حب الوطن، ويتجسد ذلك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال عندما أُخرِج من مكة: (ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ) (رواه عبدالله بن عباس)، فكلّ إنسان يرى وطنه أجمل مكان في هذه الدنيا، ومهما سافر سيبقى يشعر بالحنين إلى وطنه والحاجة إلى العيش والاستقرار فيه.
وقد تغنى العديد من الشعراء في أوطانهم وقالوا فيه أجمل الأشعار والأغنيات، ولكن هذه الأشعار لا تكفي لنعبر عن حبنا لأوطاننا ومشاعرنا تجاهها، حيث يجب علينا أن نترجم هذه المشاعر إلى أفعال لتكون أوطاننا كما نحب، ولعل من أهم واجباتنا تجاه الوطن أن نحافظ على الممتلكات العامة كما نحافظ على ممتلكاتنا الخاصة، وأن نلتزم بالقوانين ونحترمها، حيث إنّ هذه القوانين وُضعت لحمايتنا وحماية الوطن، وأن لا نتردد في تقديم المساعدة ويد العون لأبناء وطننا، وأن نتقن عملنا ونقوم به بإخلاص لنساهم في ازدهار الوطن وتقدمه، وأن نتقبل الآخرين ونتعايش مع كل فئات المجتمع على اختلاف أعراقهم وألوانهم ومعتقداتهم.