اعلنت الدائرة العامة لأوقاف القدس الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك ومجلس أوقاف القدس استكمال مشروعين تاريخيين من مشاريع الإعمار الهاشمي للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وهما: مشروع ترميم الفسيفساء والزخارف الجصية في قبة الصخرة المشرفة والذي تم تنفيذه على مدار 8 سنوات من 2008 وحتى حزيران 2016، والثاني مشروع ترميم فسيفساء قبة المسجد القبلي/ الجامع الأقصى والذي تم تنفيذه منذ بداية العام 2014 واكتمل في شهر تشرين أول 2016، حيث اكتمل العمل على نفقة وبرعاية مباشرة من قبل صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
وقد جرى الاحتفال تحت رعاية المهندس رائف نجم عضو مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الأردني الأسبق والذي يزور القدس بهدف تسلم هذه المشاريع بشكل رسمي وعلى رأس وفد أردني يضم الدكتور وصفي كيلاني المدير التننفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك والمهندس عبدالله العبادي مدير شؤون المسجد الأقصى في وزارة الأوقاف الأردنية.
وحضر الحفل عدد من مسؤولي أوقاف وأعيان القدس وجمع مبارك من موظفي أوقاف القدس والمؤمنين عمار أولى القبلتين وسدنة المسجد والمرابطين فيه من أهل القدس وفلسطين.
وقال المهندس رائف نجم، الذي يستمر في عمله في لجنة الإعمار الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى منذ أمر الغفور له الملك الحسين بن طلال بتأسيسها عام 1954: إنه يتشرف ويتبرك بأن يشهد الانتهاء من مشاريع إعمار هاشمي تاريخية جديدة لم تتم بهذا المستوى من الدقة والإتقان منذ أكثر من مئتي عام، ولا شك أن هذا الإعمار الذي يحافظ على كل حبة فسيفساء وزخرفة جصية بلونها الأصلي إنما هو عمل صالح يتقرب به المؤمنون لله تعالى ويتشرف كل من ساهم وأنفق ودعم ونفذ العمل وأشرف عليه بأنه يحافظ على أقدس أحد ثلاثة أماكن في الإسلام والذي يتعرض اليوم لأبشع اشكال الحصار والاضهاد ومحاولات منع الإعمار وربما محاولات هدم وتغيير معالمه وهويتة من قبل فئة محتلة ومتطرفة، لذلك فإن هذا العمل الصالح يجمع بين فضيلتين عظيمتين الإعمار المادي والمعنوي للمسجد الأقصى المبارك والجهاد في سبيل الله بالحفاظ على المسجد من اعتداء الطامعين والحاقدين داعياً الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني وأن يجزيه خير الجزاء عن جميع المسلمين على هذا العمل.
وعبر المهندس رائف نجم الذي يبلغ من العمر تسعين عاما ونيف قضى معظمها في رحاب وعتبات وأشغال إعمار الأقصى :"أن المسجد الأقصى/الحرم الشريف ورغم كل التحديات يبدو اليوم بأبهى صورة وأزهى حلة من الجمال والصيانة والمحافظة عليه."
وأوضح المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار الأقصى الدكتور وصفي كيلاني أن الهدف من الاحتفال إطلاع المسلمين في كافة أنحاء العالم على الدور الكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني في تأمين سلامة المسجد الأقصى المبارك وحمايته.
واكد الكيلاني أن صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية جلالة الملك عبدالله الثاني لم يدخر يوما أي جهد في الدفاع عن المقدسات وأن الحفاظ عليها مرتبط بالحفاظ على كرامة كل مواطن أردني كما هو مرتبط بكرامة الأمة العربية والإسلامية وأن جلالة الملك يعمل ما بوسعه للحفاظ على العهود والمواثيق التي حافظت على المقدسات الإسلامية والمسيحية والتعايش الإسلامي المسيحي في القدس منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والفتح العمري وفتح السلطان صلاح الدين الأيوبي ومن سبقه وجاء بعده من خلفاء المسلمين وقادتهم وأشاد الكيلاني بالمواقف المشرفة لكنائس القدس في التمسك بهذه المبادئ التي جعلت من القدس مدينة سلام بحق على مدار أكثر من 1400 سنة على أساس العهدة العمرية أن المسجد الأقصى/الحرم الشريف للمسلمين فقط مثلما أن كنيسة القيامة للمسيحيين فقط.
وبين الشيخ عزام الخطيب أن مشروع ترميم قبة المسجد القبلي يأتي استكمالا لمشروع ترميم مستمر منذ الحريق الذي وقع في المسجد في العام 1969 حين تضررت أجزاء من القبة، وجرى ترميمها بشكل بسيط في ذلك الحين، ولكن هذا الترميم كان جذريًا وعميقًا وشمل كل القبة بمساحة 240 مترًا، مشيرا الى أن جزءاً من هذا المشروع التاريخي كان أمر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وإشرافه على بناء منبر صلاح الدين بحسب مواصفات المنبر الأصلي، وتم جلبه وتركيبه في مكانه في الأقصى عام 2006 ، إضافة الى ترميم الواجهة الجنوبية للمسجد القبلي/ الجامع الأقصى وعشرات المشاريع الهاشمية الأخرى منها ما تم بحمد الله ومنها ما هو مستمر بفضل الله ومنها ما هو معطل من قبل سلطات الاحتلال وسيتم تنفيذه.
وأشاد الشيخ عبد العظيم سلهب بجهود الجهاز الفني للإعمار الهاشمي كطاقم محلي قضى مئات الساعات معلقاً على السقائل لحقن ومعالجة كل سنتمتر واحد بعناية مضيفاً أنه تمت الاستعانة بخبراء من إيطاليا لتنفيذ عملية الترميم ومشيداً بجهود الدكتور محمد أبو عيشة الذي أشرف على عمل الفريق الإيطالي الذي عمل بتعاون كبير مع الفريق المحلي منذ العام 2010.
وأثنى مفتي القدس والديار الفلسطينية على إعمار الملك عبدالله الثاني للمسجد الأقصى/ الحرم الشريف ودفاعه عن أولى القبلتين باسم 1.7 مليار مسلم يتطلعون بكل شغف لليوم الذي تتحرر فيه المقدسات الإسلامية والمسيحية وتراث القدس العربية الإسلامية من نير وتعسف الاحتلال لتنعم برعاية إسلامية خالصة وتسامح إسلامي مسيحي كما كانت على مدار مئات السنين منذ فتح عمر بن الخطاب للقدس وحتى احتلالها عام 1967.
وختم المهندس عبدالله العبادي كلمات الحضور بتأكيده على أن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية ستستمر للعمل بتوجيهات جلالة الملك لدعم أوقاف القدس وجهاز الإعمار الهاشمي فيها من خلال تأهيل وزيادة أعداد الموظفين من أئمة وإداريين وحراس وسدنة بكل الوسائل الممكنة. وكشف العبادي النقاب عن أنه في مرحلة قريبة جدًا سيتم الاعلان والبدء بتنفيذ جملة مشاريع هامة وضرورية للحفاظ على المسجد الأقصى/الحرم الشريف رغم العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال.
منقول