لو خطب هذا الشاب ابنتك.. فهل توافق عليه؟!
قالت الأولى: خطبني شاب مدخن، وقالت الثانية: خطبني وحيد أمه، وقالت الثالثة:
خطبني شاب يتابع أكثر من 100 فتاة بالتويتر، فهل أوافق على الزواج منه؟ وأسئلة
كثيرة تطرح في مرحلة الخطوبة وتحتار الفتاة في اتخاذ القرار، وأحيانا يكون السؤال
حول شاب لا يصلي أو تاب من الإدمان، أو شاب له ماض، أو شاب تم التعرف عليه من
خلال النت، أو شاب سبق له الطلاق، فهل يوافق الأب على مثل هذه المواصفات لو تقدم
الشاب لابنته؟
أحببت أن أجمع ثماني حالات متكررة حول الخطبة ونجيب عليها باختصار في هذا
المقال، فالحالة الأولى لو كان الخاطب شابا مدخنا، فلا بد أن نفرق بين نوعين من
الشباب في هذه الحالة: الأول أن يكون خلوقا ومتدينا ومن بيئة صالحة ومحافظا
ومتميزا، وقد قدم وعودا بالإقلاع عن التدخين إلا ان هذه هي سلبيته الوحيدة، بينما
شاب آخر مدخن وليس لديه كل هذه الميزات، ففي الحالة الأولى نوافق عليه مع ابداء
رغبتنا له بالتوقف عن التدخين، وفي الحالة الثانية نرفض الزواج منه.
أما وحيد أمه ففي هذه الحالة فلابد من التأكد من أمرين: الأول: هل أمه متحكمة
ومسيطرة عليه؟ وهل هي مغدقة عليه بالهدايا والعطايا لدرجة أنه لم يعد يتحمل أي
مسؤولية بالحياة، والأمر الثاني هل سيكون السكن مع والدته بنفس البيت وهي ستتولى
إدارة الحياة الزوجية بحكم تسلطها عليه، ففي هذه الحالة لا نوافق على الزواج من هذا
الشاب، أما لو كان هو مستقلا بشخصيته عن أمه، وقد ربته على الاعتماد على النفس
وليس الاعتماد عليها، وهو بار بأمه ويحسن التعامل مع زوجته ففي هذه الحالة نوافق
على الزواج منه.
والحالة الثالثة أن يكون الشاب متابعا لأكثر من فتاة على التويتر أو الفيس أو
الإنستجرام، فهنا نفرق بين حالتين من الشباب، الأولى أن يكتب الشاب محتوى مفيدا
علميا أو طبيا أو تربويا ففي هذه الحالة نرى قبول الزواج منه لأن المتابعة جادة
وهادفة، وخاصة إذا كانت أخلاق الشاب راقية ومحافظا على دينه، أما لو كان يتابع بنات
من أجل التسلية وبناء العلاقات المحرمة ففي هذه الحالة لا نرى الارتباط به كزوج حتى
ولو قال إني سأغلق الحساب غدا.
أما حالة الشاب الذي لا يصلي أو شاب آخر تاب من ادمان المخدرات أو الحشيشة، ففي
الحالة الأولى لا نرى الارتباط به صحيحا لأن الصلاة هي عمود الدين وهي التي تنهى
عن الفحشاء والمنكر، فمن لم تكن علاقته برب الناس جيدة فكيف ستكون علاقته
بالناس! أما لو تاب من ادمان المخدرات أو الحشيشة وكانت التوبة تجاوزت فترة جيدة
كأن تكون أكثر من ثلاث سنوات مثلا، وغير أصحابه المدمنين فلا مانع من الموافقة
عليه، وفي حالة لو كانت فترة التوبة أقل من ثلاث سنوات فيكون القرار فيه مجازفة.
أما الشاب الذي لديه ماض وقد جرب كل المحرمات فلا مانع من الموافقة على الزواج
منه بشرط أن يكون قد ترك ماضيه وتخلى عنه تماما، وأما في حالة لو كان التعارف بين
الشاب والفتاة عبر النت، فاننا ننظر للنت علي أنه وسيلة من وسائل التعارف ولكن لابد
من أن نتوج هذا التعارف بتعارف رسمي حقيقي بين الأهل والعائلة، ولا نكتفي
بالتعارف الافتراضي حتي نطمئن من صدقه وأخلاقه.
أما الحالة الأخيرة فهي لو تقدم شاب سبق له الطلاق ففي هذه الحالة لا بد من معرفة
الأسباب الحقيقية للطلاق حتى نطمئن، وليس من الخطأ ونحن نجمع المعلومات عنه أن
نتواصل مع الأسرة التي طلقها لمعرفة أسباب الطلاق، بعد الاطمئنان من انه شاب طيب
وخلوق ومحترم، مع ملاحظة أننا افترضنا في هذا المقال أن الفتاة التي تقدم لها الخاطب
يتوفر فيها شرطان أساسان وهما: صغر السن، وأن هذا أول زواج لها، فلو تغيرت هذه
المعطيات فيكون لكل حالة جوابها الخاص.
د. جاسم المطوع .. الخبير الاجتماعي والتربوي
|