فلسطين قطعة صغيرة من أرض كبيرة لا تتعدى مساحتها ستة وعشرين ألف كيلو متر مربع، اشتهرت باعتدال مناخها، وجمال طبيعتها، وكثرة ثرواتها، وقداسة أراضيها، كانت فلسطين قبل عام 1914 أي قبل الإحتلال البريطاني تتبع للدولة العثمانية عندما تم القضاء على الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الثانية وقعت فلسطين فريسة ضعيفة لا حول لها ولا قوة بين البريطانيين، وطمع اليهود الذين كانوا يطمعون فيها، ومن هنا بدأت القضية الفلسطينية، ومعاناة أهلها الذين عانوا الويلات، أصبحت تتخبط بين القوتين العظمتين المنتصرتين في الحرب لا أحد يقف أمامهم وأمام أطماعهم، والشعب الفلسطيني ليس له ناصر أو معين غير الله، كان مثل الجسد المريض الذي يعاني من الحمة الشديدة، ولا يجد من يعالجه ويخفف عنه آلامه، رغم ذلك ورغم قوة المستعمر دافع ذلك الشعب المعطاء عن نفسه بما يملك من وسائل دفاع بسيطة لا تقارن أمام سلاح المستعمر، أخذوا ينظمون أنفسهم على شكل جماعات تعمل على مقاومة الإحتلال ويدافعوا عن أرضهم وحقوقهم التي سلبت منهم .
حاول الإستعمار البريطاني إرضاخ الشعب الفلسطيني بالقوة العسكرية لإجبارهم على القبول بشروطهم الاستعمارية، التي كان علي رأسها قبولهم بإنشاء وطن قومي لليهود على أرضهم، إلا أنهم رفضوا ذلك ودافعوا عن بلادهم، في المقابل كان المحتل البريطاني يستخدم أساليب المكر، حيث أصبحوا يتظاهرون بصدق نواياهم اتجاه الشعب الفلسطيني كنوع من الحيلة، والدهاء، أو إعطائهم الوعود الكاذبة، كل ذلك في سبيل تبرير جرائمهم أمام العالم من ناحية، ومن ناحية أخرى العمل على تحويل هذه البلاد العربية المقدسة إلى وطن يهودي بعد إجلاء أهلها عنها، ويكسبون جريمتهم المنكرة صفة شرعية، ولكنهم فشلوا في هذه المحاولة فشلاً تاماً، بفضل الله أولاً ومن ثم جهود الشباب الفلسطيني المقاوم.
استبسل الشعب الفلسطيني في الدفاع عن وطنهم بشكل كبير ، فما زلنا حتى اليوم ومنذ القديم يقوم الشعب الفلسطيني بالدفاع عن وطنه وقضيته بشكل كبير جداً ، وما يدور اليوم في المسجد الأقصى يفسر كافة المحاولات التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي ، من تدنيس لشرف الأمة المسلمة ، والعمل على انهاك حريتها، وانتهاك إسلامها بكافة الوسائل والطرق المتاح ، فنجدهم اليوم يمنعون المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى ، ويقومون بإرسال بعثات من الصهاينة ، تقوم كل يوم باقتحام المسجد ، وتدنيسه ، وإلقاء الصحف والكتب الدينية على أرضها ، وما زال العالم ينتظر ، وينتظر ، ولا يجد هذا الشعب إلا نفسه وحيدا بين أمة أنهكها النوم ، وغاصت في سبات عميق ، تنتظر مهدياً يقوم هو بتحرير الأقصى ، ويخفف من حدة التوتر الحاصل بينها ، وفي هذا اليوم رأينا كيف أن الإحتلال يحاول هدم المسجد الأقصى ليقيم محله الهيكل المزعوم ، الذي لا أحد يعرف له أي أصل في الكتب وغيرها ، وإنما هي حجة من الإحتلال ليبيّن أن فلسطين التاريخية هي لليهود فقط ، وليس للعرب فيها شيء.
منقول