المرأة الدينارية رضي الله عنها:
في السِّيرةِ النبوية لابنِ هِشامٍ، والبداية والنهاية لابن كثير، ودلائل النبوة للبيهقي: عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقت أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أُحُد، فلما نُعوا لها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيراً يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، قال: فأشير لها حتى إذا رأته قالت:كل مصيبة بعدك جلل (صغيرة)). وفي رواية للطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (لما كان يوم أحد حَاصَ أهل المدينة حَيصَةً، وقالوا: قُتِلَ محمدٌ، حتى كثر الصراخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأة من الأنصار مُتَحَزِّمَةً، فاستقبلت (أُخْبِرَت بمقتل) بأبيها، ابنها، وزوجها، وأخيها، لا أدري أيّهم استقبلت به أولاً، فلما مرّت على آخرهم قالوا: أبوك، زوجك، أخوك، ابنك، فتقول: ما فعل رسول الله؟، يقولون: أمامك، حتى دُفِعَت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه، ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سَلِمْتَ من عَطَبٍ).
المواقف التي حدثت في غزوة أحد مع صفيّة وأم سعد بن معاذ والمرأة الدينارية أعطين بها دروسا للأمة ـ رجالا ونساء ـ في مدى صبرهن على موت واستشهاد ذويهن، وحبهن الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم، وطاعتهن له وامتثالهن لأمره، ولذا فمع ما في هذه الغزوة مِن جراح وآلام، وشهداء بلغوا سبعين شهيداً، إلا أن فيها من الفوائد والحِكَم، والدروس والعِبر الكثير، التي ينبغي الوقوف معها للاستفادة منها، قال ابن حجر: "قال العلماء: وكان في قصة أحد وما أصيب به المسلمون فيها من الفوائد والحكم الربانية أشياء عظيمة".
منقول