عاملتموه على أنه ملك يأمر فيُطاع فدفعتم الثمن
أنا متأكدة من أنك قلت أو سمعت أحدهم يردّد عبارة "أولاد هذا الجيل لا قيمة لديهم لأي
شيء ". في الواقع ما سأخبركم به ليس سهلاً. لأنه يبدو أن المشكلة هي في طريقة
التربية. فماذا تفعلون أمام ولد يعتقد أنه يحقّ له أن يحصل على أي شيء يريده بحجة
أنكم أنجبتموه وعليكم تلبية كلّ حاجاته سواء كانت أساسيّة أم لا؟ إنها معضلة بالنسبة
لمعظم الأهالي في هذا العصر!
للأمر علاقة بما يتوقعون الحصول عليه. والعبارة التي تختصر ما يفكر به الأولاد هي
" يحقّ لي".
والشعور بالاستحقاق يعني الإيمان بأنه يستحق بشكل طبيعي وتلقائي الامتيازات أو
المعاملة الخاصة.
أطفالنا يشعرون أن لديهم الحق في كلّ شيء، حتى لو لم يعملوا للحصول عليه. ما داموا
قد أتوا إلى الحياة يجب أن يحصلوا على كلّ ما يريدونه! وهذه صفة لا تريدون أن ينمو
أطفالكم فتكبر معهم. إذا كيف يمكنكم أن تضمنوا ألا يشعر أولادكم أنه يحق لهم بالمال
الذي لم يتعبوا بجنيه وبكل ما تشتريه هذا المال؟
دعوهم يلاحظون ما تفعلونه أنتم للحصول على ما تريدون
أول شيء عليكم أن تذكروه هو أن الأطفال يتعلمون بالقدوة. وإذا كانوا لا ترون كيف
تعملون للحصول على ما تريدون، فكيف يتعلّمون أن عليهم أن يعملوا ويوفّروا المال؟
وكذلك إذا لم يرَ أطفالكم أنكم أحياناً لا تحصلون على ما تريدونه، فسوف يعتقدون أنه
يجب أن يحصلوا دائماً على ما يريدونه.
حدّثوهم عمّا توفّرون لأجله المال وكيف تتخذون القرارات حول ما يجب إنفاقه من المال
وعلى ماذا. على سبيل المثال، إذا كنتم توفّرون المال لأخذهم في رحلة في العطلة الصيفيّة
وطلبوا الخروج بشكل متكرّر تحدّث معهم عن السبب الذي يجعلكم تتناولون الطعام في
المنزل وهو التوفير للعطلات. ناقشوا معهم قرارات الإنفاق وأخبروهم أين يذهب المال الذي
تجنونه.
لا تشتروا لهم كل شيء
إذا كنتم تشترون كل ما يطلبه أولادكم، فمن الطبيعي أنهم سوف يعتقدون بأنه يجب أن
يحصلوا على كل ما يريدون.
فإذا وافق رئيسك على زيادة راتبك كلّما طلبت منه ذلك ستبدأ أنت أيضاً بالاعتقاد أنه يحقّ
لك الحصول على زيادة كلّما طلبتها. وهذا لا يختلف عمّا يفكّر به أولادكم.
الوضع المثالي هو أن تؤمّنوا لهم حاجاتهم الرئيسيّة الأساسيّة بالإضافة إلى عطلة وهدايا
المناسبات وأعياد ميلادهم. عليكم توفير الغذاء والملبس واحتياجات المدرسة ومعاملة
خاصة في بعض الأحيان - كل شيء آخر عليهم أن يوفّروا أو يقوموا بمهمات وأعمال
ليحصلوا عليه! وسوف يتعلمون بسرعة أن عليهم أن يدّخروا المال لأنه أنه لا يحقّ
لهم الحصول على كل ما يرغبون به تلقائياً. ذلك يعلّمهم قيمة العمل والمال.
لا تدخلوهم في كل مشاريعكم
عليكم كزوجين أن تخرجا معاً في بعض الأحيان دون أخذهم معكما. يمكنكما أن تسافرا أو
أن تخرجا للعشاء أو لقضاء عطلة مع الأصدقاء من دون الأولاد. صحيح أن لا علاقة لذلك
بمصروف الأولاد ورغباتهم لكنه يعلّمهم درساً مهماً وهو أنه لا يحقّ لهم بكل شيء ساعة
يشاؤون. هذا التصرّف، حتى لو بدا قاسياً أحياناً يجعلهم في المستقبل أناساً مسؤولين
وبالغي مستقلّين قادرين على تأمين احتياجاتهم. وهذا ما سيجعلكم كأهل تتطمئنون عليهم
أكثر.
عن موقع فراشة