هل إضحاكُ النَّاسِ وإلقاءُ النكت والفكاهات من طرقِ الدعوةِ إلى الله؟!
يقول الإمام ابن كثير عند تفسيره لسورة الجاثية:
‹‹قال ابن أبي حاتم: قَدِمَ سُفيانُ الثوريُّ المدينةَ فسَمِعَ المُعافري يتكلمُ ببعضِ ما يُضحكُ به الناسَ، فقال له:
يا شيخ! أما علمتَ أنَّ لله تعالى يوماً يخسر فيه المُبطلون؟!
قال: فما زالت تُعرفُ – أي أثر هذه الموعظة- في المعافري حتى لحق بالله تعالى!››
وسئل العلامة صالح الفوزان:
‹‹السؤال: اتخذ بعض الدعاة الضحك طريقة ووسيلة لدعوة الناس للهداية والتوبة إلى الله من خلال المحاضرات والكلمات التي يلقونها، ماحكم هذا في الدعوة إلى الله؟
الجواب: ماصار المزح والضحك في يوم من الأيام من الدعوة إلى الله! الدعوة إلى الله تكون بالكتاب والسنة وبالوعظ والتذكير، أما المزح والضحك فهذا يُميتُ القلوب، ويصير الناس يضحكون ويمزحون ويأتون إلى هذا المكان لامن أجل الدعوة، يأتون من أجل الترويح! وهذا لايصلح أبدا وليست هذه بطريقة دعوة، وإنما طريقة ترويح.
وسُئل أيضا: هل القيام بدعوة الناس إلى دين الله عن طريق تقليد أصوات النساء وحفظ أغاني المطربين والضحك والسخرية من لغات بعض الشعوب وتسجيل ذلك وجعله في أشرطة ونشره بين الناس هل هذه دعوة على منهج الكتاب والسنة ؟ أرجو التوضيح في ذلك لأن هذا الأمر بدأ يجتمع في بعض الأوساط؟
الجواب :هذه مهزلة ولا تنسب إلى الدعوة إلى الله عز وجل، الدعوة إلى الله جد وصدق من الكتاب والسنة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ولا يدخل فيها الهزليات والضحك وتقليد أصوات النساء والتمثيليات كل هذا من الخزعبلات، ما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا دعا الصحابة ولا من بعدهم بهذه الطرق المحدثة التي يسمونها وسائل دعوة››
«الإجابات المهمة في المشاكل الملمة» –الجزء الأول- الطبعة الثانية ص١٩٣-١٩٤