في كثير من البلدان، انتشرت في الصحف والمجلات أبواب ومساحات لإعلانات الزواج، مثل: مطلوب زوج، أو مطلوب زوجة، وفيها تُحَدَّد المواصفات، وكأن الزواج تجارة؛ يباع فيها الأزواج كالسيارات حسب الموديل، وتاريخ الصنع والحالة…
وهذه الظاهرة الغريبة قد يشوبها تغرير، وقد يستغلُّها بعض الشباب للَّهو والتَّسْلية، وقد يستغلها بعض ضعاف النفوس للتغرير بالفتاة التي تريد الزَّواج، وقد تحدث بعض المكالمات الهاتفيَّة، أو اللقاءات غير المنضبطة بين الرجل والمرأة بسبب هذه الإعلانات، وما تنشره من العناوين، والأرقام الهاتفيَّة؛ مما يسمح للرجل أن يتصل بالمرأة، وللشاب أن يقابل الفتاة.
والأحسن للمسلمة والأكثر صونًا لكبريائها، وإبقاءً على حيائها، ألا تسلك هذا المسلك، فتصير كالسلعة التي تعرض نفسها، وكل معروض هينٌ رخيص، والأفضل في حق المسلمة أنها إن وجدت رجلا من أهل الصلاح والتقوى أن تفعل -هي أو وليها- مثلما فعلت أم المؤمنين خديجة في زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث أرسلت إليه أنها تريد الزواج منه، ومثلما فعل الفاروق عمر -رضي اللَّه عنه- في أمر أم المؤمنين حفصة، حين عرضها على عثمان وأبي بكر -رضي الله عنهما-، بعد وفاة زوجها.
الخاطبة:
كثيرًا ما يتعذَّر على الرجل أن يخطب امرأة؛ لضيق الوقت أو لعدم معرفته بالأسر المسلمة وبناتها أو بُعد المسافة أو السفر للخارج، فيقوم أهله بتكليف (الخاطبة) التي تخصّصتْ في تزويج الرجال بالنساء، بعرض صفات وشروط الفتاة التي يريدها الزوج، وغالبًا ما تكون هذه الخاطبة ذات علاقة اجتماعية وطيدة مع أهل الحي.
وهذه الطريقة يمكن أن تكون وسيلة طيبة، إذا كانت الخاطبة امرأة أمينة، تتقي الله، فلا تكذب، ولا تخدع، ولا تغش في عرض مواصفات الطرفين بدقة، ولا تقول في الرجل أو في المرأة ما ليس فيهما. وقد يتزوج الرجل أو المرأة عن طريق الصور الفوتوغرافية، دون أن يرى كل منهما الآخر رأي العين، ولا يحسن مثل هذا الصنيع -غالبًا-، فإن الصورة قد تخفي ما يجب أن يلاحظ من سمات ومواصفات، وإن كان يُعتبر في بعض الحالات الخاصة.
منقول