يُعرّف الحِوار بِأنّه مُناقشة الكلام بين الأشخاص بهدوءٍ واحترام ودون تعصُّب لِرأيٍ مُعيّن أو عُنصريّة، وهو مَطلَبٌ من مَطالِب الحياة الأساسيّة؛ فَعَن طريقه يتمّ التّواصل بين الأشخاص لِتبادُل الأفكار وفَهمِها. يُستخدَم الحِوار لِلكشف عن الحقيقة فَيَكشِف كلّ طرف من المُتحاورين ما خَفِيَ على الطّرف الآخر، وهو الحِوار يُشبع حاجة الإنسان، ويَسمح له بِالتّواصل مع البيئة المُحيطة والاندماج بِها، إضافةً إلى أنّه يساعد على التعرّف على وجهات النّظر المُختلفة للمُتحاورين.
حوار بين شخصين
يمكن تعريف الحوار أيضاً بأنّه تَعاونٌ بين الأطراف المُتحاورة بِهدف مَعرفة الحقيقة والوصول لها، وفيه يكشِف كلّ طرف عن كلّ ما خَفِيَ على الطّرف الآخر، يَقول الحافظ الذهبي: (إنّما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ)، وفي القرآن الكريم جاء الحِوار بِمعنى المُجادلة بالحُسنى.
الفرق بين الحِوار والجِدال
الحِوار من المُحاورة، ويعني المُراجعة في الكلام، أمّا الجِدال فهو يُستعمل لِمن يُخاصِم ويشغِل عن ظهور الحق، ويُستعمل أيضاً لِمُقابلة الأدلّة لِظهور أرجحها، ويَحمِل الحِوار والجدال دلالة واحدة، وقد اجتمعا في القرآن الكريم في آيةٍ واحدة، قال تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)، والمعروف عند النّاس أنّ الحِوار والجدال يُعتبران نِقاشاً بين طرفين أو أكثر بِقَصد إظهار حُجّة مُعيّنة، وإثبات حقّ، ورَدّ لِلفساد.
أهمية الحِوار في حياة الإنسان
يُلبّي الحِوار حاجة الإنسان لِلاستقلاليّة كما يُوازِن بين هذه الحاجة وحاجته لِمشاركة الآخرين والتّفاعُل معهم، والحِوار الفعّال يُعالِج المُشكلات الّتي تُواجه الإنسان، ويقوّي القِيَم والأخلاق في الحَضارات؛ فالكثيرُ من الحَضارات أغلقت باب الحِوار ورفضت تقويم الأفكار السلبيّة وتعديلها ممّا أدّى إلى مُداهمة الأفكار الخارجيّة لها من حَضارات ودُول أخرى وهذا أدّى إلى تَدَهوُرِها وسُقوطها.
أهداف الحِوار
الهدف الأصلي من الحِوار هو إقامةُ الحُجّة، ودفعُ الشُّبهات، والآراء، والأقوال الفاسِدة، أمّا الأهداف الفرعيّة له فهي:
معرفة وجهات نظر الأطراف الأخرى حِيال أمرٍ مُعيّن.
البحث من أجل الوُصول إلى نتائج أفضل واستخدامها في حِوارات أخرى.
إيجاد حلّ وسطيّ يُرضي جميع الأطراف المُتحاورة.
إقناع الطّرف الآخر باستِخدام أدِلّةٍ واضِحةٍ.
تعديل وتقويم الأفكار غَير الصّحيحة.