النفط الجزائري مهدد بأوروبا
كشف الخبير الطاقوي ومدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة "تارجيت" أحسن
بوهروم، أن الطريقة الأنسب للجزائر للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في المجال
الطاقوي، تتمثل في العمل على وضع استراتيجية طاقوية للتحكم في تكاليف الإنتاج
وإعادة توجيه صناعة الغاز الوطنية نحو البتروكمياء، مضيفا أن الجزائر في وضع
لا يسمح لها بمنافسة قطر وروسيا داخل السوق الأوروبية، وإن كانت الأخيرة سوقا
تقليدية بالنسبة للغاز الجزائري، نتيجة وصول كميات هائلة من روسيا وقطر والولايات
المتحدة التي أصبحت دولة قادرة على التصدير.
قال بوهروم، إن السوق الأوروبية تمثل حوالي 80 % من وجهات الغاز الجزائري،
مشيرا إلى أن المنافسة على السوق الأوروبية ستكون شرسة خلال السنوات القادمة
بسبب دخول منتجين من أسيا وإفريقيا السباق، وهو ما يفرض على الجزائر العمل
بمرونة عالية جدا في مجال تصدير الغاز الذي يمثل 50 % من صادراتها من
المحروقات.
وأوضح بوهروم، أن هناك عوامل جدية أخرى تجعل من كبار المصدرين للغاز ومنهم
روسيا أكثر تمسكا بالسوق الأوروبية، وفي مقدمة العوامل المشار إليها، الغاز الصخري
في الولايات المتحدة وفي مناطق أخرى من العالم، وهو ما يفرض على جميع المنتجين
الحرص الشديد على إبرام المزيد من العقود الطويلة التي تمكن من معادلة أمن
الإمدادات مع أسعار محترمة للغاز، وخاصة الغاز المسال، بالإضافة إلى البحث عن
أسواق أخرى وإقناعها باستعمال الغاز المسال ومساعدتها وإقناعها بالمميزات التنافسية
لهذه الطاقة النظيفة، بالمقارنة مع مصادر تقليدية أخرى ومنها الفحم وحتى الطاقة
النووية.
ويعتقد المتحدث أن الجزائر لن تكون قادرة على منافسة الغاز الروسي في السوق
الأوروبية بسبب نجاح هذا البلد في التحكم في تكاليف الإنتاج واستثمار غاز بروم في
مشاريع عملاقة وتكنولوجيا جديدة تسمح بتخفيض تكاليف الإنتاج، عكس الجزائر التي
تواصل اعتماد سياسة المركبات الصغيرة ومتوسطة الحجم التي لا تسمح بتخفيض
تكاليف الإنتاج.
وتعترف المفوضية الأوروبية في بروكسل بعدم إمكانية إزالة روسيا عن موقعها الأول
كأهم مصدر للطاقة في القارة، وهو ما يدفع بروكسل للعمل على تشجيع سياسة
الاعتماد على مصادر أخرى ومنها الغاز المسال الذي يرونه في النهاية قوة تفاوض
مهمة للحصول على أسعار جيدة خلال السنوات الأربعة القادمة.
الشروق اون لاين