الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه وعلي اله الصلاة والتسليم وبعد
من محاسن شرعنا أن الله جعل فضله قريب من عباده السائلين إياه قال تعالى :" ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]
دعاء مطر للميت
وأوقات الفضائل هى منحة لعباد الله الذين يرجون فضل ربهم ويسألونه وينادونه ، وهم بذلك يصبحون متصلين بربهم لأنهم يؤدون عبادة لله ، تقربهم إليه وتكون سبباً فى كشف الضر والسوء عنهم وطلب حاجاتهم من ربهم الكريم الذى لا تنفذ خزائنه قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60] ولاسيما المضطرين من عباده المستجيرين قال تعالى "
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ النمل (62) وأكرم شيء على الله؛ هو الدعاء قال صلى الله عليه وسلم: "ليس شيءٌ أكرَمَ على الله عز وجل من الدعاء"؛ رواه أحمد..
ونزول المطر يعنى الماء الذى لا تحيا المخلوقات إلا به فالماء هو أصل الحياة ومنحة السماء قال تعالى " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30الانبياء)..
وأوقات المطر ينتظرها الناس لسقيا الأرض لإنبات الزرع وخروج الثمرات ،ومن الأدعية التي ندبها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو بها عند نزول المطر: (اللّهُمّ صيِّباً هنيئاً)؛ رواه مسلم
وعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أنَّ النّبيَّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ- كان إذا رأى ناشِئاً في أفُقِ السَّماءِ، تركَ العَملَ وإنْ كانَ في صَلاةٍ، ثمّ يقولُ: اللّهُمّ إنّي أعوذُ بكَ مِن شَرِّها، فإنْ مُطِرَ قال: اللّهُمَّ صيِّباً هَنيئاً "
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم انه إذا اشتد المطر قال : ( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ) رواه البخاري.
ومن السنَّة أن يدعو الإنسان ربه بكل ما يتمنى من الخير عند نزول المطر، فهذه أوقات منةٍ وفضل ولطفٍ ورحمة من الله على عباده ، والتى فيها يمنح الله عباده أسباب الخير، وزيادة الرزق ، والتى لا تكون إلا بمنحة من الله ،أو بدعائهم إياه لإجابة الدعاء.
وعن إجابة الدعاء وقت نزول المطر وردت بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تحث على الدعاء وقت نزوله:-
فقد جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اثنتان ما تردان : "الدعاء عند النداء ، وتحت المطر." رواه الطبرانى فى المعجم الكبير
-و عن مَكْحُولٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول المطر) أخرجه الشافعي فى الأم [ 1/ 253] والبيهقي في "المعرفة" [3/ 105]