السعودية
الأراضي السعودية عبارة عن مساحات واسعة من الصحراء تقع في وسط الجزيرة العربية يحدّها من الشمال المملكة الأردنية الهاشمية ومن الجنوب اليمن وعمان ومن الغرب البحر الأحمر ومن الشرق العراق والخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقد مرّ تأسيس الدولة السعودية بثلاث مراحل هي:
الدولة السعودية الأولى
قامت بأرض الجزيرة العربية عدّة إمارات تنتشر في الصحراء الواسعة إمارات متناحرة وزعامات متعدّدة تعيش حالة عدم استقرار وانعدام الأمن وتراجع بالقيم الإسلامية السمحة.
في عام 1744 اجتمع أمير الدرعية وهو الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب واتفقا على العمل سوياً لنشر الدعوى الإصلاحية الإسلامية التي تعتمد على القرآن الكريم وسنة نبيه محمد- صلى الله علية وسلم- ونبذ الخلافات وإعادة التسامح الديني وبناء جسور التعاون بين الناس واتخذوا من منطقة الدرعية عاصمة لهم وكان هذا بداية ولادة الدولة السعودية الأولى.
خلال هذه المرحلة عم الاستقرار في المنطقة وانتشر الأمن وطبقت أحكام الشريعة الإسلامية في نواحي الحياة المختلفة وظهر في هذه المرحلة العلماء وتطورت المعارف والاقتصاد وأنشئت المؤسسات فاكتسبت الدولة السعودية مكانة سياسية كبيرة واتسعت رقعة الدولة معتمدة على نصرة الدين الإسلامي.
انتهت الدولة السعودية الأولى عام 1818 على يد العثمانيين فأرسل محمد على والي مصر حملة عسكرية إلى السعودية بقيادة إبراهيم باشا الذي استطاع احتلال مناطق كثيرة في الجزيرة العربية التابعة للدولة السعودية ودمر الدرعية العاصمة ونشر الرعب والخوف بين السكان مما أدى إلى نقمتهم على العثمانيين واستمرار ولائهم إلى آل سعود الذين تميزوا بالحكمة والعدل في مرحلة الدولة الأولى.
الدولة السعودية الثانية
على الرغم من تدمير كثير من البلدات في أرض السعودية وإشاعة الخوف بين الناس إلا أن أغلب القبائل استمرت بولائها إلى آل سعود مما شجع أبناء آل سعود على إعادة بناء الدولة السعودية مرّة أخرى وتم ذلك على يد الإمام تركي بن محمد آل سعود الذي استطاع إعادة بناء الدولة السعودية وكان ذلك عام 1824 واتّخذ من الرياض عاصمة له، وفي عام 1891 وبسب الخلافات بين زعماء الحكم انتهت الدولة السعودية الثانية بسيطرة ابن الإمام محمد بن تركي على حائل وباقي أجزاء الدولة السعودية.
الدولة السعودية الثالثة
بدأت هذه المرحلة بعد أن تمكن عبد العزيز آل سعود من استرداد الرياض وبناء الدولة السعودية على نفس النهج السابق على أسس إسلامية وكان ذلك بعام 1902 وعمّ السلام والاستقرار ربوع البلاد وتطور الاقتصاد واعتنت الدولة السعودية بالكعبة المشرفة وبجميع المرافق والخدمات اللازمة للحجاج وانتهجت نهج الاعتدال وبناء علاقات حسن جوار وأصبحت الدولة السعودية دولة مركزية في المنطقة بفعل قوتها الاقتصادية والدينية.
منقول