الاستعمار
يعرّف الاستعمار بأنّه الحالة التي تقوم فيها دولة تتمتّع بسلطة وقوّة سياسيّة واقتصاديّة بالسيطرة على دولة أخرى ضعيفة، بحجّة تطويرها من الناحيّة الثقافية والاقتصاديّة وذلك من خلال نشر فكرة أنّ الدولة المستعمرة هي الحلّ الوحيد والطريقة الأمثل لنقل الدول التي تمّ استعمارها من حالة الضعف إلى حالة القوة ومن حالة التخلف إلى حالة التحضّر والتمدّن، ويكون الاستعمار من خلال إنشاء مجموعة من المستوطنات في مناطق مختلفة من الأرض المستعمَرة.
من الجدير بالذكر بأنّ المشاريع الاستعماريّة بدأت في القرن الخامس عشر على يد الدول الأوروبيّة، والتي كان الهدف منها هو فرض النفوذ السياسيّ على الدول المستعمَرة، الأمر الذي من شأنه أن يرفع من مكانة الدولة المستعمِرة أمام الدول الأخرى، وبذلك فهي تصبح قادرة على فرض آرائها وقراراتها لتصب في مصلحتها الشخصية، كما وأنّها أرادت أن تستغل الثروات الطبيعيّة لهذه الدول البسيطة لتنمية نشاطها الصناعي، وبالتالي تطوير وضعها الاقتصادي، بالإضافة إلى الاستعمار الديني والذي كان يهدف إلى نشر الديانة المسيحيّة في العالم، ويشار إلى أنّ حقبة الاستعمار انتهت من منتصف القرن العشرين، إلا أن آثارها ما زالت باقية إلى يومنا هذا.
الاستعمار الفرنسي للجزائر
لقد كانت الجزائر ما قبل الاستعمار كانت تمتلك أسطولاً بحرياً قوياً تحكمت من خلاله بالبحر الأبيض المتوسّط لأكثر من ثلاثة قرون، وقد نشأ بينها وبين الدولة العثمانية علاقة تعاون وشراكة اهتزت عندما ضعفت الأخيرة، ولذلك فقط بدأت الأطماع الأوروبيّة تتّجه نحو الجزائر، وقد كانت فرنسا من ضمن هذه الدول، فهي تعد واحدة من أقوى الدول الاستعماريّة في العالم، وقد قامت بفرض سيطرتها على العديد من الدول العربية وغير العربية، والتي كان آخرها دولة الجزائر التي قبعت احتلالها حوالي 130 سنة، ابتداءً من العام 1830م.
أسباب الاستعمار الفرنسي للجزائر
هناك العديد من الأسباب التي دفعت فرنسا إلى استعمار الجزائر، والتي يمكن ذكرها في النقاط التالية:
بدأت الأطماع الفرنسية في الجزائر منذ العام 1808م، وذلك بعد أن تمّ إنشاء الشركة الإفريقية الفرنسية في الموانئ التابعة للجزائر، حيث انتبهوا إلى أهمية الجزائر الاقتصاديّة.
كانت الجزائر قد عقدت هدنة مع الفرنسيين بعدم التعرض للسفن الفرنسيّة القادمة لاستخراج المرجان وصيد الأسماك، ولكن قامت الجزائر بخرق هذه الهدنة في العام 1828م، الأمر الذي أغضب الفرنسيين.
كانت هناك مشاكل سياسية في فرنسا ما بين الحكومة الملكية والحكومة المعارضة في العام 1830م، فأرادت الحكومة الملكيّة أن تشغل الفرنسيين بقضية أخرى، لتنسيهم المشاكل الداخليّة.
الرغبة بالحصول على حرية في استخراج المرجان وصيد الأسماك من البحر الأبيض المتوسط.
حادثة المروحة: كان هناك اجتماع ما بين الداي حسين والقنصل الفرنسي شارل دوفال، حيث طالب الداي من دوفال أن تقوم فرنسا بتسديد ديونها للجزائر، فقام دوفال بالرد عليه بطريقة غير لائقة دفعت الداي إلى طرده من القصر، فأرسل دوفال إلى الحكومة الفرنسية رسالة بالحادثة وطالب فيها أن تقوم فرنسا باستعادة كرامتها والرد على التصرب المين من قبل الداي حسين، فتمّ إرسال أسطول كبير وتمت السيطرة على الجزائر.
منقول