يُنتظر أن يشهد الدخول المدرسي المقبل 2016-2017 عجزا كبيرا في التأطير، بسبب تجنيد أكثر من 50 بالمائة من العمال في قطاع التربية لإنجاح الامتحانات المهنية، التي انطلقت أول أمس الاثنين، وستستمر مع المرحلة الثانية الخاصة بالامتحانات الإدارية نهاية الشهر الجاري.
اتهمت نقابات التربية الوزارة الوصية بـ«سوء تسيير المسابقات المهنية”، وحمّلتها مسؤولية عدم التحاق أكثر من 50 بالمائة من مؤطري امتحانات المفتشين والمدراء التي نظمت أول أمس. محذرة من أية إجراءات عقابية ضد هؤلاء، باعتبارهم لم يتسلموا استدعاءات الحراسة قبل إمضائهم محضر الخروج. وأعلن مجلس ثانويات الجزائر، بأن مختلف التقارير التي أعدتها المكاتب الولائية، كشفت بأن أكثر من 50 بالمائة من مؤطري الامتحانات المهنية المنظمة أول أمس، لم يلتحقوا بمراكز الإجراء، وحمّل وزارة التربية مسؤولية ما وصفه بسوء تسيير الموارد البشرية. متوقعا عجزا فادحا في جميع الأسلاك خلال الدخول المدرسي المقبل، كون الوزارة قد أقدمت، حسب “الكلا”، على تسخير الأساتذة والمدراء والمفتشين، لتأطير المرحلة الثانية من الامتحانات المهنية الخاصة بسلك الإداريين نهاية الشهر. وقال ممثل “الكلا”، إيدار عاشور، في تصريح لـ«الخبر”، بأن تنظيمه وعلى غرار جميع الشركاء الاجتماعيين، توقع فشل الامتحانات المهنية، كونها تزامنت مع العطلة الصيفية، كما أن وزارة التربية، حسبه، أساءت تسيير الشق المتعلق بالموارد البشرية، إذ أرجأت توزيع التسخيرات إلى ما بعد مغادرتهم المؤسسات التربوية. ما يفسر عزوف عدد كبير منهم عن الحضور في مراكز إجراء الامتحان. وحسب محدثنا، فإن هذا “الخلل” الكبير في التسيير حرم أيضا مئات المعنيين الراغبين في اجتياز الامتحانات المهنية من المشاركة، حيث لم يتم الإعلان عنها مسبقا على غرار ما حصل مع مسابقة الأساتذة الأخيرة. وهو ما تسبب في حرمان هؤلاء من التسجيل وإيداع الملفات. ويضيف إيدار بأن القرارات التي وصفها بـ«الارتجالية” لمصالح الوزيرة، لن تزيد إلا في تعقيد الأمور. وهو ما سيتضح جليا خلال الدخول المدرسي.
وفي هذا الإطار بالذات، قال ممثل “الكلا”، بأنه في الوقت الذي كان مفروضا تجنيد موظفي القطاع، خاصة الأساتذة لإنجاح الدخول، وجد هؤلاء أنفسهم “تائهين” بين عملية التسخير لتأطير الامتحانات المهنية، بدءا بالحراسة ثم التصحيح، وبين التحضير الجيد للعودة إلى المدارس. كما أن الوزارة، يضيف، ستضع الناجحين في هذه المسابقات في ورطة حقيقية، لأنهم لن يستفيدوا من التكوين الذي من المفروض أن ينظم مباشرة بعد إعلان النتائج. من جهتها، انتقدت النقابة الوطنية لعمال التربية توقيت برمجة الامتحانات المهنية، وأكدت بأن عملية التأطير الخاصة بامتحانات أول أمس، عرفت عزوفا كبيرا بسبب عدم التحاق موظفي القطاع المسخرين بمراكز إجراء هذه المسابقات.
وأعلن المكلف بالتنظيم على مستوى “اسنتيو”، بأن سوء تسيير هذه الامتحانات وضع معظم مديريات التربية عبر الوطن في حرج كبير، بعد أن بلغها رفض أغلب الحراس المشاركة في العملية. وهو ما يفسر التعليمات التي وجهت لرؤساء المراكز، حيث طالبتهم بجلب حراس لتعويض المتخلفين عن عملية التأطير.
واعتبر محدثنا هذا “الخلل” واحدا من بين جملة أخطاء ترتكبها، حسبه، وزارة التربية منذ سنوات، خلال تنظيم مختلف المسابقات والامتحانات. وهو تماما ما سجل أيضا، يضيف، في مسابقة النظار التي برمجت في شهر ماي، وهي فترة الخروج في عطلة. ما نتج عنه حالة ارتباك كبيرة، أثرت على السير الحسن لهذا الامتحان.
غير أن نقابة عمال التربية، وعلى لسان ممثلها، حذرت وزارة التربية من تسليط أي نوع من العقوبات أو الإجراءات التأديبية على المؤطرين المتخلفين، ما دامت هي وحدها تتحمل المسؤولية.
منقول