وجه العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، للرئيس اللبناني، ميشال عون، دعوة لزيارة المملكة، فيما وعد الأخير بتلبيتها فورا بعد الانتهاء من عملية تشكيل الحكومة.
وأفادت وكالة "واس" السعودية الرسمية للأنباء بأن عون استقبل، الاثنين 20 نوفمبر/تشرين الثاني، في القصر الجمهوري ببعبدا، الأمير خالد الفيصل، مستشار الملك السعودي وأمير منطقة مكة المكرمة، والوفد المرافق له.
وأشارت الوكالة إلى أنه "جرى خلال اللقاء استعراض مجمل التطورات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين".
وقال الأمير خالد الفيصل، في تصريح صحفي أدلى به عقب اللقاء: "أعربت لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون عن شكري وتقديري واحترامي لاستقباله لنا".
وكشف الأمير أنه سلم للرئيس عون "رسالتين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود"، موضحا أن "الرسالة الأولى تحمل التحية والتهاني لاختيار وانتخاب فخامته رئيسا لجمهورية لبنان، راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يوفق القيادة والشعب اللبناني في اختياراته لخير الوطن اللبناني وخير الأمة العربية جمعاء".
أما الرسالة الثانية، فبين الأمير خالد الفيصل أنها "تقديم الدعوة لفخامة الرئيس لزيارة المملكة العربية السعودية في أقرب فرصة".
وأضاف، تعليقا على رد الرئيس اللبناني: "وقد وعدني فخامته بأن أنقل إلى خادم الحرمين الشريفين بأنه سوف يقوم بهذه الزيارة وقبولها بعد تشكيل الحكومة مباشرة، ونرجو من الله سبحانه تعالى التوفيق والسداد للبنان ولقيادته وشعبه".
يذكر أن هذه الزيارة هي الثانية من نوعها لمسؤولين سعوديين، منذ توتر العلاقات بين الرياض وبيروت مطلع العام 2016، إذ وصل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان السبهان، إلى لبنان أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتأكيد موقف السعودية القائل بضرورة إنهاء الشغور في منصب رئاسة الجمهورية.
وتوترت العلاقات السعودية اللبنانية بسبب ما سمته المملكة مواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما موقف كبار المسؤولين اللبنانيين من "حزب الله"، عقب الاعتداء على سفارة السعودية في طهران مطلع 2016، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان، بقيمة 4 مليارات دولار.
وتتهم السعودية "حزب الله" بالتبعية لإيران والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا، وتلاحق المؤسسات ذات الصلة به ومن يتعامل معه على أراضيها.
بدروه، يهاجم "حزب الله" السعودية على خلفية مواقفها السياسية، ولاسيما بعد بدء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن لدعم الشرعية ممثلة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين.