سألتني أن أكتب عن الفرح مرات لا أحصي عددها
وليس ثمة فرح .. إلا واحد ..!!
ربما يبدو لك في الوهلة الأولى أنه حتى حديثي عن الفرح متشائم ..؟
لكنها الحقيقة ..,
هي الحقيقة التي لا أنكر معها أنك ترى الفرح بعينه في محاجر الأطفال
حينما يحصلون على ما يتمنون وعلى ثغورهم التي تعج ابتسامة
لا أنكر أنك تراه في عيني مشتاق لقي بغيته بلقاء من يحب
ولا في حديث الآخر الذي أفنى عمره حتى بات يرفل في معاطف الإنجاز فرحاً بما نال .
ولا في حكايا الأم التي لا تمل رواية ما وصل إليه ابنها من نجاحات
هذه كلها صور .. والفرح لم يكن يوما ً أحدها
الفرح الحقيقي لا يموت ولا يشيخ
لا يموت لمجرد موت الأسباب الداعية إليه
الفرح الحقيقي إذا دخل الروح خالطها وامتزج بها
وغداا شيئاً لا يمكنها التعبير عنه أو حتى وصفه
الفرح الذي هو أكبر هدايا السماء الهدايا التي تجيئ من عند الملك
ولا ينالها إلا الذين أحبهم الملك
واصطفاهم الملك
الفرح الذي يجعل الروح سابحة في ملكوت الملك
تجاري الأفلاك سمواً وعلواً ونزهة في الفضاء
وليس ثمة فرح هنا إلا لأولئك الذين يعيشون في كنفه
ويكلأهم برعايته ويسأل عنهم كل صباح ومساء
فينهمر عليهم الفرح
لا فرح سوا أن تعيش مع الله وبالله
لا فرح سوا أن تبقى روحك معلقة به سابحة في ملكوته
ماضية في ذكره سبّاقة إلى طاعته
غير متوانية عن ترك ما نهى عنه
لا فرح سوى أن تلتقط بفاك حروفه وتكرر على قلبك حديثه
تصبح عليه وتمسي عليه وتقتات منه
حينها لن يسعك أن تقول إلا لو علم ملوك الأرض وأبناء ملوك الأرض ما أنا فيه لقاتلوني عنه بالسيوف
وما يسعني أن أقول إلا
( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
أسأل الله أن يرزقنا لذة الفرح بوصاله وبالقرب منه .. اللهم آآمين