اسمه هو حنظلة بن أبي عامر بن صيـفي بن زيـد بن أميـة بن ضبيعة وحنظلة بن أبي عامر صحابي جليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلـم، كان حنظلة قد أسلم مع من بقي من قومه عندما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلـم إلى المدينة المنورة مهاجرا من بلده ووطنه مكة المكرمة، وحنظلة بن أبي عامر من قبيلة الأوس وهو أيضا من الأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصانوه وحصنوه عندما قدم إليهم في المدينة المنورة، وقد كان حنظلة متزوج من بنت عبد الله بن أبي بن سلول زعيم النفاق والمنافقين، وقد كانت تسمى جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، وقد كان أبوه يكنى بأبي عامر الراهب وقد كان اسمه عمرو، وقد كان يعرف عمرو بالراهب في الجاهلية قبل قدوم الإسلام وانقشاع غيمة الجاهلية، وقد كان في ذلك الوقت يقوم بذكر البعث ويعمل على نشر دين الحنيفية، وقد كان في ذلك الوقت يسأل عن ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلـم ويسأل عن صفاته فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلـم قام بحسده ومفارقته والابتعاد عنه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلـم إلى المدينة المنورة مهاجرا من مكة المكرمة فارقها عمرو ذاهبا إلى مكة، ثم ما لبث أن رجع بعد ذلك مقاتلا مع قريش في غزوة أحد فأطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلـم لقب أبو عامر الفاسق. وقد استشهد الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر يوم قتال المسلمين الكفار في غزوة أحد، وكان قد قتله في ذلك الوقت اثنين اشتركا في قتله هما شداد بن الأسود وأبو سفيان، وكان آنذاك مشركا لم يسلم بعد، وكان حنظلة بن أبي عامر قد التحق مع المسلمين في غزوة بدر في صبيحة عرسه فنال شرف تغسيل الملائكة له وذلك بنص حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلـم لما علم باستشهاد حنظلة ومقتله قال صلى الله عليه وسلـم: "اني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة"، وقال أحد الصحابة الكرام فلما ذهبنا إلى حنظلة بن أبي عامر لنفقده ونأخذه فندفنه نظرنا إليه فإذا برأسه يقطر ماءا، ويقول ولما سألنا زوجته عن هذا الأمر وهذا الحدث قالت بأن حنظلة لما سمع منادي الجهاد ينادي كان جنبا فلم يجد وقتا لكي يغتسل فخرج مباشرة إلى الجهاد، فكان لأجل ذلك أن غسلته ملائكة الرحمن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم فاستحق حنظلة بن أبي عامر بعد ذلك لقب غسيل الملائكة. أخيراً لقد جلب حنظلة بذلك كل الفخر لقبيلته الخزرج ولولده عبد الله الذي ولد بعد وفاته فكان ينادى باسم ابن غسيل الملائكة، فكانت كرامة من الله له ولولده وأهله وقبليته.