تاريخ قطر
كانت دولة قطر في مَطلع القرن العشرين خاضعةً للانتداب البريطاني، ومع حلول عام 1971م حقّقت البلاد استقلالها الكامل، وفي أواسط القرن التاسع عشر خَضعت البلاد لحكم أسرة آل ثاني، وكان آنذاك نظام الحكم وراثياً، ويعود الفضل في تأسيس الدولة إلى سمو الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، وما زال حكم أسرة آل ثاني ممتدّاً حتى الآن؛ إذ يحكم البلاد الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.
مؤسس دولة قطر
هو الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني المعضادي التميمي، ويعود نسبه لبني تميم، ولد سموّه في عام 1813م المُصادف للسنة الهجرية 1242م، وتسلم حكم البلاد في عام 1876م، وحاز خلال فترة حكمه على لقب قائم مقام نائب الحاكم وكان ذلك خلال فتر حكم العثمانيين.
حياته
يعرف الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني بأنه من أكبر رجال السياسة في تاريخ قطر والوطن العربي، واكتسب درايته وخبرته من حياته العملية إلى جانب والده كنائب له في حكم البلاد، وحرص الشيخ قاسم كلّ الحرص على أن تكون البلاد مستقلّةً وموحدة، ويعتبر الحاكم الأول الذي تمكّن من منح بلاده الاستقلال المطلق والحفاظ على كيانها متماسكاً وسط جوٍّ سياسي مضطرب في المناطق المحيطة.
ارتفعت الشعبية التي يحظى بها سموّه، وما زاد من ذلك الصفات التي يمتلكها من حنكة وعقل وحكمة، وتمكن بفضل ذلك أن يعمل جاهداً على توحيد قبائل بلاده ضمن نطاق حكمه وتحت رايته، وشهدت بلاده في فترة حكمه قيام ميناء بحري تجاري خاص بها يُستخدم لتصدير وتوزيع البضائع.
كان الشيخ قاسم يعمل في تجارة اللؤلؤ؛ حيث كانت تشيع في تلك الفترة التي كان يحكم بها بلاده، إذ كانت هذه التجارة بمثابة مصدر رزق لبيت المال في بلاده حتى يتمكّن من الإنفاق على المرافق العامة، وكان معطاءً لشعبه ويجبر عثرة الكرام، والمكلومين أيضاً، كما يمتلك ما يقارب ثلاثين سفينة تمتهن الغوص في البحار.
أعماله
يشار إلى أنّ سمو الشيخ قاسم كان ينتمي إلى الحركة السلفية المُنحدرة من المنهج الحنبلي، وكان قد أرشد أبناءه ونسله إلى اتباع السلفية وعدم التفريط بأمور الدين وأصوله، وظَهر شغفه في الثقافة من خلال ما أبداه من اهتمام بالطباعة للكتب وتوزيعها، كما ساهم في التشجيع على ضرورة نشر العلم وكلّ ما يتعلق بالعقيدة السلفية ومن بين هذه الكتب فتح المنان تتمة منهاج التأسيس رد صلح الإخوان.
وفاته
توفّي الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني في عام 1331 للهجرة تاركاً خلفه إرثاً من الأعمال الأدبيّة والثقافيّة والسياسيّة؛ كالكتب، والتبرعات التي كان يُخصّصها للطلبة، وأعمال الخير المتمثّلة بالوقف والمبرات.
منقول