تبدأ حرية الفرد حين تنتهي حرية الآخرين
تنتهي حرية الفرد عندما يؤثر بشكل سلبي على المجتمع كمجتمع وعلى الافراد ايضا، فمثلا كل شخص حر في أن يصرخ ويسمع الموسيقي بصوت عالي ويندمج فيها ولكن بحدود فهو لا يحق له ان يعتدي على بصوت موسيقاه وانا في منزلي ارتاح أو حتى ان يعتدي على المجتمع عندما يكون في سيارته ويطلق ضوضاء صوتية.
اذا كنت احترم الاخرين وحرياتهم سيحترمون حريتي ، اذا كنت في حديقة عامة فسأحترم الموجودين بقربي والذين يرغبون في الاستمتاع بالطبيعة ولكن اذا بدأت في اشعال النيران وهي اصلا غير ممسموح بها فأنا اعطي الأخرين الحق في التدخل فيما أفعل.
الفرد ينتمي للمجموعة وعليه الالتزام بقوانين ومبادئ الجماعة بغض النظر عن ايمانه الحقيقي بتلك المبادئ أو عدمه. أعتقد أن ثقافة قمع الحرية الفردية هي سبب اساسي في مظاهر سلبية كبيرة في مجتمعنا وأهمهما النفاق وما ينطوي عليه من صفات وتصرفات سيئة وكل هذا بهدف ارضاء الجماعة والغاء الذات. كم نشهد في حياتنا تصرفات لأشخاص أقل ما يمكن وصف تصرفاتهم بازدواجية المعايير النابعة من عدم الرضا عن الذات. إن حالة التخبّط وعدم وجود مكان للذات في مجتمع يسيطر عليه منطق العشيرة والطائفية لا يمكن أن يتغير من تلقاء نفسه بل على كل فرد مسؤولية تغيير هكدا تفكير. ففي البداية يجب ادماج مبدأ "تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين" في مناهجنا التعليمية والثقافية لأن هذا المبدأ يعني ان يقوم الفرد باحترام محيطه ويلتزم بقوانينه العامه وفي الوقت نفسه له حق انساني في التعبير والعمل بما يؤمن به اذا كان لا يتعارض مع القانون العام. لا يمكن أن نرجو الخير من مجتمع يعيش على اساس التناقض والكبت الداخلي..احترام الآخر وحرية الفرد وقيمته الخاصة يحفّز العقل وينمّي الطموح بدلا من أن تكون مقتصرة على كيفية ارضاء الغير خشية من نبذ المجمتع واقصائه. ولنتذكر أن اساس نجاح المجتمعات الاخرى يأتي من مبدأ احترام الفرد وتقديره, لذلك نرى المبدعين والاختراعات الهائلة تأتي من المجتمعات التي تعطي حرية الفرد وتحترمها في القانون والثقافة العامة.
منقول للفائدة